أبحاث نظرية في الفكر والتاريخ الإقتصادي

د.مظهر محمد صالح: الطبقة الرثة والإستبداد الشرقي في العراق

مدخل في ولادة الطبقة الرثة
 
{الخبز إذا وجد…. ولا شيء غيره..!}: بهذه العبارة الصريحة أظهر الروائي “نجيب محفوظ” براعته الفكرية في روايته “زقاق المدق” لكي يسمح لنا أن نتسلق جدران التاريخ الاقتصادي للشرق ونضع أخاديد الفكر وعمق المعنى للوقوف على مفهوم “الطبقة الرثة” (التي هي وليدة العقد الاجتماعي الرث)، معرّفين إياها بأنها {طبقة واسعة من المجتمع لا تستطيع أن تبلور أهدافها أو تنظم مطالبها، ولا يمكنها صياغة برنامج اقتصادي واجتماعي وهوية وطنية. وإنها تشترك بهمٍ واحد هو الخوف من المجهول (ندرة رغيف الخبز) وفقدان الأمن، وتبحث عن الكسب غير المنتج وغير المشروع قبل توافر الإنتاج، وتتحين فرصة الإنقضاض على الممتلكات العامة، وتحمل السلاح خارج القانون، وتنمو وتنتشر مع استشراء الفساد السياسي، وتحتمي بأذرع ايديولوجية مشوهة، مثالها: قوة العشيرة أو العصبة السياسية الرديئة أو قوة الآصرة الدينية أو مشتقاتها الطائفية. وتجتمع الطبقة الرثة بكليتها مرتكنة على عقد إجتماعي بدائي تفكيكي رث}.
تأسست الدولة العراقية الحديثة سنة 1921م على أنقاض “عقد اجتماعي ثنائي
جرى بموجبه عزل العملية الإجتماعية -الإقتصادية لأرياف العراق التي ضمت قوى بشرية وقتذاك زادت على 85% من سكان العراق، وفاقت في الوقت نفسه التكوين الاجتماعي والحضري والسياسي للمدينة العراقية. ولما كان العقد الإجتماعي يمثل الإرادة المشتركة للأفراد في إنشاء مجتمع سياسي يخضع لإرادة سلطة عليا هي المَلكية الدستورية، فإن القوى النافذة في المجتمع الريفي العراقي قد اجتمعت آنذاك واتفقت على تقاسم المجتمع السياسي وتكوين مجتمع ريفي خاص بها ضمن التراتبية الهرمية للسلطة المَلكية المركزية العليا.
لمواصلة القارءة يرجى تحميل ملف بي دي اف سهل القراءة والطباعة. انقر على الرابط التالي
د.مظهر محمد صالح-الطبقة الرثة والاستبداد الشرقي في العراق-نهائي

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (1)

  1. farouk yo
    farouk yo:

    اشار الباحث الدكتور مضهر محمد صالح الى ( تنازل الملك فيصل الاول عن جانب من سلطاته الرسمية للادارة العشاءرية المحدودة المسماة بالسنية في فض المنازعات القانونية داخل مجتمع العشيرة العراقية) بين القوسين من الدراسة
    كان يكون من الافضل الاشارة الى الاسلوب الذي اتبعته الادارة البريطانية لتعزيز النظام العشاءري في العراق تحت رءاسة شيوخ عشاءر تابعين لنفوذ وسيطرة الادارة البريطانية والذي عرف باسلوب ساندمان نسبة الى السير روبرت ساندمان
    كان الدافع الذي حدا بالبريطانيين اصدار نظام دعاوى العشاءر يعود بالدرجة الاولى الى كسب الاقطاعيين وخاصة شيوخ العشاءر وتحويلهم الى قاعدة اجتماعية يستندون عليها في حكم العراق
    لقد نظرت الادارة البريطانية الى المجتمع القبلي ككيان مستقل قاءم بذاته ومستقل عن المجتمع المدني — حاولوا معاملة العشاءر كافراد بعيدين عن التمدن
    شكرا للاستاذ الدكتور مضهر محمد صالح على دراسته القيمة
    ولمن يريد المزيد عن قانون دعاوى العشاءر انظر د. عمار يوسف العكيدي – قانون دعوى العشاءر كيف فرضته الادارة البريطانية – ٣٠/٩/٢٠١٢ – مقال منشور على الانترنيت وشكرا

اترك رداً على farouk yo إلغاء الرد

%d مدونون معجبون بهذه: