لم تغادرفكرة تطورالرفاهية عند الاقتصاديين قضية تطور الدخل ونموه وتوزيعه بعدالة .فمنذ فجرتاريخ الفكر الاقتصادي والرفاهية هي دالة للدخل كما نطلق عليها ببساطة. وبتزايد اهمية علم اقتصاديات السعادة وبحوثه التطبيقية في حقل اجتماعيات علم الاقتصاد وسايكولوجيته ، اكدت الدراسات الميدانية خلال العقود الاربعة المنصرمة ان الثروة مصدرها الدخل لامناص..!! وعندما تبلغ الثروة حد الكفاية ستجعل من فاعليتها او القدرة على توليدها للرفاهية في وضع متناقص ويغدوا اقل اهميةً وتأثيراَ.لذا عدُت مفارقة العالم إيسترلنك من اكثر الافكار اثارة للجدل منذ ان اطلقها الاستاذ ريتشارد ايسترلنك في العام 1974 في جامعة جنوب كالفورنيا في بحثه المنشور : علم اقتصاديات السعادة مؤكدا انه لايُعتد بمفهوم السعادة لدى سكان البلد الواحد المرتفع الدخل .وان السعادة لا تتمثل بارتفاع حصة الفرد من الناتج الوطني السنوي .!! الامر الذي ولد تناقضا على صعيد الفكر الاقتصادي الاجتماعي:اذ اُطلق على بحثه منذ ذلك التاريخ: بمفارقة إيسترلنك.فالاختبارات التي اجراها الاخير برهنت ان زيادة دخل الفرد في الولايات المتحدة الامريكية خلال المدة 1946-1970 لم تظهر مايقابلها من زيادة في مستويات سعادة الافراد خلال المدة نفسها التي شهدت انخفاضات حادة على الرغم من ارتفاع متوسطات دخول الافراد السنوية في هذه البلاد الغنية.اثار ايسترلنك في مفارقته جدلاً فكرياً واسعا في الاوساط الاكاديمية .ففي العام 2008 توصل عالمان امريكيان من جامعة بنسلفانيا في ردهما على مفارقة ايسترلنك بان ثمة علاقة لوغارتمية بين مستوى السعادة وارتفاعها مع استمرار ارتفاع مستوى الدخل المطلق والنسبي.ولكن لاحظا ان السعادة تتحرك على مستوى ابطأ من الدخل في الاحوال كافة.و على الرغم من انه لا توجد نقطة اشباع للسعادة ،الا ان الدخل سواء النسبي منه او المطلق هو الطريق الى السعادة .كما توصل عالمان امريكيان آخران في السنوات القليلة الماضية ان السعادة لها شيء من المرونة ،فاذا ما انخفض الدخل مرة واحدة انخفضت السعادة خمس مرات..!! الامر الذي اتاح الحجة لمهاجمة ايسترلنك ثانية،مؤكدين: اذا كانت كثرة الاموال هي ليست السبيل الى السعادة ،اذن لنطلق اللامساواة على عواهنها؟والا عن ماذا يعاني شعبي اليونان والبرتغال في ايامنا هذا ؟اليس الدخل الوطني وهبوطه ؟اليس الدخل هو السبب في تعاستيهما وقلة سعادتهما؟؟.الا ان الجمعية العامة للامم المتحدة وعلى الرغم من ذلك اقرت في قرارها الصادر في 11 تموز 2011
اهمية اعتماد الناتج الوطني الاجمالي للسعادة وجعله اكثر اهمية من الناتج الوطني الاجمالي للدخل وعلى وفق اربعة محاورهي: التنمية المستدامة والحفاظ على القيم الثقافية و الموارد الطبيعية والحوكمة الجيدة. ختاماً، يعتمد المثل الشعبي البريطاني في تفسير السعادة الذي يقول :ضع عينك بشكل حصري على جارك (جونز) صاحب الدخل المرتفع فهو السبيل الذي يحدد تصرفاتك في تقييم مستلزمات سعادتك.
(*) المشتشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي
حقوق النشر محفوظة لشبكة الاقتصاديين العراقيين. يسمح بالاقتباس واعادة النشر بشرط الاشارة الى المصدر
د.مظهر محمد صالح: مفارقة إيسترلنك
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية
عفواً دكتور لعلكم تقصدون مفارقة ايسترلين (Easterlin paradox)
احسنتم الاستاذ العزيز فاروق يونس دوما
مظهر
تتحقق سعادتك عندما تعيش فى مجتمع سعيد تتوفر فيه الرعاية الصحية والضمان الاجتماعى والمدارس الحديثة والماء الصالح للشرب واماكن السياحة والترفيه — تتحقق سعادتك عندما تعيش فى بلد امن ليس فيه فقراء يموتون من الجوع ولا يعانى من تفاوت كبير فى توزيع المداخيل بين طبقات وفئات المجتمع — انك تشعر بالسعادة النسبية وليس المطلقة عندما تعيش حياة زوجية مستقرة تشارك ابناء شعبك افراحهم واتراحهم بعيدا عن الحسد والغيرة — السعادة فى كسب الاصدقاء فى الايثار فى المشاركة فى العمل المثمر والمخلص فى الابتعاد عن الغش و عن الكسب غير المشروع فى دفع ما عليك من ضريبة مالية ان كنت مقتدرا وفى التعفف ان كنت فقيرا — صحيح السعادة لا تشترى بالمال لكن الفقر والاملاق المطلق يقود الى التعاسة لا ريب فى ذلك — اما مفارقة استرلين Easterlin Paradox فهى تجد السعادة فى الدخل النسبى وليس فى الدخل المطلق — نعم السعادة فى البذل والعطاء وفى البخل الشقاء —
يقتر عيس على نفسه —- وليس بباق ولا خالد
ولو يستطيع لتقتيره —– تنفس من منخرن واحد
مع التقدير