ابحاث في النظام السياسي والتركيبة المؤسساتيةالاقتصاد العراقي الكليالرئيسيةالعلاقات الدولية الاقتصادية والسياسية

حوار مع الدكتور (مظهر محمد صالح)* حول الحصار الاقتصادي على العراق (1990 ــ 2003)**

حاوره: د. علاء حميد إدريس / أنور المؤمن

 

س/ الدكتور (مظهر)، كيف تصف لنا أوضاع العراق في المرحلة التي سبقت الحرب، ووضع العراق بين حربي الخليج الأولى والثانية؟

عندما حصلتُ على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة (ويلز ابريسويث) في المملكة المتحدة، عدتُ إلى بغداد بتاريخ (28 تشرين الأول 1989)، أي بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية بسنة، وقبل حرب تحرير الكويت بسنة، وجدتُها مدينة جميلة ونظيفة، ولكن الأوضاع العامة كانت تبعث على الركود والخمول، والناس تنتظر تغييرًا ما، وإزالة لآثار الحرب، وهنالك ترقّب لإجراءات وسياسات الحكومة في مرحلة ما بعد الحرب. وبالرغم من التفاؤل حينها بالانتقال إلى وضع أفضل؛ كانت مستويات المعيشة بالنسبة للمواطن العراقي تعد متوسطة إلى حدا ما، حتى أن بعض الأصدقاء اتصلوا بي للتهنئة بحصولي على شهادة الدكتوراه وعودتي إلى البلد، ولكن اعتذروا عن إقامة وليمة على شرفي كما جرت عليه عادات العراقيين؛ لأوضاعهم الصعبة، فهي كانت تعدُّ مرحلة قلقة عموما.

س/ متى بدأت نُذُر الأزمة بين العراق والكويت؟

بدأت نذُر الأزمة والحرب مع حلول عام (1990)، حينها طالبت الكويت بديونها، وبدأ التوتر في العلاقات العراقية الكويتية يتصاعد حتى وصلنا إلى يوم (2 آب 1990)؛ إذ اجتاحت القوات العراقية الكويت وجرى ما جرى بعدها من الحرب والحصار.

س/ كيف كانت أحوال الدولة العراقية مع تصاعد الأزمة بين العراق والكويت، على مستوى المجتمع العراقي والنظام السياسي؟

كان هناك تهيؤ لصدمةٍ ما في تلك المرحلة؛ إذ كان المجتمع في حالة تُشبه وقوفه على شفا حفرة ثم تدحرج وانهار كل شيء. عموما، لم يتصور أحد صدمة الحصار، فكانت صدمتهم الكبرى هي الحرب؛ إذ لم تمضِ سنتان منذ أن وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها، فكانت المخاوف حينها من دخول النظام السابق (صدام حسين) بحرب جديدة، وبكل ما يترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية.

وبنحو عام؛ إذا ما أردنا أن نقسّم أنواع الحروب، فهي: التقليدية (كالحرب العراقية الإيرانية)، والحرب الباردة (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية)، والحرب الخرساء (الحصار على العراق) والحرب الناعمة.

فالحروب الخرساء هي الحصارات الاقتصادية، التي تشتمل على جانبين: الجانب الأول هو الجانب الذي يهدف إلى تعطيل الاقتصاد، والذي يعني فرض الحصار الاقتصادي لتحقيق خسارة اقتصادية على ذلك البلد، الذي يعتمد على التصدير. أما الجانب الآخر؛ فهو الجانب الأقصى الذي يهدف إلى العمل على تحطيم وإزالة النظام السياسي والإضرار بنظام الحكم لذلك البلد.

والحقيقة، كان الهدف من الحصار الاقتصادي هو إزالة النظام السياسي من خلال تعطيل تصدير النفط؛ لأن النظام كان يعتمد عليه بدرجة أساسية، لذلك صُوّبت أولى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن باتجاه صادرات النفط العراقية، فالدولة الريعية العراقية المعتمدة على النفط توفر العوائد المالية الضخمة لتمويل الحروب التي يشنّها النظام.

س/ كم هي الديون التي ترتّبت على العراق من جرّاء الحرب العراقية الإيرانية؟

لمواصلة القراءة انقر على الرايط التالي

حوار مع الدكتور مظهر محمد صالح حول الحصار الاقتصادي على العراق (1990 ــ 2003)

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: