أبحاث نظرية في الفكر والتاريخ الإقتصاديالازمات المالية والاقتصادية الدوليةالرئيسية

أ.د. وجيه العلي *: الرشاقة الإستراتيجية في زمن الكورونا

مقدمة:

أوقع الهجوم الشرس وغير المتوقع لجائحة كورونا أعنف صدمة اقتصادية لمنظمات الأعمال منذ الحرب العالمية الثانية. وفي الواقع، لم يكن الأمر مجرد صدمة اقتصادية وحسب؛ بل كان حدثاً كارثياً بكل المقاييس وتحدياً سافراً لمنظومة القيم والتقاليد والممارسات السائدة في المجتمعات المختلفة وتهديداً مباشراً لنماذج الأعمال التي تتبعها الشركات والمؤسسات العامة والخاصة على حد سواء. وإزاء حدث كهذا، بات لزاماً على منظمات الأعمال أن تتحول أو تتغير لكيلا تفشل؛ وأن تتخذ خطوات استراتيجية جريئة وأن تعتمد نماذج تشغيل جديدة من أجل التكيّف السريع مع تداعيات الجائحة وتحسين الإنتاجية وتحقيق نتائج إيجابية في وقت قياسي.

واليوم، يرى العديد من قادة الأعمال ورجالات الفكر والسياسة ضرورة إعادة تشكيل المنظمة لذاتها من خلال تبني طرق جديدة للعمل وإجراء تغييرات بنيوية تسمح بالاستجابة بسرعة للتحديات والفرص الناشئة التي أفرزتها العولمة والثورة الصناعية الرابعة وجائحة كوفيد-19. ولعل أهم التغييرات المقترحة تتمثل في تسريع نطاق الإبداع والابتكار، والتوسع في استخدام التقنيات والبرمجيات الرشيقة، وتنفيذ الأعمال عن بُعد، والتركيز على التمكين والتعاون وخفة الحركة، وتحسين الاتصالات، وتشجيع المبادرات، وتعميق العلاقات، وترقية المنتجات والخدمات لتلبية احتياجات العملاء، وزيادة سرعة اتخاذ القرارات، والانتقال الى الهياكل التنظيمية المسطحة غير الهرمية، والدخول في تحالفات وشراكات إستراتيجية، وإطلاق العنان للفرق الرشيقة والعالية الذكاء؛ وأخيرا وليس آخرا، إنشاء منصات لنشر المهارات وجلب القدرات المتطورة في مجالات التنبؤ والتحليل والتسويق والذكاء الاصطناعي واتمتة العمليات.

كذلك، ثمة جدل واسع يدور الآن بين الأكاديميين والممارسين العمليين بشأن أفضل الممارسات التي يمكن لمنظمات الأعمال إتباعها بهدف البقاء والتميّز في عالم سريع التغير وفي بيئة مضطربة يكتنفها الكثير من الغموض وعدم الاستقرار. وسواء أكانت هذه الاضطرابات أو التغيرات ناتجة عن إدخال تقنيات جديدة، أو ظهور منافسين جدد لم يتوقعهم أحد، أو انتشار الفيروسات الوبائية، أو حدوث تحولات جذرية في السياسات الاقتصادية والمالية والتجارية — فإن الشركات التي تنجو وتتصدر الموقف هي عادةً تلك الشركات الذكية والرشيقة التي تتبنى منهجية “الرشاقة الإستراتيجية” والتي تكون بحكم رؤيتها ومرونتها قادرة على التكيّف والاستجابة السريعة لكل التبدلات المفاجئة الحاصلة في ظروف السوق واحتياجات العملاء؛ لا بل وحتى توظيفها واستغلالها لمصلحة الشركة وجني الأرباح.

المقال الحالي محاولة أولية للتعريف بمفهوم “الرشاقة الاستراتيجية” وبيان خصائصها الأساسية وأهمية تبنيها من قبل منظمات الأعمال المختلفة في العالمين النامي والمتقدم لتحقيق التميز والاستدامة في بيئة تنافسية مضطربة ومتغيرة باستمرار كتلك التي نعيشها اليوم بفعل التطورات العلمية والتكنولوجية غير المسبوقة وبفعل تفشي فيروس كورونا المستجد.

لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل ملف بي دي أف

الرشاقة الإستراتيجية في زمن الكورونا- وجيه العلي-محررة

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (1)

  1. Avatar
    سعد اسماعيل:

    دراسة اقتصادية شاملة ومتميزة كما عودنا دكتور وجيه

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: