تطلعت اليه وهو يفترش عدة عمله على حافة الطريق و يرى في أن مسألة إقامته على الرصيف العام او مغادرته من صميم حقه الذي لاينازعه منتزع.فمرقت من جانبه الى الحافة اليسرى من الطريق بأرجل متثاقلة ،كانما ادعو نفسي الى التريث في مواصلة المسير،ثم استدرت اليه بعد ان رمقني بنظرة كادت ان تطلب بنفسها ان امسح حذائي.تراجعت من فوري وقد لوى عنقه نحوي واشرأب به صوب منظور طويل وعلامات البؤس تظهر تقاسيمها على وجهه الذي عطبته هزائم الحياة وشضف العيش وتعثر الرزق . أخذ ينظف حذائي بهمة عالية وقلبي يخاطبه يابني انك في مشاغل عملك الذي تجد صداه في وجدان الجمع الانساني بعد ان عتقتك الحياة من شر العطالة .نظَر نحوي متفائلاً وقد اكتسب براعةً في مهنته وصار في تلك اللحظات ابعد مايكون من اليأس وهو يهرس فرشاته بارتياح و يعانق الامل في البقاء في صورة غامضة المعالم ومن دون تساؤل.
حدثني وهو في زحمة انشغاله، أحذاؤك هذا ايها الرجل من علامة تجارية اصلية ومن جلد الماشية ؟اجبته عسى ان يكون ذلك! ثم تسائل، لماذ تستخدم التلميع الجاهزالذي يسيُء الى حذائك الغالي الثمن على ما يبدو؟اجبته بنعم انه دافع الكسل! واني امتلك على الدوام علبة تلميع واحدة من تلك العلب الجاهزة لألمع بها حذائي، وهي مهيئة بطريقة صنع واستعمال لا تستغرق مني الا القليل من الوقت! اجابني مستطرداً ،كان حريٌ بك ايها الرجل ان تستخدم الملمعات الاصلية التي تحمل (علامة الثعبان) وهي على الرغم من ذلك لاتلدغ حذائك وتفكك واجهته اوتقضي على تماسك الجلد الامامي له ،كما فعلت الملمعات الجاهزة الاخرى المنتشرة في يومنا هذا وهي تحمل (علامة الثعلب)!.ضحكت كثيراً على مفارقة ماسح الاحذية، ذلك الشاب الذكي وهو يتحدث عن الجلود واثر الملمعات ذات العلامات الحيوانية المختلفة في ديمومة الحذاء وكانما نحن في (مزرعة الحيوان) التي كتب عنها الروائي البريطاني(جورج إروال) في منتصف اربعينيات القرن الماضي!! قلت في سري كم هو عميق هذا الشاب في فلسفته وهو يترجم الحياة بِشرها وخيرها ومن ميدان عمله!. وظل يروي لي كيف امتلئت الاسواق بتلك العلب الملمعة المدمرة التي هي لاتلائم سوى تلميع ابدان السيارات و كيف عُبئت بطريقة وجهت لتدمير جلود احذيتنا ،وهي ملمعات كاذبة منخفضة الثمن تُرتب استيراد المزيد من الاحذية!!
غادرت ماسح الاحذية بعد ان امسك ( بالفي دينار) .كان الالف الاول ثمن اتعابه وجاء الالف الثاني تقديراً مني لتحليله الاقتصادي الفطري حول انفلات السوق واثاره الضارة على حماية المستهلك. وتذكرت الرئيس البرازيلي السابق(لولا دا سيلفا ) الذي بدأ حياته ماسحا للاحذية وانتهى زعيماً سياسياً فذاً قاد بلاده نحو قمة النمو والتقدم الاقتصادي.
(*) باحث إقتصادي ونائب محافظ البنك المركزي السابق
عزيزي السيد أبو عبد الله
تحية طيبة
مشكلتي ليست مع د. مظهر محمد صالح، فللرجل مكانته العلمية والمهنية التي هي محط اهتمام واحترام إلا من أولئك الذين أرادوا الإساءة إليه، وإلى زملائه، عندما كان يعمل في البنك المركزي العراقي. وهؤلاء (السحرة) لم يتعرضوا للمُساءلة على فعلتهم الباطلة ولم يطالهم القانون بعد، وربما سيبقون بعيداً عن المساءلة خاصة وأن البعض منهم لا يزال يحتل مواقع في مؤسسة الحكم. ترى ما هي فائدة كون “الله هو الشاهد”، كما قررتَ، في إحقاق العدل.
عندي مشكلة مع الأبوات وذلك لتعددهم بحيث يصعب علي أن أميز هذا الأبو أحمد أو أبو محمد من ذاك الأبو أحمد أو أبو محمد. تخيّل وضعي عندما يترك أحد الأبوات رسالة صوتية لي يُعلن فيها أنه أبو فلان ويطلب مني أن أتصل به ولا استطيع تمييز صوته. أي منهم فهم كثرُ؟ تحديد الاسم بالأبوات يفسد الاتصال. وتعرف بأن الحركات السرية لجأت إلى التسمية بالأبوات لتحاشي بطش الحكام.
لقد اقتبست مقولة “أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك” وأضفت لها ما يفيد اختلاف المحل إذ قلتُ “مع الأخذ بنظر الاعتبار اختلاف الظرف.”
أنا لا زلت أختلف معك في مسائل الدين، ولا أرغب الاستمرار في مناقشة دوره في اكتساب المعرفة التي لها أدواتها في مجالاتها المختلفة ومنها الاقتصاد والتأمين (بالمناسبة أنا لست أُسطوناً في التأمين بل مجرد ممارس لنشاط التأمين لعدة عقود). عندما ولجت ميدان التأمين لم يكن لفضل الله ورسوله وآل بيت الرسول أي دور في تعلمي لمبادئ التأمين، والآن وأنا سائر في الطريق نحو الضفة الأخرى لا أعزو ما أقوم به لفضل الله لأنه ليس معنياً بعملي وتفكيري ولا أنا استمد منه معرفة التأمين ومحاولة فهم قضايا التأمين العراقي. قناعتي هي أن الدين والاعتقاد الديني مسألة شخصية، وأتمنى أن يُبعد الدين عن الحياة العامة. وأنا مع على بن أبي طالب في قوله ان النص القرآني “حمّال أوجه”، وربطه بالعلوم الوضعية لا يرفع من مكانة النص ولا يفيد في تطور العلوم الحديثة. اختزال مصادر المعرفة بنص واحد هو المراوحة في دائرة السكون والاستهانة بنبض الحياة.
لقد كتبتَ جيداً بحق عن تواضع الدكتور مظهر وآمل أن تتوسع بكتابتك لنتعرف عليه بشكل أفضل، أو نرجع إلى ماسح الأحذية واقتصاد الظل (وهو ما أرجو أن يقوم به الزملاء الاقتصاديون لتحديد مكامة وقيمة هذا الاقتصاد).
طابت أوقاتك.
استاذنا العزيز…مصباح كمال المحترم… سلامي وتحياتي لك وللاخوة القراء والعاملين على الموقع ….لايهم الاسم …لاني من عامة الناس… وغير معروف…وانتم وزملائكم الكرام اساطين الفكر الاقتصادي المعاصر …ومنكم نستفيد … ليس هدفي من كتابة السطور السابقة المدح والمديح … فالرجل زميلكم ومعروف ويستمع له العموم في لقاءاته ومحاوراته على شاشات القنوات الفضائية … كتبت …لاعتزازي به…وسعادتي بزوال الظلم والمعاناة والعسرة عن صالح كريم ..وانقلاب السحر على الساحر… والله هو الشاهد …ومحل… انا دون ما تقول وفوق ما بنفسك… فقد قيلت حينها لمخالف حاقد متنكر…اما الفضل وكل الفضل لله ولرسوله وال بيت الرسول…نعم…كما جاء في كتاب الله العزيز …خالقي وخالقكم وخالق العلم والمعلم والنفط والمال والغاز والذهب ….َلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ ….سورة التوبة59
فالفضل كل الفضل لله ولرسوله وال بيت الرسول في كل شئ وعلى كل شئ .
والدكتور مظهر… مستشار اقتصادي… يطرح افكاره وحلوله … على اصحاب القرار..
ومن يزور بيته الذي لا يتجاوز بمساحته المائة متر او اكثر بقليل …يرى تواضع وبساطة هذا الانسان الذي يسعى في قضاء حاجات الناس الغرباء المساكين قبل المقربين …فجزاه الله خيرا… وعوضه خيرا… بعد محنة وابتلاء…
نتمنى لكم استاذنا الكريم ان يوفقكم الله … وتاخذون مكانتكم العلمية الاقتصادية الحقة…
مع كل الاحترام والتقدير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا المس كل الطيبة والانسانية لدى دكتور مظهر في كل كتاباته اضافة الى ملكته العلمية الواسعة والنادرة التي رزقها الله له …وهو اخ عزيز وصديق … كريم … شهم .. .والحمد لله على كل شئ …لا املك منصب او وظيفة او مصلحة في هذه الدولة وغيرها ……ولو لا مخافة الله لكنا وكنا…………. والحمد لله
تحياتي لك ولاهتمامك اخي الفاضل
السيد أبو عبد الله (وهو لا يرغب بالكشف عن اسمه لغاية في نفس يعقوب) ليس وحيداً في إطلاق الصفات على عالم اقتصادي من طبقة د. مظهر محمد صالح باستخدام العبارات الدينية لتحديد المكانة العلمية للرجل. لا أعرف كيف يستجيب د. مظهر لمثل هذا التقييم لكنني أراه غير مناسب في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، فهو لا يضيف شيئاً إلى المعرفة (جزء من شعار الموقع) أو التعرف على طرائق تفكير د. مظهر وتحليلاته وما يتوق إلى إيصاله لنا نحن القراء. وهذا التقييم المُبالغ به يذكّرني بقول للإمام علي بن أبي طالب “أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك” مع الأخذ بنظر الاعتبار اختلاف الظرف. يقول كاتبنا السيد أبو عبد الله ان “الفضل كل الفضل لله ولرسوله الكريم المصطفى وال بيته الاطهار أئمة الهدى واعلام الحق”، بهذا التسلسل، لشرح القدرات المعرفية للدكتور مظهر ومكانته في الحياة العامة. ويؤسفني ان لا أفهم آلية الفضل هذه. ويبدو لي أن الجهد الشخصي للدكتور مظهر في اكتساب المعارف لا دور له، ولم يكن لأساتذته في العراق وفي بريطانيا أو الكتاب الذين قرأ لهم أو نقاشاته مع أقرانه من الاقتصاديين وغيرهم دور في تعلمه وتطوره الفكري.
سأُسرُّ لو تفضل السيد أبو عبد الله، حتى دون الإفصاح عن اسمه، بكتابة صورة قلمية، كونه “اخ عزيز وصديق كريم شهم” لصاحبه، مستفيداً من علاقته النزيهة به في إغناء معرفتنا بالدكتور مظهر. أتمنى ذلك لأن الغالب في تقديم الأشخاص يطغي عليه جفاف حقائق الميلاد والدراسة والعمل، رغم أهميتها، وبسببها نُحرم من التعرف على جوانب الشخصية وصفات صاحبها.
منذ أن تم تعيين د. مظهر محمد صالح مستشاراً اقتصادياً لرئيس الحكومة د. حيدر العبادي أسائل نفسي إن كان سيستطيع إحداث تعديل أو تغيير في السياسات الاقتصادية، دونكم النقلة النوعية، ضمن التركيبة الحالية للمؤسسة الحاكمة. وأتمنى أن يقوم زملاؤه الاقتصاديين تنويرنا بهذا الخصوص.
بقي أن أشيد بالرضا الذي يسكن فكر السيد أبو عبد الله ونقده المبطن، دون تحديد، لما هو قائم بالقول: “والحمد لله على كل شئ … لا املك منصب او وظيفة او مصلحة في هذه الدولة وغيرها.”
مع التقدير.
عزيزي السيد أبو عبدالله
تحية طيبة
أرجو أن تكشف عن اسمك ليتسنى لي التفكير في التعليق على التعليقين الذين كتبتهما بحق د. محمد مظهر صالح ومقالته عن “ماسح الأحذية” واقتصاد الظل في العراق التي كتبها قبل أن يعين مستشاراً لرئيس الوزراء د. حيدر العبادي.
مع التقدير.
مصباح كمال
الحمد لله تعالى على وصولكم لبغداد بعد مشاركتكم بمؤتمر دافوس – سويسرا – ونحن نشكر الله عز وعلا على رعايته وتفضله عليكم بالعودة للمكانة العلمية الاقتصادية الحقيقية التي انتم اهلا لها بعون رب العباد في هذا المؤتمر العالمي
ندعو الله ان يديم عليكم نعمة الصحة والامان والتوفيق
ابو عبدالله
العالم الاقتصادي والانساني الدكتور مظهر محمد صالح … شجرة اصيلة وارفة ظلاللها و مثمرة…. والفضل كل الفضل لله ولرسوله الكريم المصطفى وال بيته الاطهار أئمة الهدى واعلام الحق والحمد لله ….في هذا الجو الغابر والقحط الطارئ للاخلاق والانسانية والعلم الحقيقي ..دعوانا لله عز وجل ان يحفظه ويديم عليه وعلى كل طيب وطيبة نعمة الصحة والستر والعافية بحق محمد وال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام.. تحياتي لكم
من المفرح جدا قراءه خاطره جميله لاقتصادي تصلح ان تكون قصه قصيره، و الاجمل التعليقات المصاحبه لها و التي تستمتع بمتابعتها، فلقد مللنا من التعليقات العنصريه و المتشنجه و ذات المستوى الرخيص و غير ذي اهميه، في معضم المواقع الالكترونيه حتى تحسب ان كان هذا يعكس تفكير غالبيه القراء و الساسه العراقيين و العرب، فعلى مستقبلنا السلام.
اذكر في الماضي كانت هنالك مجلات مهنيه متخصصه مثل النفط و المعلم، لكنها كانت تجذب الكثيريين لقرائتها و تصفحها لغنى مقالاتها و تغطيتها لمديات كثيره خارج تخصصها و لكن بحرفيه عاليه، فلماذا لا يقوم المشرفون على موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين بتوسيع مجالاتها و السماح بطرح مواضيع اضافيه تهم المجتمع العراقي و تساهم في رفع المستوى الثقافي و العلمي و الانساني للمتلقي، و شكرا لجهودكم.
صاحب المقالة عالم اقتصادي ومفكر …. انسان حقيقي… شريف… والعامل ماسح الاحذية ايضا .. وما ااكثر الناس الطيبين المظلومين ….ولو كان مجتمعنا يحمل هكذا صفات لكان بلدنا جنة الله في الارض… مو بلد الفساد والحروب…ذهبت الالقاب والكراسي والعروش… ذهب جلالته…وذهب سيادته… وذهب معاليه …وذهب فخامته… وذهب سموه…. الخ ..من القاب زائفة مخادعة …. فلا زعيم عظيم ولا قائد ضرورة ولا عمائم مزيفة ولا عقل ولا غتر ولا قوط براقة مستوردة ولا رؤوس اموال.. ومعظمها حرام في حرام ..الكل في مزابل التاريخ.. الا ما رحم ربي …والفرج .. كل الفرج ..عند رب العباد. ..قاهر الجبارين ومبيدالطغاة …
قال الله في كتابه العزيز الكريم دستور الكون والاكوان اجمعين
(نزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
قال امير المؤمنيين اسد الله الغالب علي ابن ابي طالب امام الانس والجن والمخلوقات اجمعين عن رسول الله سيد الكائنات والاكوان اجمعين محمد المصطفى عليه واله افضل الصلاة والسلام : ما اكثر العبر واقل الاعتبار… وعند الله تلتقي الخصوم…قال عبدالله بن عباس (رحمه الله): دخلت على أَميرالمؤمنين صلوات الله عليه بذي قار وهو يخصِف نعله.،
فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمةَ لها !… قال عليه السلام : والله لَهِيَ أَحَبُّ إِليَّ من إِمرتكم، إِلاّ أَن أُقيم حقّاً، أَوأَدفع باطلاً،
والسلام
شكري وتقديري الى الاساتذة الاجلاء الدكتور محمد سعيد العضب والاستاذ فاروق يونس و الدكتور صباح قدوري والاستاذ كمال مصباح والاستاذ زيد محمد على تعقباتهم الرائعة.عسى ان يكون مزج الادب بالمعرفة الاقتصادية اسلوب مستحدث او مجدد في الكتابة…دعائي لكم جميعاً بالعمر المديد يارجال العراق وقرة عينه.
مع فائق التقدير
المخلص
مظهر محمد صالح
أستاذنا الدكتور مظهر .. رائعة جدا مقالتك والاروع استخداماتك لمجموعة المصطلحات التي تتضمن الكثير من الدلالات كمثل: (علامة الثعبان), (علامة الثعلب), (مزرعة الحيوان) !
تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية
الاساتذة الاعزاء
تحية عطرة
ان ما عبرتم عنها باقلامكم المتنورة في هذه المواضيع المتنوعة الشيقة والرصينة، بالاضافة لما لها من القيم المعرفية والتاريخية والثقافية والحس الانساني العميق ، فانها بمثابة حديقة لشبكتنا الموقرة ، بالوانها المتنوعة والمتجانسة، التي تشكل منها لوحة جميلة ،تزين بها اراء وطروحات الزملاء في الشبكة. وتعبر عن الامال والمستقبل المتفائل ، لخروج العراق المجروح وشعبه الطيب ، من محنته وحياته المزرية هذه ،والذي ايتلى بها نتيجة الارهاب والفساد المالي والاداري وسوء ادارة البلد ، طالت امدها مايقارب من خمس عقود وليومنا هذا.
اشد على ايديكم ولاقلامكم الناعمة الكريمة ، لمزيد من الابداع والعطاء المثمر ، لخدمة العلم والمعرفة والثقافة والانسانية… وامال بتحقيق الديمقراطية والحرية والتقدم والازدهار الاقتصادي والعدالة والمساواة الاجتماعية في بلدنا العزيز الموحد.
لكم مني دوما خالص الاحترام والمحبة والتقدير
صباح قدوري
عزيز الأستاذ فاروق
أشكرك على توسعك في إضافة المعلومات عن عائلة فتاح باشا، وآمل أن تستمر في تعريفنا بآخرين ممن ساهموا في بناء الشركات الصناعية. هناك حاجة لدراسة ما يسمى بتاريخ الأعمال في العراق. وفي ظني أن هذا التاريخ (أعني تاريخ الشركات ونظم عملها وسيرة أصحابها ومدرائها والعوائل المشاركة فيها) لم يلق عناية من المؤرخين. لعل المؤرخون المحترفون ينتبهون له كجزء من التاريخ الاقتصادي للعراق.
وبالنسبة للنشاط التأميني في العراق، فهو أيضاً يفتقر إلى الدراسة التاريخية. ويظل ما يكتب عنه مقصوراً على إشارات ومباحث قصيرة تعتمد على عرض القوانين المنظمة لعمل شركات التأمين. وهو ما حاولته، ولكن مع بعض التوسع في التقصي، في مقالاتي المجموعة بعنوان (أوراق في تاريخ التأمين في العراق: نظرات انتقائية، بغداد: منشورات شركة التأمين الوطنية، 2011 [2012]). وهو متوفر إلكترونياً بصيغة بي دي أف:
http://www.academia.edu/7540006/History_of_Insurance_in_Iraq_selected_perspectives
والعرض النقدي الذي قدمته لكتاب زميلي ستار كرمد عيدان (سوق التأمين العراقية: دراسة تحليلية في الجذور التأسيسية). المتوفر في نفس الموقع.
http://www.academia.edu/7434365/Origins_of_Iraqs_Insurance_Market
ما ذكرته بشأن فهم، أو عدم فهم، آلية التأمين من قبل الناس العاديين، وغير العاديين أيضاً، يشير إلى ضعف وهشاشة الثقافة التأمينية في العراق. وهذه ليست محصورة بالاتكال على القدر وبالممارسات التقليدية كالتوصية بالبر بالوالدين، أو “الفزعة” في مجابهة مصائب الطبيعة، بل بعوامل أخرى كغياب عادة التدبر للمستقبل وإدراك المخاطر التي يتعرض لها الأفراد والشركات وغيرها من عوامل.
سررت لإشارتك للأستاذ بديع أحمد السيفي فله فضل كبير على أجيال من ممارسي التأمين في العراق من خلال محاضراته في الدورات التدريبية وكتبه وأهمها كتابه المرجعي (التأمين علماً وعملاً، بغداد، 1972) الذي وسعه فيما بعد ونشره في جزأين تحت عنوان (الوسيع في التأمين واعادة التامين علما وقانونا وعملا). وقد تشاركت مع زميلين في العراق، فؤاد شمقار ومنذر الأسود، بالكتابة عنه في مقالة بعنوان (بديع أحمد السيفي: محاولة في التعريف والاحتفاء) يمكن قراءته في المجلة الإلكترونية مرصد التأمين العراقي:
http://iraqinsurance.wordpress.com/2013/02/18/badi-al-saifi/
مع خالص التقدير.
الاستاذ مصباح كمال
لتوضيح الفقرة ( 1 ) من تعليقى السابق اقول نعم اسس فتاح باشا شركة تضامنية واعطى كل من ولديه نورى و سليمان 10% من اسهم الشركة ومن هنا عرفت شركة الغزول والمنسوجات الصوفية باسم فتاح باشا لكن مداخلتى تناولت دور ابن فتاح باشا الذى امضى 30 سنة فى ميدان الصناعة والاعمال وهو سليمان فتاح باشا
فاروق
الاخ الاستاذ مصباح كمال
1- فتاح باشا للغزل والنسيج هو الاسم التجارى للشركة وهو اسم الشهرة وعليه ترتبت السمعة التجارية لهذا المصنع
2- فتاح باشا عمل فى السياسة و شغل منصب متصرف كركوك ( محافظة كركوك ) فى اوائل العهد الملكى ومثل كركوك ثلاث مرات فى المجلس النيابى وتوفى سنة 1936
3- سليمان فتاح عمل فى النشاط الصناعى والتجارى والمقاولات وتوفى عام 1960 وخلفه اخوه الاصغر نورى فتاح فى رئاسة اتحاد الصناعات العراقى عام 1960
اما بخصوص تاريخ التامين فى العراق فلم اقرا افضل من بحثكم فى هذا الموضوع والمنشور فى مجلة الثقافة الجديدة – العراقية فى تشرين الاول 2008 وبرى انه اول بحث تاريخى متميز عن تاريخ التامين فى العراق
المطلوب نشر الثقافة التامينية – الناس من اللغوين يعرفون ان معنى التامين هو مصدر امن اى من الامن وهو زوال الخوف وطمنينة النفس وقد يضيف احدهم الاية ( واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا منا ا) فاذا كنت وكيل تامين وسالته هل ترغب بالتامين على حياتك فى شركة التامين على الحياة سيفكر ثم يقول لك قال تعالى ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) فالناس العاديين غير المختصين لا يفهون ما يقراْون من القران ولا يفهمون التامين بالمعنى الاصطلاحى
انا امنت على حياتى يوم كنت عضوا فى مجلس ادارة شركة التامين العراقية ايام ( الاستاذ السيفى ) وكان هذا الرجل الطيب مدير كمرك قبل ان يتولى مسوْولية الشركة المذكورة – وبعد انتهاء مدة مدة التامين وجدت ان حسابى فى الشركة لا يكفى لتسديد اجرة التاكسى ذهابا وايابا لان العملة العراقية تاكلت ولتهمها الدولار وهى هشيم
مع خالص التقدير
(1) الدكتور مظهر محمد صالح
يذكّرنا الدكتور مظهر في مقالته التأملية “ماسح الأحذية” ليس فقط بالهدر في قوى العمل بل واقع الاقتصاد العراقي، أو هكذا نود أن نقرأ ما كتبه:
“قلت في سري كم هو عميق هذا الشاب في فلسفته وهو يترجم الحياة بِشرها وخيرها ومن ميدان عمله! وظل يروي لي كيف امتلئت الاسواق بتلك العلب الملمعة المدمرة التي هي لا تلائم سوى تلميع ابدان السيارات وكيف عُبئت بطريقة وجهت لتدمير جلود احذيتنا، وهي ملمعات كاذبة منخفضة الثمن تُرتب استيراد المزيد من الاحذية!”
في استنتاجه هذا اختصر لنا الدكتور مظهر حالة سياسة الاستيراد التي سادت منذ الغزو الأمريكي للعراق، والتي زادت من تبعية الاقتصاد العراقي للخارج، وساهمت في تحجيم الصناعة الوطنية، وعززت الكومبرادور العراقي، غير المنتج، الذي هو امتداد لما كان موجوداً في زمن الدكتاتورية. وما “استيراد المزيد من الأحذية” إلا تعبيراً مكثفاً عن واقع الحال. كل شئ مستورد من ملمعات الأحذية الكاذبة إلى السيارات. وقبل ثلاث سنوات علق الدكتور مظهر على البعد الواحد للتبادل التجاري بين العراق وجيرانه ترجمناه في مقالة لنا كما يلي:
“كل شيء لتناول الافطار – اللبن والمربى وسلطة الفاكهة – هو من تركيا، وحتى الخبز في بعض الأحيان” كما يقول صالح [د. مظهر محمد صالح، مستشار البنك المركزي العراقي]. وسأل [المستشار] مراسلاً زائراً: “هل تريد بعض الماء؟” وبابتسامة مرر زجاجة بلاستيكية للمياه من الكويت. “تركيا لديها المياه. لكن الكويت هي واحدة من تلك البلدان من دون ماء. ونحن هنا في بلاد ما بين النهرين، وهي بلد فيه اثنين من الأنهار الكبرى، نستورد المياه من الكويت.” (أنظر: مصباح كمال، “أين أختفى التأمين في التبادل التجاري بين العراق وجيرانه،” مجلة التأمين العراقي: http://misbahkamal.blogspot.co.uk/2012/03/blog-post.html).
لعل الترجمة الأخرى لفكر الشاب ماسح الأحذية تنصبُّ على الحالة السياسية والطبقة السياسية الحاكمة التي جاء العديد من أفرادها من الخارج (علب معلبة مدمرة) تحمل مواصفات ومُلمِعات كاذبة (شهادات مزورة) لا تتلاءم إلا مع عقليتها المذهبية الدينية التمييزية. لكن هذا هو موضوع حديث آخر. ولعل الدكتور مظهر يكتب لنا عن التلاحم بين الاقتصاد والسياسة (البولطيقا).
(2) الأستاذ فاروق يونس
كتب الأستاذ فاروق مقالاً قصيراً مهماً، متميزاً في عرض التفاصيل، عن أحد رواد الصناعة الوطنية سليمان فتاح باشا، (اشهر من نار على علم) كما قال. لكن معرفتنا بهذا الاسم كانت محدودة. حقاً كلنا سمع باسم فتاح باشا مقروناً بصنع المنسوجات والبطانيات، وكان ذلك قبل تأسيس معمل شهداء الجيش، كما أظن. لم نعرف عنه هذه التفاصيل الغنية الذي بحث فيها وأحالها أصولها إلى أصحابها من الكتاب كأي كاتب نزيه يتميز بالاستقامة. وهو بذلك يستحضر لنا جزءاً، ولو صغيراً، من التاريخ الاقتصادي للعراق في القرن العشرين. وهنا نشارك الدكتور مظهر محمد صالح والأستاذ محمد سعيد العضب في مقترح قيام شبكة الاقتصاديين العراقيين بإطلاق باب تحت عنوان “مذكرات في التاريخ الاقتصادي العراقي.”
أتمنى على الأستاذ فاروق، وهو القارئ الدقيق، أن ينتبه لمكانة التأمين أينما وردت في كتابات من يقرأ لهم وينقله لنا في كتاباته. وهنا أزعم أن بعض أو معظم معامل فتاح باشا، العديدة والمتنوعة، كانت مؤمنة ضد خطر الحريق، وربما أخطار أخرى، لدى إحدى شركات التأمين العاملة في العراق. أقول هذا اعتماداً على قناعة بأن الرجل كان متقدماً في تفكيره وإلا فإنه لم يكن ليقدم على بناء المصانع، ونعرف أن أي مشروع اقتصادي ينطوي على مخاطر عديدة، وربما لم يفته أهمية التأمين.
خالص تقديري للدكتور مظهر والأستاذ فاروق والمعلقين على ما كتبوا.
مصباح كمال
اخى العزيز دكتور مظهر محمد صالح
مقترح الدكتور بارق شبر ان يوضع تعقيبى تحت عنوان ( مذكرات فى التاريخ الاقتصادى للعراق )ان دل على شيىْ فانما يدل على ما يشعر به الاستاذ شبر من خلو عناوين شبكتنا من بحوث فى التاريخ الاقتصادى للعراق الحديث
الحقيقة ان العراق دولة فتية ظهرت بعد الحرب العالمية الاولى وعانى الشعب العراقى ما عاناه من الاحتلال البريطانى (كانت سياسة بريطانيا تقوم على كل ما من شانه الحفاظ على مصالح الامبراطورية فى الشرق وخاصة الهند لذلك وقفت السياسة البريطانية وبصورة جدية بوجه المنافسة الهولندية والبرتغالية والفرنسية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر من اجل السيطرة على الطرق البحرية الموصلة الى الهند لقد كانت الهند درة التاج البريطانى ولما عزمت المانيا على تنفيذ مشروع سكة حديد بيزنطيا – بغداد – البصرة جن جنون بريطانيا من ذلك ) انظر موسوعة العراق السياسية – المجلد الثانى – عبد الرزاق محمد اسود
ص 15 وكذلك راجع ( الطريق الى الهند – تاليف عبد الفتاح ابراهيم ( هذا الرجل المناضل الوطنى لم يضع اسمه على الكثير مما كتبه باسم جماعة الاهالى ومنها دراسته القيمة الطريق الى الهند
وكما تعلمون من بين اسباب الاحتلال البريطانى للعراق بداهة الاسباب الاقتصادية فلبريطانيا مصالح تجارية تمتد جذورها الى ما قبل القرن التاسع عشر وزدادت اهميتها فى بداية القرن العشرين وكان لوجود منابع النفط فى ولايتى بغداد والموصل الاثر الكبير فى اثارة الاهتمام العالمى ( المصدر السابق
لكل ثورة اسباب وكان من اسباب ثورة العشرين التى اندلعت فى 30 حزيران 1920 الاسباب الاقتصادية1- فبدلا من تخفيف عبء الحياة على الفلاحين وخاصة فى الجنوب اتجهت سلطات الاحتلال الى اعطاء الاولوية للشوْون العسكرية
2- اكتنفت العراق ازمة حادة ارتفعت الاسعار وفرضت الضرائب على المواطنين بمقدار ثلاثة اضعاف ما كانت عليه فى العهد العثمانى كان ثلثا ما يمول به الجيش المحتل فى العراق ياتى من الضرائب 3- تردت الاوضاع الزراعية ودعمت السلطات المحتلة نظام الاقطاع فى العراق
للحديث صلة
فاروق
مع الثناء العميق للروايه الرائعه “ماسح الاحذيه ” لاستاذنا الجليل د. مظهر محمد صالح الني ربطت بين واقع انسان عادي مع تعقيدات قضايا اقتصاد بلد شائك , نري ان مقترحه في جعل مداخله الاستاذ فاروق يونس القيمه والمتميزه في باب “مفرد” في الشبكه , اطلق عليها “مذكرات في التاريخ الاقتصادي العراقي ” انه حقا اقتراح , يجب ان ينال الدعم والاسناد من قبل اداره الشبكه, , لما لذلك من اهميه فائقه في توكيد اهميه ماضي هام وتخليد ذكري لمن ساهم حقا في بناء البلد وتعضيد انماء البلد و صناعته الوطنيه .
خالص تقديري للكلمات الغالية التي ارسل بها الاستاذ الفاضل مصطفى محمد حفظه الله. ولايفوتني ان اثني على الوقائع التاريخية التي خص بها خاطرتي واعني الاستاذ الفاضل فاروق يونس امد الله بعمره…اذ قدم لنا تعقيب في التاريخ الاقتصادي للعراق لا استطيع الا ان اقول ان شيء قل نظيره.قد اقترح على الاستاذ الغالي الدكتور بارق شبر ان يفرد عنوناً لتعقيب الاستاذ فارق ويضعه :تحت عنوان مذكرات في التاريخ الاقتصادي للعراق.
محبتي للجميع
مظهر محمد صالح
تحية خاصة الى استاذي الفاضل الدكتور والعالم الاقتصادي العراقي مظهر محمد صالح لما لها من مقالة رائعة وفيها حكمة وتوجيه … الف تحية اجلال واكرام لك ياعالم العراق
.عزيزى الدكتور مظهر محمد صالح
حقا لقد اعجبتى حكاية ( ماسح الاحذية ) وانا ساروى لك ولقراء الشبكة قصة رائد من رواد الصناعة العراقية وهو شخصية معروفة بل ( اشهر من نار على علم ) يعنى نار على جبل كان جده واسمه ( سليمان ) من ساكى قرية تسعين فى ضواحى كركوك يقوم بصنع ( انعل الخيل ) يعنى ( نعلبند) باللهجة العامية لكن يبدو ان جده سليمان كان رجلا ذكيا وطموحا ومتحضرا تماما مثل اخونا الفطن ( ماسح الاحذية ) حيث ادخل ولده واسمه ( فتاح ) فى المدرسة التى فتحت من قبل السلطة العثمانية و تخرج من الثانوية العسكرية ( رشدى عسكرى ) والتحق بالكلية العسكرية فى اسطنبول وبعد تخرجه تدرج فى المناصب العسكرية العثمانية حتى اصبح لواء ومن هنا حاز لقب ( الباشوية ) وصار يعرف باسم فتاح باشا ويذكر ان فتاح باشا زوج ابنته الوسطى الى السيد صالح ابراهيم وهو ضابط عثمانى وكان مديرا لمعمل نسيج العبخانة الكائن كما تعلم قرب جسر الاحرار وهذا المعمل انشاْه كما يقال مدحت باشا والى بغداد الشهير
المهم قام فتاح باشا بايفاد ( صالح افندى ) الى ا لمانيا لشراء مكائن نسيج فذهب صالح ابراهيم الى هناك واشترى مكائن نسيج مستعملة وتم نصبها فى بستان فى الكاظمية على الطريق ما بين شاطىْ دجلة مقابل الاعظمية وباب الدروازة وما يزال المعمل هناك وشمل بالتاميم عام 1964
ان الشخصية الصناعية الفذة التى اريد ان احدثك عنها هى شخصية ( سليمان بن فتاح باشا ) المولود عام 1891فى محلة ( جامع على افندى ) هذا الرجل كما يقول الاستاذ عبد اللطيف الشواف فى كتابه الموسوم ب ( شخصيات نافذة ) ( ان سليمان فتاح باشا الشخصية الاولى من عائلة رائدة ترمز الى بناء الصناعة الوطنية وتوطيد مكانها فى الاقتصاد الوطنى الحديث )ويقول عنه استاذنا عبد اللطيف الشواف ( كانت علاقته بالسلطة وبالسوق والمعارف وذوى القرى والاصدقاء علاقات طبيعية وبسيطة وصادقة وكان فى ذلك كله قريبا من خصائص رجال الصناعة الاوربيين امثال سيمنز وبوهلر دينزدتك وكاردمن وفورد ودوج ) مصدر سابق
وحسب المعلومات التاريخية كان هناك معملان مهمان للنسيج فى بغداد الاول معمل عزيز عزرا يعقوب وشركاه ( المانى الصنع ) ومعمل فتاح باشا واولاده الذى سبق ذكره ويشير الدكتور عماد عبد اللطيف سالم فى كتابه ( الدولة والقطاع الخاص فى العراق 1921-1990 ( كان معمل فتاح باشا يستخدم 300 عامل تتراوح اجورهم بين 50 فلس و 250 فلس وفقا لكميةعملهم وفى مواجهة ضارية من بضائع مانشستر والمنسوجات اليابانية الرخيصة كان المعمل يبيع الاقمشة الصوفية المختلفة ما بين 200 و 300 فلسا للياردة وما يلفت النظر ان المعملين ليسا من صنع بريطانى ص153)
ومع ذلك ( اسهمت الاجراءات والقوانين والتسهيلات التى وفرتهاالدولة فى دعم الصناعة — اسواق مضمونة او افضلية فى عقود الدولة لبعض المصانع او اعفاءات كلية او جزئية من ضريبة الدخل وضريبة الاملاك والرسوم الكمركية او قروض ميسرة من المصرف الصناعى ) د سالم مصدر سابق 134 ومما هو جدير بالاشارة ان الملك فيصل الاول افتتح معمل فتاح باشا للنسيج عام 1926 و ( كانت بعض الصناعات الوطنية تحظى باهتمام الملك فيصل الاول وفى مقدمة ذلك صناعة النسيج والدباغة والصابون والورق ثم السمنت ودعا الحكومة الى حماية المنتجات الوطنية بزيادة الضرائب على المصنوعات المستوردة وقد خطى الملك فى هذا الجانب خطوات عديدة اذ وافق على منح سلف للبضائع والشركات الاهلية كشركة حلج الاقطان وشركة فتاح باشا للغزل والنسيج وبعض المصانع الاهلية الصغيرة ) ص231 – علاء جاسم محمد – الجامعة المستنصرية ( الملك فبصل الاول حياته ودوره السياسى فى الثورة العربية وسوريا والعراق
لنعود الى موضوع بحثنا ( سليمان فتاح باشا ) اشترك الرجل وهو ضابط مدفعى فى حروب البلقان فى اواخر عهد ما قبل الحرب العالمية الاولى فى بلغاريا ( وهناك تعرف على نورى السعيد وتوطدت بينهما صداقة وطيدة ) الشواف مصدر سابق لقد تفرغ سليمان فتاح باشا للصناعة بعد الحرب العالمية الثانية
-علاوة على موقعه فى معمل فتاح باشا ( معمل الوصى )
– اسس شركة الدخان الاهليةوبعض المشاغل والمصانع الصغيرة كمحلج عطار باشا
– اسس شركة المنصور التى اسست مدينة المنصور فى بغداد
– اسس شركة سباق المنصور
واسس شركة المنصور الانشائية
لقد استطاع سليمان فتاح باشا توسيع وتطوير وتحويل شركة فتاح باشا من معمل لغزل الصوف الى معمل لانتاج الاقمشة والبطانيات فى اواخر الثلاثينياات من القرن الماضى والتى كانت تصدر الى الدول المجاورة – لقد بدء معمل فتاح باشا بغزل الصوف لعراقى و توزيع الغزول ببيعها الى المناسج اليدوية المنتشرة فى مناطق العراق ولا سيما الكاظمية والنجف التى تقوم بحياكة العبى ( جمع عباءة ) ويتمتع ما يصنع منها فى العراق وفى النجف بصورة خاصة يسمعة جيدة وقبول واسع لكنه اخذ بالتطور تبعا لتطور الاسواق ( راجع الشواف مصدر سابق)
– سليمان فتاح رئيسا لاتحاد الصناعات وبقى يعمل فيه ( بكل صدق وتواضع ونشاط لتحقيق برنامج بناء الصناعة الوطنية التى نشطت الدعوة البها بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ) الشواف توفى الصناعى الوطنى البارز سليمان فتاح عام 1960 بعد ان امضى 30 ثلاثين عاما من عمره فى قطاع الصناعة والاعمال
خالص التحية لاستاذى الدكتور مظهر محمد صالح
فاروق