أنطلق العمل على حوار المسار الثاني الأمريكي-الأوروبي-العراقي في برلين في آذار/مارس 2020واستمر في مواقع مختلفة لغاية كانون الأول/ديسمبر 2020 .وقد جمع الحوار خبراء من الولايات المتحدة وأوروبا والعراق خلال مجموعة من ورش العمل من أجل تحديد سياسات من شأنها أن تساعد على معالجة التحديات السياسية والاجتماعية-الاقتصادية والأمنية في العراق. وكان الحاضرون عبارة عن مزيج من مسؤولين وخبراء رفيعي المستوى سابقين وحاليين، جميعهم ملتزمون بتوفير مستقبل أفضل للعراق. وتزامنت انطلاقة هذه الجولة الأخيرة من فعاليات المسار الثاني مع تولي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منصبه في أيار/مايو 2020 ، وأتت في وقت بدأت فيه حكومته بمواجهة العديد من التحديات التي تواجهها البلاد؛ وهي تحديات تراوحت بين احتجاجات مناهضة للحكومة انطلقت على نطاق واسع ووضع أمني صعب. وكانت الظروف في العراق قد تفاقمت بشكل أكبر بفعل اقتصاد البلاد المتدهور أساسًا والذي زادته سوءًا آثار جائحة
«كوفيد- »19 الاجتماعية والاقتصادية. هذا ولم تكن الخدمات الصحية العراقية مجهزة بشكل مناسب للتعامل مع الجائحة، ما صعّب الأيام الأولى لحكم رئيس الوزراء. وقد أرغم مزيج هذه التحديات الحكومة السابقة على الاستقالة. وخلال جلسة الحوار في آذار/مارس، حدّد المشاركون بعض التدخلات التي يمكن للحكومة العراقية والجهات الفاعلة غير الحكومية والخارجية القيام بها من أجل تحسين تقديم الخدمات الصحية والحدّ من الفساد وتعزيز الأمن في العراق. وركّزت هذه التدخلات المحتملة على معالجة الخدمة المدنية المترسخة والفساد المستشري والأنشطة المسلحة المزعزعة للاستقرار، وهي عوامل تقوّض معًا تعافي العراق بشكل كبير. واستنادًا إلى خبرتهم الطويلة، أوصى المشاركون في الحوار باتخاذ تدابير لتحسين كفاءة الخدمة المدنية وتحفيز الشباب وتطبيق لامركزية الخدمات الحكومية وتحسين قدرات الحكومة الإلكترونية وتسهيل اندماج الميليشيات بطريقة تعزّز مؤسسات الدولة وتضفي عليها الشرعية.
اجتمع الخبراء في حوار المسار الثاني من جديد خلال آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2020 من أجل تحديد سبل لتصميم التدخلات المحددة
في الجلسة السابقة. وتمحور الاجتماع الأول حول تحديد وترتيب أولوية التدابير الرامية إلى تبديد المخاوف التي تمّت إثارتها خلال جلسة آذار/مارس. أما الاجتماعان الثاني والثالث،
فركزا على تحويل التوصيات إلى سياسات عملية قابلة للتطبيق وتحديد الجهات الفاعلة والأفعال والظروف الضرورية لوضعها حيّز التنفيذ. في المقابل، وضع الاجتماع الرابع اللمسات النهائية على خطة التطبيق وأعدّ خارطة طريق بشأن كيفية مساعدة التدابير وغيرها من التدخلات مجموعة، في نقل العراق من حالته المثبطة الحالية إلى حالة من الاستقرار والازدهار النسبي ويمثل هذا التقرير الآراء المختلفة التي عبّر عنها المشاركون
على مدار الأشهر الخمسة التي شهدت الجولة الثانية من الحوار. ويجمع المشاركون عدة جنسيات وخلفيات وخبرات وآراء مهنية. وفي حين أنهم أجمعوا بشكل كبير على المسار الأفضل للعراق في الفترة المقبلة، قد يوافق أو لا يوافق المشاركون الأفراد على
كافة المفاهيم والتوصيات التي يتضمنها هذا التقرير. فضلً عن ذلك، إن آراء المشاركين الأفراد لا تمثل بالضرورة آراء المنظمات التي ينتمون إليها. إن العراق دولة سيادية لديها حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي يقضي دورها بتحديد ما هو الأفضل للعراق وشعبه. ولا تهدف أي توصية واردة في هذا التقرير إلى تقويض هذا الدور أو التفرّغ عن سيادة العراق لصالح أي قوى خارجية. ويأمل المؤلف في أن تنير التوصيات مساعي الحكومة العراقية الخاصة وتسهّل عليها إعداد مسارات عملها. كما يقرّ بالمساعي الحثيثة التي بذلتها الحكومة لمعالجة التحديات التي تواجه العراق. وهذه المساعي واضحة تمامًا في الورقة البيضاء لعام 2020 . جدير بالذكر أن المؤلف الرئيسي لهذه الورقة، د. علي علاوي، كان مشاركًا في
حوار المسار الثاني هذا قبل انضمامه إلى الحكومة العراقية في أيار/مايو 2020 .
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل التقرير كملف بي دي أف
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية