١- تمهيد
أ- الاغتراب
ينصرف اغتراب البشر في جوانب مهمة عن طبيعتهم الإنسانية نتيجة العيش في مجتمع يتسم بشدة التمايز الطبقي. كما يُعد الاغتراب عن الذات نتيجة لكون الإنسان جزءاً ميكانيكياً في طبقة اجتماعية تتسبب ظروفها في إبعاد الشخص عن إنسانيته. إذ حدد المفكر الألماني كارل ماركس واصفاً اغتراب العمل Alienation في كتاباته التي امتدت بين الأعوام 1818-1883 بأن العمال أنفسهم لا يمتلكون المنتجات التي يعملون على إنتاجها. فالأساس النظري للاغتراب Alienation هو أن العامل يفقد دائماً القدرة على تحديد مسارات الحياة والمصير عندما يحرم من الحق في التفكير أو تصور نفسه كمدير لأفعاله وتحديد العلاقات مع الآخرين وامتلاك تلك الأشياء المنتجة ذات القيمة من السلع والخدمات التي ينتجها عمله.
وعلى الرغم من أن العامل هو إنسان مستقل بذاته، إلا أنه (بصفته كياناً اقتصادياً) يتم توجيهه إلى أهداف بعينها وتحويله إلى النشاطات التي تمليها الطبقة الرأسمالية المالكة لوسائل الإنتاج ذلك من أجل انتزاع الحد الأقصى من قيمة العمل المتمثل بمقدار فائض القيمة في سباق التنافس بين القوى الرأسمالية نفسها.
ب- تطور نظرية الاغتراب بين العمل ورأس المال
أولاً، عُد الاغتراب Alienation في أساسياته مفهوماً نظريا ً طوره المفكر كارل ماركس في كتاباته الأولى المسماة: المخطوطات الفلسفية والاقتصادية الصادرة في العام 1844- (EPM-Economic and Philosophic Manuscripts).
حيث تطرق كارل ماركس في تلك المخطوطات إلى أربعة أوجه من الاغتراب التي يواجها العمل في المجتمع الرأسمالي: أولها، هو الاغتراب عن المُنتج product نفسه؛ والأخر، هو الاغتراب في نشاط العمل؛ والثالث، هو اغتراب العمل عن واحدة من خواصه الإنسانية؛ والرابع، هو الاغتراب عن الآخرين والمجتمع. والعامل الأخير يتجسد بفكرة أن جميع الأعمال التي يؤديها العمل تنطوي على نشاط من نوع ما وينتج شيئًا من نوع ما يؤديه إنسان في نوع من السباق الإنساني. لذا يمكن اعتبار الاغتراب بشكل عام على المستوى الأكثر تجريداً، بمثابة الاستسلام للسيطرة من خلال الانفصال عن سمة أساسية للذات وبشكل أكثر تحديداً، فصل الفاعل عن ظروف الكيان الذي يعمل فيه.
لتحميل البحث كملف بي دي أف انقر عىل الرابط التالي
د مظهر محمد صالح – الاغتراب على أطراف الإنتاج الرأسمالي المركزي -محرر
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية