-تمهيد :
لست اديباً كي اعتنق الحكمة المطلقة القائلة (ان عظمة الغزاة تقاس بمناعة الحصون التي يفتحونها) ولست سياسياً محترفاً كي اعتمد فكرة (ان الحروب هي استمرار للسياسة بوسائل عنيفة) كما قالها الفيلسوف الالماني كلاوزه فيتز في القرن التاسع عشر.
ولكن كوني اقتصادي لابد من ان أؤمن بأن طابع الحرب يتوقف على الشروط التاريخية الاقتصادية التي انبثقت الحرب منها. فتقييم منظومة الحرب وأطراف النزاع فيها والتي غيرت مجرى التاريخ في العراق في نيسان 2003 كانت حقاً صراعاً تناحرياً بين نمطين انتاجيين مختلفين في مراحلهما التاريخية. فالنمط الاول كان تعبيرا عن الصفة الاسيوية للإنتاج او ما يسمى بالنمط الاسيوي للإنتاج وهو الذي لا يغفل في اطاره الموضوعي الطابع الشرقي للاستبداد والقائم على عناصره الثلاث هي الجباية (النهب الداخلي) واشعال الحروب (النهب الخارجي) وتوفير الاشغال العامة من بنية تحتية لإدامة حياة السلطة المركزية ذات النمط الشرقي الذي يتعاش على نهب الفائض. اذ حل النفط وعائداته الريعية محل العائد الزراعي مما اظهر تطورا جديدا على النمط الاسيوي للإنتاج الذي ساهم في اخماد الهياكل الاجتماعية للبلاد وقوى الاستبداد من حيث السرعة والقدرة على اشعال الحروب داخل منظومة البلدان المجاورة الريعية المنتجة للنفط، وهي الحروب التي أطلق عليها بسلسلة حروب الخليج.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل ملف بي دي أف
د. مظهر محمد صالح- العراق الرأسمالي- من الحرب الى الديمقراطية
بحث علمي دقيق وشامل يحدد أسباب ضعف التنمية والتخبط الاقتصادي وعدم التوزيع العادل للثروة في العراق وينسب ذلك إلى وجود قطبين مختلفين هما رأسمالية الدولة الريعية والرأسمالية الأهلية الليبرالية كسببين رئيسيين إضافة إلى أسباب أخرى يفصلها د. مظهر محمد صالح، ويقترح في نهاية البحث حلولا منطقية وصائبة لرفع وتعظيم الكفاية الاقتصادية في العراق، ولكني وأنا أقرأ التحليل العظيم في البحث والحلول الصائبة كنت أشعر بأن هذه الحلول لن تتحقق اليوم ولن تتحقق في المستقبل المنظور لأسباب خاصة بالإرادات السياسية، فما الحل؟