أسواق النفط والطاقة الدوليةاقتصادات الشرق الاوسط وشمال افريقياالرئيسية

د. وليد خدوري *: غاز شرق المتوسط

انطلقت مرحلة الاستكشافات والانتاج الغازي في شرق المتوسط في المياه المصرية للبحر الابيض المتوسط خلال الربع الاخير للقرن العشرين. وكان السبب الرئيسي حاجة مصر الى وقود اخر يدعم النفط، اذ ان انتاج النفط كان ولا يزال أقل من الاستهلاك الداخلي.

واجهت مصر في اوائل الثمانينات أزمة بحاجة الى حل. اذ ان انتاج النفط المصري كان، ولا يزال، أقل من الطلب المحلي على النفط. من ثم، تستورد مصر النفط الخام بالعملات الصعبة من الاسواق العالمية.

اقترحت السلطات البترولية المصرية، ووافقت الحكومة، في اوائل الثمانينات، اعتبار  الاكتشاف الغازي ،  بمثابة قيمة الاكتشاف النفطي وتعويض الشركات على هذا الاساس. فقد كان يتم اغلاق فوهة البئر الغازي لعدم توفر اقتصاديات الغاز في مصرحتى اواخر عقد السبعينات .

 

“جيوسياسية” شرق المتوسط

تأخر انطلاق الصناعة الغازية الشرق اوسطية لعدة اسباب جيواستراتيجية:

  • الصراع العربي الاسرائيلي وما رافقه من مقاطعة عربية للشركات البترولية التي تعمل في اسرائيل.

 

  • نشوب الحروب في الاراضي المحاذية لشرق المتوسط تقريبا مرة كل عقد من الزمن خلال النصف الثاني من القرن العشرين، الأمر الذي لم يشجع الشركات العالمية الاستثمار في المنطقة، بالذات لتوفر فرص بترولية واعدة كثيرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ناهيك عن مناطق موعودة في انحاء اخرى من العالم.

 

  • تبنت معظم الدول الغربية طيلة مدة هذا الصراع مواقفا سياسية معادية للعرب رغم اعتمادهم على نفوط الشرق الاوسط . وتبين هذا الخلاف خلال حرب اكتوبر 1973، عندما زودت الولايات المتحدة ودولا غربية اخرى اسرائيل بالسلاح أثناء الحرب ، كما هو الحال في معركة غزة 2024.

تبني السياسة الخارجية التركية منذ عقد السبعينات استراتيجية مواجهة مع زميلتها العضو في حلف الاطلسي، اليونان ، وجارتها جمهورية قبرص التي بادرت أنقرة الى احتلال الجزء الشمالي من الجمهورية في نزاع عام 1974.

أدى الصراع التركي- اليوناني/القبرصي الى اضافة نزاع اخر في شرق المتوسط. وساعد هذا النزاع في اثارة خلافا داخل الحلف الاطلسي لكونه صراعا ما بين عضوين في الحلف العسكري الغربي. وصراعا مع قبرص الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي.

ساعد الخلاف التركي-اليوناني الى استمرارية النزعة التركية المتشددة وغريمتها النزعة اليونانية، حيث تركت بصمات هاتين النزعتين بصماتهما في النزاعات ما بين الطرفين حول الحدود البحرية، الخلاف الموروث منذ اوائل القرن العشرين، بعيد الحرب العالمية الاولى. وكذلك الخلاف السيادي حول بعض الجزر الصغيرة ما بين الدولتين.

وقد امتدت هذه الخلافات مؤخرا للجزء الشمالي الشرقي من ليبيا وحتى الساحل الشمالي الغربي لمصر ، مما زاد من الخلافات ما بين الدولتين الكبريين في شرق المتوسط ، مصر وتركيا،. كما تفاقمت الخلافات ما بين القاهرة وانقرة بعيد اخفاق “الربيع العربي” ولجوء بعض قادة حركة “الاخوان المسلمين” من مصر الى تركيا .

لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي

وليد خدوري – غاز شرق المتوسط

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: