النفط والغاز والطاقة

داعش وداعموها يجنون مليون دولار يوميا من النفط المهرب إلى كردستان – المشترون ينتظرون الشحنات بأربيل

مئات الشاحنات تنتظر العبور الى ايران في واحدة من عمليات نهب كثيرة قرب معبر برويزاخان بمحافظة ديالى، 6 من تشرين الثاني 2013.

 

 

بغداد ـ ناصر الجمّال  كشف تقرير عن منظمة نفطية استشارية عالمية عن ان مسلحي داعش وداعميهم يحصلون يوميا على ما يقرب من مليون دولار من تهريب الثروة النفطية العراقية، وأن شاحنات النفط المسروق تدخل الى اقليم كردستان حيث ينتظرهم مشترون في أربيل. وقال تقرير صدر عن منظمة “تقرير العراق النفطي”، وهي منظمة استشارات نفطية عالمية، ان مسلحي داعش يهربون شاحنات محملة بالنفط الخام من مواقع نفطية يسيطرون عليها، وأن الشاحنات تدخل الى اقليم كردستان، حيث يتواجد المشترون. وقال التقرير ان النفط المهرب ينقل من الاقليم الى تركيا. ويكشف التقرير ان منذ اجتياح تنظيم داعش مناطق واسعة من شمال العراق ووسطه، راح هذا التنظيم يهرب كميات متزايدة من النفط الخام المسروق من الثروة العراقية ويوصلها الى مشترين موجودين في منطقة كردستان. وقال التقرير ان هذه الجماعات المتطرفة تربح ما يصل الى مليون دولار يوميا من عمليات التهريب. واكد التقرير ان اول الشاحنات المحملة بالنفط المهرب تحت سيطرة داعش وصلت الى طوزخرماتو في وقت سابق من الاسبوع الماضي. في هذه الاثناء، شنت قوة من البيشمركة الكردية غارة على مجمعين نفطيين منتجين مهمين في كركوك، الامر الذي سيؤثر في الانتاج النفطي العراقي وعائداته حتما. ومنشآت الانتاج النفطي في كركوك تقع على الحدود مع اقليم كردستان، واستولت عليها البيشمركة فجر يوم الجمعة الماضي. وكانت هذه المنشآت عائدة للحكومة المركزية، ويديرها كادر معظمهم من العرب. وأمرت قوات البيشمركة الموظفين العرب بمغادرة المنشآت، حسب ما نقلت وزارة النفط العراقية وشهود من كركوك. وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، ان “هاتين المنشأتين من بين الآبار الرئيسة المنتجة للنفط في العراق”. وأضاف “انهما العمود الفقري لثروة العراق النفطية وينتجان 400 الف برميل يوميا”. ويبلغ اجمالي تصدير العراق من النفط حوالي 3 ملايين برميل شهريا، واستيلاء الاكراد على هاتين المنشأتين يعني تدني التصدير، فضلا عن التسبب بنقص في السوق المحلية. إذ يقول الناطق باسم وزارة النفط ان “نصف انتاج هاتين المنشأتين يذهب الى السوق المحلية، والنصف الاخر للتصدير”، عادا استيلاء الاكراد على هاتين المنشاتين الانتاجيتين المهمتين بانه “خرق للدستور” و”انتهاك لسيادة العراق”. وكانت وزارة النفط العراقية اصدرت بيانا في 11 من تموز الجاري قالت فيه انها “تستنكر وبشدة ما قامت به مجاميع من قوات البيشمركة الكردية بالاستيلاء والسيطرة على محطات انتاج النفط الخام في حقلي كركوك وباي حسن فجر اليوم الجمعة المصادف 11 تموز الجاري” . وقالت الوزارة ان “قوات من البيشمركة المسلحة يرافقها عدد من المدنيين دخلت الى محطات انتاج النفط الخام في حقلي كركوك وباي حسن فجر الجمعة وقامت بطرد العاملين في تلك المواقع” . وحذرت الوزارة اقليم كردستان “بشدة من خطورة هذا التصرف غير المسؤول الذي يعد تجاوزا على الدستور والثروة الوطنية وتجاهلا للسلطة الاتحادية وتهديدا للوحدة الوطنية، في الوقت الذي كان يفترض بهذه القوات (البيشمركة)، الوقوف جنبا الى جنب مع القوات الامنية العراقية في التصدي للمجاميع الارهابية، وحماية الشعب وثرواته”. وقالت الوزارة ان البيشمركة “بدلا من ذلك استغلت الظروف الاستثنائية والعصيبة التي يمر بها البلد، وقامت بالإغارة على تلك المواقع النفطية المهمة والاستيلاء عليها واحتلالها”. وراحت الوزارة “تناشد العقلاء من الاخوة الاكراد بضرورة تفهم خطورة الموقف والايعاز الى المسؤولين عن هذا الاجراء غير المنضبط، والمجاميع التي نفذته بالانسحاب من هذه الحقول النفطية وإخلائها فورا تجنبا للعواقب الوخيمة”. ومع استيلاء الاكراد على هاتين المنشأتين يتسع الصراع بين القيادة العراقية وإقليم كردستان. وأكدت السلطات الكردية سيطرتها على حقول النفط، بحسب ما جاء في بيان رسمي نشر على موقع حكومة الاقليم المحلية، زاعمة ان هذا التحرك جاء “بعد وصول معلومات عن اوامر من قبل مسؤولين في بغداد (…) لإحداث اعمال تخريب في انابيب” نفطية في المنطقة. وتزامنا مع تصاعد التوترات، ومن بين اشد الانشطة غرابة، أقدم موظفون في السفارة العراقية بلندن على التظاهر ضد الحكومة العراقية، التي يفترض انهم يمثلون وجهها الخارجي وينفذون سياستها في المحافل العالمية. إلا ان وزارة الخارجية العراقية نفت الخبر على الرغم من انتشار شريط يصور الحدث. وعلق الوزراء الاكراد مشاركتهم في جلسات مجلس الوزراء، فيما لم يتضح ما إذا كانوا قرروا تجميد عضويتهم بشكل كامل، حيث ان وزير الخارجية هوشيار زيباري لم يكن حاضرا الجمعة في استقبال نظيره المصري، سامح شكري، الذي التقى نوري المالكي في العاصمة بغداد. وليس واضحا ما إذا كان موقف زيباري بعدم استقبال وزير الخارجية المصري يستند، في جزء منه، إلى تصريحات رئيس جمهورية مصر بخصوص سعي الاكراد الى الانفصال. فقد قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسى، في الاسبوع الماضي إن “الاستفتاء الذى يطالب به حاليا الأكراد ما هو في واقع الأمر إلا بداية كارثية لتقسيم العراق إلى دويلات متناحرة تبدأ بدولة كردية تتسع بعد ذلك لتشمل أراضي في سوريا يعيش عليها الأكراد وأخرى في الأردن يعيش عليها نفس أبناء العرق”. وتولى نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، مهام وزير الخارجية مؤقتا بدلا عن زيباري.

 جريدة العالم البغدادية 13/7/2014
http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=18908
 

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: