أولئك الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم بتكراره.
جورج سانتيانا (1863-1952)
- تطور المفهوم الحديث لإدارة الخطر
قبل أكثر من ثلاثة عقود قدمنا تعريفاً مُكثفاً لإدارة الخطر بهذه العبارات:
إدارة الخطر في جوهرها تتيح لنا كأفراد وكمؤسسات التعايش مع احتمالات المستقبل بروّية وبعقلانية كي نتجنب الآثار المستقبلية غير المرغوبة ونضمن سلامة البشر والأصول والموارد. وبهذا المعنى فإن إدارة الخطر لا تقيم وزناً للحظ أو الإيمان والاتكال على الغيب.[1]
كان الراحل سليم الوردي رائداً في التعريف بإدارة الخطر في العراق من خلال كتابه إدارة الخطر والتأمين.[2] وكان سبّاقاً في التمييز بين “التأمين” و “إدارة الخطر” رغم اشتراكهما بموضوع التعامل مع الأخطار وسبل معالجتها:
ولكن هذا لا ينبغي أن يقودنا بالمقابل إلى الاعتقاد أن إدارة الخطر تقع ضمن دائرة التأمين. فإدارة الخطر –بمفهومها المعاصر– إطار واسع وشامل لمعالجة الأخطار التي تواجهها المنشأة أو أية وحدة اقتصادية. بينما يمثل التأمين أحد الأساليب والقنوات الرئيسة لإدارة التأمين.[3]
[1] نيل كروكفورد، مدخل إلى إدارة الخطر، ترجمة تيسير حمد التريكي ومصباح كمال، (طرابلس: شركة ليبيا للتأمين، ط2، 1990. صدرت ط1 سنة 1990)، مقدمة المترجمان، ص 10.
[2] د. سليم علي الوردي، إدارة الخطر والتأمين (بغداد: مكتب الريم، 1999).
[3] الوردي، ص 38. في حقيقة الأمر فإن التأمين، ضمن عملية إدارة الخطر، يأتي في نهاية العملية، بعد تشخيص الخطر وقياسه وسبل السيطرة عليه، كأحد وسائل تحويل العبء المالي المترتب على الخطر إلى شركة التأمين؛ هذا إن لم تلجأ المنشأة إلى تخصيص صندوق لمواجهة العبء أو تأسيس شركة تأمين مقبوضة خاصة بها.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
مصباح كمال- استدراك حول إدارة الخطر والأشكال الأولية لها في الحضارة السومرية
باحث وكاتب عراقي متخصص في قطاع التامين مقيم في المهجر
[…] مصباح كمال*: استدراك حول إدارة الخطر والأشكال الأولية ل… […]