السياسة النقدية

حسين عطوان مهوس: تقلص فجوة سعر صرف الدينار بين سوقيه الرسمي والموازي في الماضي والحاضر: استقرارٌ أكبر بمبيعاتٍ أقل

ليسَ بخافٍ على المختصين أنَّ نافذة بيع العملة الأجنبية في المركزي العراقي أداةً من أهم أدوات السياسة النقدية في العراق (عمليات السوق المفتوحة Open Market Operation ) بدأت عملها نهاية عام 2004 لتعقيم فائض السيولة الدينارية Sterilization وتغذية إحتياجات ميزان المدفوعات التمويلية بغية الحفاظ على استقرار سعر صرف العملة المحلية المتبوع باستقرار المستوى العام للأسعار، إذ اتبع المركزي العراقي للمدة 2004-2008 نظام الربط الزاحف crawling peg بحكم الواقعDe facto ، بينما اتبع نظام الربط الثابت hard peg بحكم الواقع للمدة ( 2009 ولغاية الآن)، وعَدّ الدولار الامريكي مثبتًا إسميًا Nominal Anchor للسياسة النقدية.
تخللت هذه المدة فجوات صرفٍ مختلفةٍ بين سعر صرف الدينار في سوقيه الرسمي والموازي، وهذه الفجوات تتسعُ وتتقلصُ تبعًا لعوامل عدة أهمها:

  • نسبة تغطية مبيعات العملة الأجنبية لحجم الطلب الكلي من العملة الأجنبية (تغطية المعروض للمطلوب).
  • طبيعة المبيعات في النافذة (نقد، حوالات، اعتمادات مستندية) فزيادة المبيعات النقدية تقلص فجوة الصرف نسبيًا، وذلك يرجع لكثافة التعاملات التجارية مع دولة جارة محضورة من النظام المصرفي.
  • تعليمات نافذة بيع العملة الأجنبية وتداخل الاجراءات الرقابية بين المؤسسات الحكومية ذات العمل وثيق الصلة بنافذة بيع العملة الاجنبية (المنافذ الحدودية، دائرة الضريبة) واستخدام الوثائق الرسمية الصادرة من هذه الدوائر مُتَطَلَّباتٍ أساسية من قبل المركزي العراقي في السنوات الماضية لتلبية طلبات شراء الدولار من نافذة بيع العملة الأجنبية، وعَدَّها دليلًا لالتزام المصارف بدفع ما عليها من التزامات ضريبية وتعرفات كمركية.

لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي
Husaain Atwan-Exchange rate gap-final

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (7)

  1. farouk younis
    farouk younis:

    استاذ حسين عطوان
    لم يعجبي تبريرك لعدم الاستيراد بفتح اعتمادات مستندية بقولك:
    ١- لان تطبيق الاعتمادات المستندية بشكل كامل يعيقه في الوقت الحالي قلة وجود مصارف مراسلة رصينة تتعامل مع المصارف العراقية
    ٢- كما تقول : فضلا عن الاداء الضعيف جدا للمنافذ الحدودة واليات تطبيق التعريفة الكمركية
    عزيزي حسين عطوان العراق بلد مستورد كبير وتتمنى جميع المصارف الرصينة في العالم التعامل مع المصارف العراقية الرصينة
    ثم ما علاقة المنافذالحدودية واليات تطبيق التعريفة الكمركية بموضوع الاعتمادات المستندية
    اتمنى ان يحظى موضوع الاعتمادات المستندية الصادر عن غرفة التجارة الدولية في باريس بما يستحق من الاهتمام من قبلك شخصيا خدمة لاقتصادنا الوطني
    مع خالص التقدير

  2. Avatar
    سمير النصيري:

    الاستاذ حسين عطوان المحترم تحليلك موضوعي وجيد ويحاكي فعلآ واقع الجهود الكبيرة التي يقوم بها البنك المركزي العراقي في ادارة تطبيقات الادارة النقدية وبشكل خاص جهودة في تعافي الدينار العرافي فاحسنت النشر سمير النصيري

  3. د. نبيل جعفر عبد الرضا
    د. نبيل جعفر عبد الرضا:

    عفوا شهر كانون الثاني وليس شهر آذار ارجو التصحيح

  4. د. نبيل جعفر عبد الرضا
    د. نبيل جعفر عبد الرضا:

    المقارنات التي تطرق اليها الباحث فيما يتعلق بمبيعات كانون الاول وشباط عام 2018 مضلله لاحتلاف عدد الايام بين الشهرين ومن ثم فإن المبيعات اليومية في شهر شباط تبلغ 139 مليون دولار في حين ان المبيعات اليومية لشهر آذار تبلغ 135 مليون دولار ولذلك القول بإن نسبة تراجع المبيعات في شهر شباط 10% عن شهر آذار غير دقيق ويعطي نتائج مضللة للجمهور

    • حسين عطوان
      حسين عطوان:

      حضرة الدكتور نبيل عبد الرضا المحترم..
      في المقال عقدتُ مقارنة بين مبيعات نافذة العملة لشهر شباط 2018 ومتوسط مبيعات الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 ، لأنَّها شهدت مستوى سعر صرف متشابه تقريًا في السوق الموازي بما يقرب 1220.
      أما التراجع بمقدار 10% تقريبًا الذي تطرقتُ إليه في المقال، فهو تراجعٌ بالطلب على العملة الأجنبية (العروض المقدمة للشراء) بين شهري كانون الثاني و شباط 2018 ، وليس مبيعات النافذة في المدة المذكورة، وشتان ما بين الاثنين.
      تحياتي.

  5. farouk younis
    farouk younis:

    مقال اعجبني لانه مختصر مفيد لكن لدي سوءال : هل يتم الاستيراد عن طريق فتح اعتمادات مستندية ؟

    • حسين عطوان
      حسين عطوان:

      شكرًا جزيلًا أستاذ فاروق يونس.
      فيما يخص الاستيراد عن طريق الاعتمادات المستندية فهو موجود في نافذة بيع العملة الأجنبية، إلا أنَّ تطبيق الاعتمادات بشكل كامل يعيقه في الوقت الحالي قلة وجود مصارف مراسلة رصينة تتعامل مع المصارف العراقية، فضلًا عن الأداء الضعيف جدًا للمنافذ الحدودية وآليات تطبيق التعرفة الجمركية.
      تحياتي.

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

%d مدونون معجبون بهذه: