الاقتصاد العراقي الكليالتخطيط للتنميةالرئيسية

د. علي مرزا*: استراتيجية وسياسات التنمية في العراق – تواضع جهود التنويع الاقتصادي

أولاً: مقدمــة

تستطلع هذه الورقة مصادر ما يمكن اعتباره، أو ينظر له، كاستراتيجية للتنمية والسياسات المتعلقة بها وصياغة عناصرها وإدارتها في العراق بعد تغيير 2003، وتبين الدور الأساس لتقارير ومشورة المؤسسات/المنظمات الدولية، لا سيما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في صياغة توصيات، في هذا المجال، لا تختلف كثيراً عن وصايا ما يطلق عليه “إجماع واشنطن Washington consensus“. وبالرغم من الانتقادات الموجهة لهذه الوصايا وكذلك طريقة تطبيقها، عموماً في الدول المختلفة، بما فيها انتقادات البنك الدولي نفسه في طريقة تطبيقها في هذه الدول، من ناحية، وإدخال تعديلات وإضافات عليها، تأخذ بالاعتبار بعض من هذه الانتقادات، من ناحية أخرى، استمرت توصيات البنك والصندوق، للعراق وغيره من الدول، في الخط العام لوصايا هذا الاجماع، عموماً. ولعل من أهم الانتقادات العامة لوصايا هذا الاجماع، الذي يتفق عليه معارضوه والعديد من مؤيديه، أنها لا ترقى إلى كونها استراتيجية للتنمية الاقتصادية، كما سنلاحظ في الفقرتين رابعاً وخامساً أدناه.

وفي تناول هذه المسألة، وغيرها من القضايا المماثلة، سأشير، أحياناً، إلى مفهوم “الحكمة السائدة conventional wisdom، والذي يساهم في تفسير سيادة أفكار وتفسيرات واستمرار تبنيها بالرغم من تجمع شواهد على تواضع فعاليتها أو تَخَلُف نتائجها مقارنة مع أفضل الممارسات والتطبيقات في العالم. ولقد بَيَنَتْ التجربة، عموماً، أن اختيار وتطبيق الاستراتيجيات والسياسات التنموية لا يلتزم، بالضرورة، بما تبينه أفضل الممارسات والتطبيقات الناجحة، من ناحية، ولا ما تقدمه التحليلات الاقتصادية وغيرها من التحليلات الرصينة، من ناحية أخرى. إذ تتدخل المصالح السياسية وغيرها من المصالح والأيديولوجيا، الخ، في اختيارها واستمرارها. لا بل اثبتت التجربة أيضاً أن النظريات الاقتصادية وغيرها من النظريات نفسها تخضع لذلك. إذ تؤثر الحكمة السائدة و“تفكير الجماعة groupthink“، في المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات البحث/التأثير think tank، الخ، في استمرار تبني نظريات بالرغم من ابتعادها عن الواقع.

وفي هذه الورقة سأحاول، أساساً، أن أبين بشكل عام كيف قادت تطبيقات توصيات تماثل وصايا “إجماع واشنطن بعد تغيير 2003 في العراق، في ظل غياب إدارة اقتصادية وطنية متمكنة، من ناحية، والتركيبة المؤسسية/السياسية وأسلوب التوافق بينها، من ناحية أخرى، إلى غياب منظور/استراتيجية وتطبيق لتنويع اقتصادي فعَّالين يُخَلِّصان البلد من الأحادية الاقتصادية الشديدة فيه.

وسأمهد لهذا الموضوع، في ما يلي، بالتعرض لمفهوم الحكمة السائدة في ثانياً، لأنتقل في ثالثاً إلى أمثلة عن استمرار وتغير الحكمة السائدة في علم الاقتصاد نفسه. وتبدأ تغطية الموضوع الأساس للورقة في رابعاً باستعراض وصايا إجماع واشنطن وتبنيها، فعلياً، من قبل أهم المؤسسات المالية الدولية وغيرها، وعلاقة البنك الدولي التاريخية مع العراق. وفي خامساً سأتعرض لمصادر رسم “استراتيجية وسياسات” التنمية  في العراق بعد تغيير 2003، لا سيما دور البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فيها، وفي سادساً سألخص الاستنتاجات وبعض التوصيات.

لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف ب د ف سهل القراءة والطباعة على الرابط التالي:

Merza_Economic_Diversification_Iraq

(*) باحث وكاتب اقتصادي.

حقوق النشر محفوظة لشبكة الاقتصاديين العراقيين. يسمح بإعادة النشر بشرط الإشارة إلى المصدر. 28 آذار 2022

شبكة الاقتصاديين العراقيين – Iraqi Economists Network

 

 

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (1)

  1. Farouk younis
    Farouk younis:

    يتوصل القاري لمقال الدكتور علي رمزا ( استراتيجيه وسياسيات التنميه في العراق تواضع جهود التنويع الاقتصادي ) الى النتيجه التي توصل اليها الباحث و مفادها انعدام استراتيجية و برنامج للتنويع الاقتصادي على ان استراتيجية و برناج للتنويع الاقتصادي كما يقرر الباحث لا يمكن ان يرسمان بمهنية رصينة وواقعية وامكانية للتنفيذ بدون توفر ادارة. اقتصادية وطنية مقتدرة لها مصداقية وقبول عابرة للطوائف والفئات والمناطق بتعاون القطاعين الخاص والعام
    ويدعو الباحث الى دراسة الوضع القائم ومسح واختيار القطاعات والصناعات الواعدة القائمة والمستقبلية التي يمكن ان تساهم في التنويع الاقتصادي
    نعم يتطلب الامر الى تدخل الدولة واعادة الحياة لوزارة التخطيط …
    شكرا جزيلا للدكتور علي مرزا لما بذله من جهد في اعداد هذه الدراسة
    مع التقدير

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: