ا-كما هو معلوم ان الموازنة العامة الاتحادية للعام ٢٠٢١ قد بنيت على سعر برميل نفط لأغراض التصدير قدر بنحو ٤٥ دولار للبرميل وان مثل هذا التقدير مع الايرادات غير النفطية تسبب بعجز افتراضي قدره ٢٩ تريليون دينار من أصل نفقات كلية مقدارها ١٢٩ تريليون دينار. فإذا ما اخذنا بالاعتبار ان معدل التصدير اليومي يزيد على ٣ مليون برميل نفط يوميا وان اسعار النفط قد ارتفعت في متوسطاتها السنوية بنحو ٦٠ دولار للبرميل بدلا من ٤٥ دولار للبرميل وللسنة المالية كلها فإن ذلك يعني ان ٧٥٪ من العجز انفا سيغطى من الفروقات النقدية الناجمة عن ارتفاع اسعار النفط. فكلما ارتفعت اسعار النفط فوق ٦٠ دولار للبرميل كمتوسط سنوي فإن فجوة العجز تقترب من الانغلاق شريطة ان تحقق الايرادات الاخرى غير النفطية استقراراً يطابق تقديراتها.
فأسعار النفط قد ارتفعت بالتدريج وعوضت مصروفات حكومية لم يوجد مقابلها إيرادات اساسا لكونها موازنة عجز بلغ العجز فيها قرابة ٣٠ تريليون دينار عراقي، فبدلاً من اللجوء الى الاقتراض لسد العجز المخطط اذ عوضت الزيادة بالإيرادات النفطية جراء ارتفاع اسعار النفط فوق سعر برميل نفط الموازنة بنسب بدأت خلال السنة المالية ببن ٧ دولارات فوق سعر الموازنة البالغ ٤٥ دولار الى ٣٠-٣٥ دولار حاليا فوق سعر الموازنة البالغ بالأساس ٤٥ دولار كما ذكرنا. ولا ننسى ان المصاريف الحكومية كافة في الموازنة مقيدة بالتمويل او تدفق الاموال من النفط أو غير النفط او الاقتراض. اذ خصصت الموازنة (التي بلغ سقف انفاقها الكلي بما يزيد على ١٢٩ تريليون دينار للعام ٢٠٢١) ايرادات غير نفطية من ضرائب ورسوم وتدفقات مالي اخرى بمقدار بلغ ٢٠ تريليون دينار، ويبدو حتى اللحظة لم تجنِ الموازنة او لم تحصل على سوى الى اقل من ٣٠٪ من التقديرات، اضاف هذا الامر عبئاً آخر على العجز التخطيطي وهو عجز فعلي في الايرادات غير النفطية، والعجز المضاف يساوي ١٣-١٤ تريليون دينار وكأنما العجز الكلي قد ارتفع الى ٤٤ تريليون دينار بدلا من ٢٩ تريليون دينار
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
مظهر محمد صالح – الموازنة العامة-حوار الفرص والمحاور-محررة
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية