ما دفعني لكتابة هذا التقرير هو أن كثيراً من ساسة العراق ومسؤولين في الدولة، وخبراءها النفطيين والاقتصاديين الحاليين، يعتقدون بأهمية أوبك كمنظمة باستطاعتها التأثير بشكل كبير على الأسواق النفطية كما حدث في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
قبل التحدث على ما مرَّ على هذه المنظمة منذ تأسيسها في بغداد في أيلول 1960 حتى الان، لا بد ان نذكر ما جاء في مدخل نظامها الاساسي (أي دولة يعتمد اقتصادها ومدخولاتها على تصدير النفط الخام يحق لها أن تنضمَّ إلى المنظمة، وان على الدول الأعضاء ان يقوموا بمحاولة جعل سياساتهم النفطية أن تكون منسجمة للمحافظة على استقرار أسعار النفط الخام والمحافظة على مدخولات الدول الأعضاء والمستثمرين وتأمين تجهيز النفط الخام للدول المستهلكة).
وبالرغم من ان بداية ظهور علامات مرض المنظمة تعود إلى التسعينيات من القرن الماضي، ومن ثم موتها سريرياً خلال العشر سنوات الأولى من هذا القرن، فإن كثيراً منا ما زال يؤمن بالحصص الإنتاجية التي فرضت على الدول الأعضاء في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بسبب انهيار أسعار النفط لأسباب عديده، وتأثير العرض والطلب على أسعار النفط، وتأثير المنظمة على سوق النفط العالمي. ولابد أن نذكر بأنه، وبسبب موتها السريري، فقد أصبح الوريث الشرعي هو المتحكم بأمور المنظمة، وهو الذي يفرض رأيه على بقية الأعضاء. كما أن التهديد بصوره مستمرة بأن دول المنظمة لديها 81٪ من احتياطي النفط العالمي، وأن 66٪ من الاحتياطي موجود في الشرق الأوسط، دفع بقية دول العالم لإيجاد بدائل مناسبة.* فهل تعتقد دول أوبك بأن العالم سيغض النظر عن الأحداث السياسية المتواصلة والمستمرة التي تحدث في بلدانها وتأثير ذلك على إنتاج وتصدير النفط الخام، وان الدول المستهلكة لن تلجأ إلى بدائل أخرى للتعويض عن فقدان مصادر الطاقة التي تحتاجها عجلتها الاقتصادية؟
ان الاجتماعات الاعتيادية للمنظمة أصبحت هامشية التأثير على السوق النفطي وعلى أسعار النفط الخام، حتى أن الصحافة والإعلام العالمي لم تعد تنظر إليها بأهمية كما كان الحال في عصرها الذهبي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وأصبحت وكأنها مجلس إدارة لشركة ما لتسويق النفط، يفرض فيها رئيس المجلس رأيه على بقية الأعضاء ويتم خلال يوم أو يومين تهيئة قرار للمصادقة عليه من كافة الأعضاء، مع العلم ان مسودة القرار قد هيئت مسبقاً من قبل رئيس مجلس الإدارة وسكرتارية أوبك، وبالكاد تجد أصداء الاجتماع في الإعلام والصحافة العالمية لأسباب مشروحة لاحقاً.
لمواصة القراءة انقر هنا لتنزيل الدراسة كاملة كملف بي دي أف
(*) استشاري نفطي ومحافظ العراق الاسبق في أوبك ١٩٩١-١٩٩٤
فاضل علي عثمان:منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) – دراسة نقدية
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية
دراسة جيدة جدآ وتستحق التقدير
بالرغم من ما تعانيه الاوبك من وعكة صحية تكاد تكون مزمنة قد يكون نعيها في نعيها الان شئ من التسرع
تحياتنا للأخ فاضل علي عثمان
رمزي سلمان
اتفق مع الأستاذ فاضل علي عثمان على كل ما تفضل به، وأعتقد أن على الدول النتجة أن تأخذ موقفا واضحا من السعودية تحديدا لأنها بهذه السياسة، التي تبدو وكأنها تحارب دول الأوبك وعلى رأسهم العراق.