أتيحت ليس فرصة قراءة ورقة الدكتور علي مرزا المعنونة “التركيبة المؤسسية وغياب استراتيجية وسياسات تنمية مستدامة في العراق” والتي نشرت على موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين بتاريخ 3.06.2022
لقد جرت العادة ان اعقب على أوراق الدكتور علي مرزا من منطلقين. الاول، هو اثراء النقاش العلمي بيننا كاقتصاديين. والثاني، ان هكذا نوع من النقاش هو ليس بحوار نخبوي بعيد عن الواقع بل على العكس من ذلك إذ أن له صله مباشرة بالتحديات غير المسبوقة التي يمر بها الاقتصاد العراقي. واجد ان هذا النقاش كان مثمرا الى الحد الذي جعل منه ان يكون أحد الأسباب التي تقف وراء كتابة الورقة موضوع التعقيب (انظر الهامش رقم 2، ص1).
وفي البدء علينا أن لا ننسى بان عراق اليوم يعيش في مرحلة انتقالية منذ عام 2003، وهذه المرحلة الانتقالية قد أخذت مدىً زمنيًا ليس بالقصير فيما ان بوادر الاستقرار لاتزال غائبة والى حد كبير. ونجد ان العراق كان ولايزال يعاني من ضعف مؤسسي واضح، وهذا ما ردده وزير المالية ونائب رئيس الوزراء على علاوي في اكثر من منبر (انظر Allawi, 2020). وقد صاحب ذلك جملة من الممارسات المتعلقة بالفساد والإجراءات البيروقراطية غير المواكبة لروح العصر والتي كان لها بالمجمل اثار ملموسة على اداء الاقتصاد وعملية التنمية خلال العقدين الماضيين.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
د. عمر الجميلي- عودة الى موضوع الإطار المؤسسي من جديد- تعقيب على ورقة د. على مرزا
باحث وكاتب اكاديمي عراقي متخصص في الاقتصاد المؤسسي
عزيزي د. علي
اود في البداية ان أشكرك على تفاعلك مع تعقيبي. وفي الحقيقة أجد ان هذا التفاعل مفيد وضروري ايضا ، كونة يفتح افاق واسعة للحوار العلمي والتلاقح الفكري بين المختصيين. واعتقد انة ذا اثر ملموس على تطور النتاج الفكري نفسة. ولكن من الملاحظ وللأسف الشديد ان ذلك غائب كتقليد بين المعنيين وإلى حدد كبير في الوقت الحاضر.
اكرر شكري واَمتناني لشخصكم الكريم.. ونحن على تواصل دائم ان شاء الله. مع كل التقدير والاحترام .
د. عمر الجميلي
عزيزي د. عمر الجميلي المحترم،
شكراً جزيلاً على قراءتك الجادة والمُطَلِعة well-informed في تعقيبك على ورقتي.
أتفق معك في العديد مما ذهبت أليه في هذا التعقيب القَيِّم؛ وعلى سبيل مثال، المسألتين المترابطتين التاليتين:
(1) الظروف الأولية initial conditions. لقد أشرت في التعقيب إلى مسألة أساسية تتعلق بالوصف والتحليل التاريخيين وأهمية تفصيلهما بغية استخلاص الدروس والعِبَر للحاضر والمستقبل. وأعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يُنظر أليه أيضاً من زاوية تحليل الظروف الأولية التي تشمل “الحاضر” بما فيه “التراكم” التاريخي. إن تناول هذه الظروف قضية جوهرية. ولقد بَيَّنَتْ التجارب البحثية أنه بالإضافة للسرد التاريخي العام، فأن تنظيم جانب مهم من هذه الظروف بشكل مؤَطَّرstylized، في ما يتعلق بالبيانات والمعلومات و”الحقائق” المتاحة أو التي ينبغي اتاحتها، يعتبر مسألة ضرورية للقيام بالاستقصاء والتحليل ومن ثم التوصل إلى نتائج وتوصيات بناءة، من ناحية، ولرسم منظور ومسار مستقبلي متفق عليه، من ناحية أخرى. لقد تناولْتُ جانباً من هذه الظروف في كتابي 2018 وأوراق أخرى لي عن العراق، كما تناول العديد من الاقتصاديين العراقيين البارزين، في بحوثهم/كتبهم جوانب أخرى واسعة منها.
(2) ولكن الجهد الجماعي/التفاعلي، الذي تشير له في التعقيب، ضروري في هذا المجال. ذلك أن تناول الظروف الأولية بما فيها البُعد المؤسسي، وغيره من الأبعاد التنموية، بطريقة بحوث ودراسات “تفاعلية” يشترك فيها خبراء ومراقبون مهتمون من الاقتصاديين وغير الاقتصاديين، هو، في كثير من الأحيان، الطريقة الأفضل مقارنة بالجهود الفردية. فهذه الجهود على أهميتها هي، عادة، أقل قدرة للتوصل إلى تحليلات وتوصيات فعالة ومجدية. فمن المعروف أنه في غياب التقييد الفكري/الجمعي groupthink فأن الأبداع synergy الناتج عن الجهد الجماعي/التفاعلي لمجموعة افراد يفوق مجموع نواتج الجهود المنفصلة لهؤلاء الأفراد.
مع التقدير.
د. علي مرزا