مقدمة
شهد القرن العشرين، تحولات عديدة وكبيرة في أساليب وطرق وأنماط نقل البضائع بحرياً بين دول وقارات العالم، نتيجة العديد من العوامل والتي غيرت كثيراً في شكل صناعة النقل الدولي وساعدت في تشكيل منظومة سلاسل نقل وإمداد عالمية تمتاز بالانسيابية والمرونة والكفاءه، وهذا ما إنعكس إيجابياً على النمو الاقتصادي في الكثير من دول العالم.
يسلط هذا المقال الضوء على تطور النقل البحري التجاري ومنظومته حول العالم، كما ويبحث مسألة إمكانية تحول مسارات النقل الدولية من آسيا نحو أوروبا من خلال العراق، والخيارات المتاحة أمام العراق لكي يكون جزءاً حيوياً ومهماً ضمن هذه المنظومة.
نظره عامة على تطور صناعة واقتصاديات النقل البحري التجاري الدولي
كانت عمليات النقل البحري التجاري (Shipping operations) في بدايات القرن العشرين وما قبلها، تعتمد على نقل البضائع العامة او السائبة (General Cargo – Break Bulk) في سفن مفتوحة، يتم فيها تحميل وتفريغ البضائع بطرق بدائية تتطلب أعداداً كبيرة من العمالة وتستنزف الكثير من الوقت والجهد، وهذه العمليات كانت تسبب حالات تأخير واستنزاف للموارد وزيادات كبيرة للكلف وتلف للبضائع وبالتالي خسارة كبيرة للتجار والمصنعين. حتى جاءت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، عندما ابتكر الامريكي (مالكوم ماكلين) عام ١٩٥٥، النموذج الاولي لحاوية النقل النمطية والتي أحدثت ثورة في عالم النقل المحلي والدولي، حيث إنه فتح الباب لتسهيل وتسريع عمليات تحميل ونقل وتفريغ البضائع وتقليل الكلف بنسب عالية وتخفيض مستوى الاعتماد على العامل البشري الى أدنى مستوى، لذلك شجع هذا الابتكار الثوري الجديد، الشركات والمصانع بل وحتى الدول لتطوير كافة المفاصل المرتبطة بالنقل بدأً من تحديث تصاميم ومواصفات السفن وتطوير الموانئ ومعدات المناولة والبنى التحتية وشبكات الطرق والقاطرات والشاحنات، لتتمكن الاطراف ذات العلاقة من تحقيق أكبر كفاءة إقتصادية وعملياتية ممكنة من استخدام النقل بالحاويات، وقد اثبتت التجربة ان التحول نحو النقل بالحاويات أحدث نقلة نوعية كبرى أعادت تشكيل صناعة النقل التجاري من جديد.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
استشاري دولي في اقتصاديات وسائط النقل الدولية المتعددة
بحث الاستاذ يؤكد ان استفادة العراق تكمن في الالتحاق بالمشروع الصيني طريق الحرير بما ان الصين تخطط ان تستثمر 500 مليار دولار في الصناعة وتطوير البنى التحتية في العراق.