أوراق في الاقتصاد الساسياراء اقتصاديةالرئيسيةالصفحة الأولى

الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق: ‏

د. عماد عبد اللطيف سالم
‎ ‎
‎”‎الديموقراطيةُ العراقيّة” بنسختها “الانتِخابيّة” لا تسمَح (ولن تسمَح) بتحلُّل وتفكُّك وتفسُّخ النظام ‏السياسي والاقتصادي”القديم” ليَحِلّ محلّه نظام سياسي واقتصادي” جديد.‏

‎”‎الديموقراطيّة العراقية” بنسختها الانتخابيّة هي جزءٌ رئيس من “منظومات” ما يسمى بـ “النسَق السياسي ‏المُغلَق” التي تسمَح ببقاء “النظام القديم” لأطولِ مُدّةٍ ممكنة، من خلال “إعاقة” صعود قوى جديدة قادِرة ‏على”الإزاحة‎” ‎اللازمة(الضروريّة والكافية) لبناءِ “نظامٍ جديد‎”‎

ومن أهم “مُخرجات” هذا النسَق السياسي المُغلَق هو”تفريخ” حكومات متعاقِبة لاتتكامَل أو تتّسِق مع ‏بعضها البعض(منهجيّاً وإجرائيّاً وفكراً ورؤية)، مع أنّها نتاجٌ لـ “النسَقِ السياسيّ” ذاته.. وبالتالي فإنّ هذه ‏الحكومات غير قادرة على انجاز”عملية” للتنمية قائمة على الشمول والاستدامِة، ولا على بناء مصالح ‏‏”وطنيّة- سياديّة –عُليا” عابِرة للإثنيات، و نابِذة لـ “التَخادُمات”، ومُستَقِلّة عن المصالح الضيّقة للتحالفات ‏و”المُكوِّنات‎”‎
وهناكَ مُفارقة أخرى تبعثُ على الأسى، وتتعلّق بـ “مصير” عمليّة التنمية، وعلاقة هذه “العمليّة” بنتائج ‏الانتخابات في العراق فـ “عملية التنمية” تكونُ في العادة طويلة وصعبة وتدرُّجِيّة وتراكميّة(طويلة ‏الأجل وباهظة التكاليف على أكثر من صعيد)، وبالتالي فهي”عملية” لا يمكن الإيفاء بمتطلبّاتها ‏واشتراطاتها من خلال “الاستعراضات”، ولا تمويل برامجها ومشاريعها (قصيرة الأجل) من خلال ‏‏”مكرمات” الحكومات و”اتاوات” المافيات.‏

الانتخابات في العراق تتمّ كل أربع سنوات، ومع كلّ “دورة نيابيّة” جديدة يأتي رئيس مجلس وزراء ‏جديد، بـ “طاقم” وزاري جديد.. ورئيس مجلس الوزراء هذا ليس شرطاً أن يكون من “الفائزين” في ‏الانتخابات، بل قد يتمُّ “التوافقُ” عليه “سياسيّاً” حتّى لو فازَ بمقعد واحد أو مقعدين “نِيابيّين”، بل وحتّى ‏لو لم يفز بأيّ مقعد برلماني، بل وحتّى لو كانَ من”الخاسرين”. وعندما يتمّ اختيار”رئيس مجلس وزراء” ‏من قبل “كُتل” نيابيّة “فائزة” في الانتخابات، فإنّهُ لن يكونَ قادِراً (لا هو، ولا الوزراء الذين يتمُّ اختيارهم ‏له) على كَسرِ”الحلقة المُفرَغة” للفوضى الشامِلة والفساد مُتعدّد الأبعاد، ولا العمل على وفق نمط إدارة ‏كفوء للموارد، ولا على تطبيق سياسات تسمح بانضباط المالية العامة(من خلال ضبط الانفاق العام)‏‎.‎
أمّا الوزراء الذين يرأس”دولة الرئيس” مجلسهم (وبالذات أولئكَ المعنيّونَ منهم بالشأن الاقتصادي)، فهم ‏لا يعرفونَ أصلاً (مهنيّاً ومعرفيّاً) ما هو الاقتصاد، ولم يسبق لهم العمل في الوزارات التي تمّ تكليفهم بـ ‏‏”استيزارِها”(لأنّهُم مُجرّد “حُصَص” للكُتَل السياسيّة التي قامت بترشيحهم لرئيس مجلس الوزراء)، ‏وبالتالي فهم لا يعرفونَ ما الذي فعلهُ “أسلافهم” بالضبط، ولا من أين ابتدأوا وإلى أيننَ انتَهوا.. وهكذا، ‏وسَيراً على هُدى الآيةِ الكريمة “كُلَّمَا دَخَلَت أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُختَهَا”.. بوسعكَ أن تقرأَ على”الاستِدامةِ” السلام‎.‎
واذا أردتم أمثلةً على أنّ لا شيء من سياسات ومشاريع خطط واستراتيجيّات الاصلاح والتنمية في العراق ‏ستكونُ قابلة للتنفيذ والاستكمال والتراكُم والاستدامة( بفعل نمط ادارة “النسق السياسي المغلق” للشأن ‏الاقتصادي، وبغضّ النظر عن تقييم المختصّين لواقعية ومدى جدوى هذه “المشاريع” والسياسات والخُطط ‏والاستراتيجيّات على المدى البعيد)، فإنّ بوسعنا ذِكر “وقائع” من “التاريخ الاقتصادي” القريب، والقريب ‏جدّاً في العراق، للاستدلالِ على هذه الحقيقةِ المُرّة، وكما يأتي

لمواصلة القراءة الرجاء الضغط على الرابط التالي:

الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق‏

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: