أثارت مبادرة المغتربة العراقية الدكتورة مديحة عبود البيرماني بتمويل بناء مدرسة ثانوية نموذجية للبنات تم افتتاحها بداية العام الدراسي 2014 – 2015 في مدينة الحلة مركز محافظة بابل، اهتماما كبيرا في المحافظة وكذلك في كثير من مواقع الإنترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. أشاد الكثيرون بمشروعها واعتبروه نموذجا للعمل الوطني الذي يحتاجه العراق للنهوض. الدكتورة مديحة البيرماني بدأت مسيرتها التعليمية في مدينة الحلة بعد اكمالها المرحلة الابتدائية بدخولها الى ثانوية للبنين لعدم وجد ثانوية للبنات في حينها وكانت البنت الوحيدة بين التلاميذ. وبعد انهائها هذه المرحلة وبتفوق سافرت في عام 1959 الى بريطانيا للدراسة، حيث اكملت السنة التحضيرية وحصلت على شهادة جي اي سي، لكنها فضلت العودة الى العراق لدراسة الطب.
أنهت دراسة الطب في جامعة بغداد عام 1967 وعملت سنوات طويلة كطبيبة في مدن عراقية عديدة. غادرت العراق في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي إلى السويد لإكمال دراستها العليا في مجال طب الأشعة وأنهتها بعد أن حلّت الأولى على دفعتها. عملت بعدها في مستشفيات سويدية ونرويحية حتى تقاعدها عام 2009، بعد خدمة تجاوزت الأربعين عاما. تقول في كتاب صغير يضم مقتطفات من سيرتها الذاتية، مخصص لطالبات المدرسة الثانوية التي موّلت إنشاءها، إنها اضطرت بعد انهائها للمدرسة المتوسطة للالتحاق في مدرسة ثانوية للبنين، لأن المدارس الثانوية للبنات في الحلة آنذاك كانت مقتصرة على الفرع الأدبي. تتحدث في الكتاب أيضا عن دعم أبيها وأمها وأخوانها لها في رحلة طلب العلم الصعبة تلك. سيرة حياة الدكتورة مديحة البيرماني تميزها الإرادة الصلبة في تجاوز الصعاب، وفي العطاء الذي توجّته بتمويل بناء مدرسة تداوم فيها أكثر من ستمائة طالبة، إضافة إلى تمويل بناء صفوف مدرسية جديدة في مدرسة أخرى. بلغ مجموع ما تبرعت به الدكتورة مديحة البيرماني للمدرستين أكثر من مليوني دولار أمريكي. تتقدم هيئة تحرير موقع شبكة الإقتصاديين العراقيين بالشكر والعرفان لصديقها الباحث والكاتب أحمد القاسمي على اجراء هذه المقابلة الحصرية مع الدكتورة البيرماني وعلى تزويده نصها للنشر على موقع الشبكة.
ـ أوردت في كتاب سيرتك الذاتية أنك كنت البنت الوحيدة في القسم العلمي من المدرسة الثانوية للبنين لعدم وجود فرع علمي في ثانوية البنات آنذاك في مدينة الحلة. هل ولّدَ هذا الخرق المجتمعي في نفسك الجرأة التي دفعتك لاحقا للسفر إلى بريطانيا لغرض دراسة الطب؟
د. مديحة البيرماني: لقد خضت تجربة فريدة وصعبة في حينها، ليست بالنسبة لي فقط ، بل حتى بالنسبة لأهلي ووالدي الذي سمح لابنته الشابة ان تكون الطالبة الوحيدة وسط ألف طالب ثانوية. إن سماح والدي لي بخوض هذه التجربة كان حاسما في تحديد خياري المستقبلي، كما أنه طوقني بمسؤولية لا حدود لها، اذ كان يجب علي أن أكون جديرة بالثقة التي حملني إيّاها أهلي ووالدي خصوصا، وأحمد الله الذي جعلني عند حسن الظن. هذا من ناحية أما من الناحية الثانية فقد أثار وجودي مع ثلاثين طالبا في الصف وحوالي الألف في المدرسة تنافسا خفيا بيني وبين زملائي بما يخص التفوق الدراسي، والمستوى الاخلاقي الأفضل. لقد شدّت هذه التجربة المبكرة عزمي ومنحتني المزيد من قوة الإرادة وصقل الشخصية إزاء زملائي الطلاب وأساتذة المدرسة. كما أوردتَ في سؤالك، فلقد كان سفري الى إنكلترا استكمالا لخوض التجربة الأولى في المدرسة التي كانت تضم تلميذة واحدة، هي أنا. كان لفترة السنتين اللتين قضيتهما في ثانوية الحلة للبنين أثرا واضحا عليّ. ورغم ذلك فإني أعتبر أن طريقة تربيتي في البيت كانت حجر الأساس في كل ما تمكنت لاحقا من إنجازه. إذ أنني نشأت في بيت يحب العلم ويشجع عليه. وبما إن الإنسان جزء من مجموعة تجاربه التي عاشها فلقد كان لكل ما مررت به سواء في ثانوية الحلة للبنين أو السفر إلى بريطانيا، أو طريقة تربيتي أثرا في منحي العزيمة والجرأة في مواجهة مشاكل وصعاب الحياة بالاعتماد على النفس، ومع ذلك فأني لا زلت محتفظة بالكثير من طباع الفتاة الشرقية.”
ـ هل لك أن تحدثينا كيف نجحت سيدة عراقية كانت وصلت بسن الأربعين عاما إلى السويد لتبدأ بعدها بتعلم اللغة السويدية وتكمل دراستها العليا في الطب ثم تحقق نجاحا وظيفيا في بلدين يختلفان في اللغة؟
د. مديحة البيرماني: لم أصل إلى السويد كلاجئة، بل دخلت كطالبة علم، ولم تكن تلك إقامتي الأولى في بلد أوروبي فقد سبق لي أن أقمت أكثر من سنة في بريطانيا نهاية عقد الخمسينات. قضيت في السويد ما يقارب الثلاثة عشر عاما. بعدها انتقلت للإقامة في النرويج للعمل كطبيبة استشارية مؤقتة. ركزت الكثير من اهتمامي على فهم طباع هذين الشعبين، خاصة بعد ان تعلمت وأجدّت لغة كل منهما. ولكن بعد ان اطّلعت على جمال طبيعة النرويج، وطبيعة الشعب قررت الاستقرار في هذا البلد الذي أعتبره أجمل بلد في العالم، من بين ستة وأربعين بلدا زرتها حتى الآن، وأنا شاكرة للقدر الذي جعلني جزءا من شعبه. يتميز الشعب النرويجي بالكفاح والصبر للوصول إلى ما هو أفضل، ليس لمصلحة الفرد ذاته فقط، بل لمصلحة المجتمع ككل أيضا. أوجه كلامي لكل من ترك العراق، مرغما أو راغبا ألا ينسى بلده، وأن يعمل لأجله ما استطاع وأن يزرع بذور حب الوطن في نفوس أطفاله أيضا.”
ـ عمد بعض الأغنياء من العراقيين إلى إنشاء قنوات تلفزيونية فضائية، بينما دخل آخرون مضمار السياسة. لكن هناك القليلين ممن ينشطون في إقامة مشاريع استثمارية لبناء الإنسان العراقي. ما الذي دفعك لانفاق مدخراتك لأجل تمويل بناء مدرسة؟
د. مديحة البيرماني: أعتبر أن بلدي هو هويتي وجذوري، فهو من جعل مني ما أنا عليه الان. ولدت وترعرعت فيه، ونلت فيه تعليمي، فهو مدرستي الأولى ومفخرتي. أفلا يكفي كل ذلك أن يجعل مني مدينة لهذا البلد العريق والمدينة الحبيبة، مدينة بابل، تلك المدينة أضاءت للبشرية اول شمعة في العلم. أليس حمورابي مَن حوّل الصور إلى حروف تكتب وتقرأ( الكتابة المسمارية) وافتتح أول مدرسة وأول صيدلية في تاريخ البشرية؟ أليس هو أول من سن حقوق وواجبات الانسان اتجاه بلده، كما يظهر ذلك في مسلة حمورابي التي نحت عليها أول سطور القانون والعدالة في تاريخ البشرية. كل ذلك يجعلني مدينة لهذا الوطن، وبالذات لمدينة بابل. ليتني استطيع ان أفعل المزيد لأفي بديوني له، أما المدرسة فوجدتها أفضل وسيلة لأردّ جزءا من ديني له وللمساهمة في تعليم شاباتنا. ذكرتَ الأغنياء العراقيين، نعم، أتمنى أن يقوم أي مواطن عراقي لديه القدرة بالشروع بعمل أشياء مفيدة للعراق وألاّ يكتفي بالكلام عن حبه لبلده، بل أن يثبت ذلك بالفعل أيضا. لن يبني البلد في النهاية إلا أبناؤه، ولا يمكن بناء البلد وإعماره، ماديا ومعنويا، بالكلام الجميل فقط.”
ـ هل إصرارك على أن تكون المدرسة مخصصة للبنات هو نوع من التمييز الإيجابي، بمعنى أن النساء في العراق يعانين من درجات من التمييز المجتمعي ضدّهن، وأن الفرص أمامهن أقل من تلك التي يحظى بها الرجال في العادة؟
د. مديحة البيرماني: قد يكون كلامك صحيحا نسبيا، لكني من جانب آخر لمستُ تفوقا لدى المرأة العراقية في المجالات التي دخلتها داخل البلد وخارجه، ومن هنا جاءت ضرورة تشجيعها. إنها اكثر كفاءة ونشاطا من الرجل، رغم الضغوط الاجتماعية وتلك التي يتم تبريرها بأسباب دينية ليست حقيقية. أثبتت المرأة العراقية قدرتها في كل مجالات العمل التي دخلتها وتفوقت فيها على الرجل. أما الشابة فقد سبقت زميلها في المجال الدراسي والتحصيل العلمي، كما تُثبت ذلك الإحصاءات في العراق. هذا في داخل البلد أما المرأة العراقية المغتربة فقد أثبتت قدرتهاعلى تحمل المسؤولية،. فتراها قد سبقت الرجل في تعلم اللغة الأجنبية وخوض غمار الحياة العملية والسعي للاندماج مع المجتمع الذي احتضنها، دون أن يتم ذلك على حساب التضحية بجذورها وعاداتها. والأهم من ذلك هو اعتزازها بهويتها العراقية. تُظهر تجربة المرأة العراقية المغتربة ثقة واسعة بالنفس وتقدّما يتم بخطى واسعة.”
ـ هل ستُدخل المدرسة مناهجَ إضافية على جدول دروسها من قبيل مناهج دراسية لغرس روح التسامح والسلم ونبذ العنف والاهتمام بالبيئة؟
د. مديحة البيرماني: انتهت مهمتي عند تسليمي للمدرسة الى وزارة التربية ممثلةً بمديرية تربية بابل، ولكني ساهمت في اختيار الكادر التدريسي عن طريق النصح وتقديم المقترحات. بدأت بهذه المهمة قبل توجّهي إلى العراق واستمرت أثناء وجودي هناك، أي أثناء الفترة التي كانت أعمال البناء في المدرسة جارية. عندما حان موعد تسليمها كانت لدي قائمة اقتراحات قصيرة تضم أفضل المدرسات في محافظة بابل، وشمل ذلك اقتراحي لاسم مديرة المدرسة. عندما تم الاجتماع مع مسؤولي وزارة التربية أوضحت لهم أهمية التدقيق في اختيار الكادر التدريسي، وقدّمت لهم قائمتي المقترحة ودافعت عن وجود بعض الأسماء فيها، خاصة المديرة. لم تنقطع اتصالاتي بالمسؤولين عندما عدت إلى النرويح كي نصل الى الاتفاق النهائي على أسماء الكادر التدريسي. هناك من اعتبر هذا العمل تجاوزا على ” القانون”، إلا أن الأيام اثبتت بأن المديرة التي اخترتها للمدرسة هي خير من يصلح لهذا المنصب. إنها إنسانة نشيطة ومتفهمة ومثقفة تمتاز بحب العمل وروح التطوير، ولا زلت أتواصل معها بالهاتف باستمرار لتبادل الآراء وسماع النصيحة لأجل خير المدرسة وطالباتها. لقد كنت، ولا زلت، أتمنى أن تركّز مديرية التربية على تعليم الأعمال المهنية للطالبات فلا أجد أن من الصواب أن يكون هدف المدرسة تخريج طالبات يسعين فقط لدخول الكليات الطبية أو الهندسية. أعتقد أن البلد بحاجة إلى كادر مهني مثقف أيضا، نحن نحتاج إلى من يستطيع تطوير مجالات استثمار الثروة الحيوانية والزراعية ويُحسن استغلال خيرات البلد لتطويره. يعاني العراق من نقص كبير في الكفاءات المهنية العملية، وخاصة في أوساط النساء، أما إدخال مناهج إضافية فمسألة قيد الطرح ولكن كما أخبرتكَ، أنا لا أمتلك سلطة القرار، فكل ما يمكنني أن أقوم به هو تقديم النصح والاقتراحات.”
ـ تؤدي منظمات المجتمع المدني عملا سياسيا هاما في الغرب أسهم في إحداث تغييرات هامة. ألا يجدر بالعراقيين أن ينتبهوا لهذه المسألة أيضا. بمعنى الانخراط في مؤسسات مثل جمعيات المتطوعين أو إطلاق مبادرات مدنية عامة لتحقيق أهداف أخفقت الحكومات العراقية المتعاقبة في تحقيقها؟
د. مديحة البيرماني: توجد في البدان المتطورة وكثير من البلدان النامية جمعيات خيرية. معظم من يعمل بها هم إما من المتقاعدين أو العاطلين عن العمل أو من المتطوعين الذين يعتبرون الانخراط بمثل هذه المشاريع من واجباتهم إزاء المجتمع. بدأوا العمل بهذه الجمعيات كمتطوعين لتقديم خدمة لبلدهم وللإنسان فيه وأيضا لملء أوقاتهم بنشاطات مفيدة وذات معنى. الكل رابح في العمل التطوعي، فهو ليس عبئا كما قد يبدو لأول وهلة. ليس من الضروري أن تكون النشاطات التطوعية بالعمل اليدوي مثلا، رغم أهميته بالطبع. إذ أن هناك الكثير من المتطوعين في الغرب ينشطون بإلقاء محاضرات تثقيفية لإيقاظ الشباب وتنبيههم إلى أهمية العمل والمعرفة أو توفير إمكانية تعلم مهارات جديدة مهنية أو أدبية أو اجتماعية لهم. وبقدر ما يتعلق بهذه المسألة، أدعو المغتربين العراقيين للمشاركة الفاعلة لإنقاذ شبابنا من الضياع ومن التطرف والانحرافات. ليتني أجد من يساعدني في هذا لنؤسس جمعية تطوعية تذهب بين الحين والآخر وتنشط بحسب اختصاصات كل فرد منها.”
ـ غادرت العراق على عجل وتركت كل شيء خلفك، واستمر غيابك عنه أكثر من ثلاثين عاما. لكنك عدت لا لتطالبي بحقوقك الضائعة مثلا، بل لتساهمي في مشروع للصالح العام. هل لديك رسالة تودين توجيهها للشعب العراقي؟
د. مديحة البيرماني: إن الأوطان لا تبنيها الحكومات، بل أن الشعوب هي التي تبني أوطانها وتنصّب الحكومات التي تخدمها، وهذا يعني أن مساهمة الشعوب في بناء أوطانها شئ جذري وأساسي لأنها هي التي تحدد المسار الأساسي للبلد في ظل نظام حكم ديمقراطي. مثال على ذلك ما جرى في النرويج عندما تم ربط جزيرة ستورد باليابسة في المشروع الذي تم افتتاحه عام 2002. فرغم أن المواطنين استمروا بدفع رسوم عبور لمدة طويلة، تجاوزت المدة التي توقعتها الحكومة، إلا أنه كان هناك إجماع لدى المواطنين بإن ربط الجزيرة عمل وطني عليهم المساهمة في إنجاحه حتى وإن تجاوزت فترة الدفع أكثر من المتوقع. لذا ادعو الله أن يعي الشعب العراقي مسؤوليته تجاه بلده ليبدأ المشاركة في البناء، وهناك الكثير من المجالات التي تمس الحاجة إليها لبناء العراق ويستطيع المواطنون العراقيون المشاركة بها، دون الاعتماد على الحكومة. صحيح أن الشعب العراقي عانى الكثير، ولكن معاناة الشعب النرويجي أو غيره من الشعوب التي أصيبت بكوارث الحروب لم تكن هينة. هناك مدن في النرويج أو في بلدان أوروبية أخرى دُمرت تدميرا كاملا. لم تقف تلك الشعوب مكتوفة الأيدي بعد انتهاء الحروب، بل وضع كل مواطن يده بيد جاره وزميله، حتى لو كان عدوه قبل الحرب، ليبدأ الجميع ببناء وإعمار بلدانهم، سائرين في طريق واحد هو تضميد الجروح وشحذ الهمم، متناسين مصالحهم الشخصية أو الفئوية. يجب علينا أيضا نبذ ثقافة عدم المبالاة، لأننا جميعا مسؤولون عمّا يجري في بلدنا.”
(*) باحث وكاتب عراقي مقيم في برلين
من فضلك كيف لي ان اتصل بالدكتورة مديحة ؟
بارك الله فيك وشكرا والف شكر لك ياسيدتي الفاضله
دكتورة مديحة البيرماني سلام الله عليك
هذه الهدية التي قدمتها الى شعبك لاندري باية لغة نعبر عنها صدقا من اراد أن ينظر الى أهل الجنة فالينظر الى قيمك وقلبك الكبير ( هل يستوي الذين يسرقون اموال الناس والذين يصرفون اموالهم للناس ) ابد لاينسجم مع الناموس الكوني ، شكرا شكرا
هنيئا لك ايتها الاخت العزيزة الدكتور العصامية مديحة وفقك الله وادام ظلك انه بحق عمل صالح يضاف الى ميزان حسناتك في الدنيا قبل لاخرة. هذا مايحتاجه البلد المنكوب العراق علم نافع خير من الف عام من السجود سبحانك يارب قال الله تعالى: اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه…صدق الله العلي العظيم
أسال الله التوفيق والسداد …..ابو الحارث
youtube /iraqenviro com
إن جناب الدكتورة مديحة البيرماني تستحق أن نقف لها إجلالاً وإحتراما وهيبةً وصورة رؤيتها لن تمر مرور الكرام وحبها لبلدها العراق قد يقل مثيله فيالها من مرأة مسؤولة ولله درها , إن حب العراق يتدفق بها ومنها هي بنت هذه الأرض الأم الأكبر نطلب من السيد رئيس الوزراء أو وزير التعليم العالي ووزير التربية بالإحتفاء بها وتكريمها فلا بد للكريم من أهل يكرموه ويعزروه أو حتى نضع لها تمثال في مدينة الحلة الفيحاء جزاها الله خيرا