دراسات اجتماعية وثقافية

لقمان فيلي: الؤام الاجتماعي _ منظور عراقي

Luqman Faily

المقدمة

تعود جذور الصراع الإثني الطائفي بين المكونات الإثنية الدينية المتنافسة إلى ضعف التماسك الاجتماعي أو انعدامه بين الأركان الأساسية التي تدعم علاقة الدولة العراقية بمجتمعها، وتمثل هذه الأركان توزع النفوذ بين الدولة والدين والثقافة في الدولة الأمة العراقية، التي تأسست في بداية العشرينيات من القرن الماضي. وكلما كان التوافق أكبر بين هذه الأركان، تكون البيئة السياسية والاجتماعية أكثر سلمية. ومن أجل التصدي لتزايد التوتر بين الأغلبية والأقليات العراقية، علينا أن نبدأ بإعادة توزيع النفوذ بين هذه الأركان الثلاثة. فبعد عقود من الدكتاتورية، على الدولة العراقية استعادة نفوذها بشكل إيجابي يعود بالنفع على مواطنيها. في هذه الورقة، أؤكد أن الافتقار إلى الانسجام المجتمعي بين الأركان الأساسية للمجتمع العراقي يمثل العامل الرئيس في عدم الاستقرار. ومن أجل معالجة هذه المشكلة فإنه من الضروري تحديد القضايا من خلال زيادة التعاون بين المواطنين في البرامج الوطنية والدينية والاجتماعية المدعومة من الدولة. وفي نهاية المطاف ستؤدي هذه البرامج الوطنية إلى مزيد من الاندماج بين الأركان الثلاثة، وتفضي كذلك إلى علاقة إيجابية مبنية على احترام التعددية الثقافية والدينية والسياسية وعلى التسامح. إن التسامح في العراق داخل الجماعات وبينها وبين الجماعات الفرعية ضعيف؛ وبالتالي فإن وتيرة تطور الجماعة ضمن  والدولة العراقية عاجزة عن تقديم أجوبة على الكثير من احتياجات المواطنين، وهذا 2003المجتمع بطيء. فمنذ عام يؤدي إلى هشاشة الهوية الوطنية، التي كانت ضعيفة بالأساس بفعل سياسات النظام السابق، وظهور الهويات الأخرى على  سهلاً، ولا يبدو أنها على الطريق الصحيح طالما استند ًحساب التنمية الوطنية والتماسك والاستقرار. لم يكن تطور الدولة أمرا جوهر سلطتها السياسية وشرعيتها ونظامها إلى أسس إثنية عرقية (ما يعرف في العراق بالمحاصصة) بدلا من أساس عابر للقومية. فالدولة حاليا هي أضعف مكون مؤسسي في المجتمع العراقي بالمقارنة مع المؤسسات الأخرى الدينية والثقافية (مثل العشائرية)؛ من هنا أهمية أن يحاول أصحاب المصلحة العراقيون جعل المؤسسات الدينية والثقافية تعمل مع الدولة من أجل  1تعزيز قوة جهاز الدولة وبالتالي سلامة وتطور المجتمع.

لمواصلة القراءة يرجى تنزيل البحث كاملاً كملف بي دي أف. انقر على الرابط التالي

Social_Harmony_an_Iraqi_perspective_arabic

 

(*) لقمان الفيلي هو السفير العراقي السابق لدى الولايات المتحدة الامريكية بين الاعوام 2013-2016  ، وقبلها شغل منصب سفير العراق لدى اليابان بين الاعوام (2010-2013)  قبل تلسمه هذين المنصبين، شغل مناصب عليا، كمدير برامج في قطاعات تكنولوجيا المعلومات في العديد من كبريات الشركات متعددة الجنسيات في المملكة المتحدة، ولديه خبرة أكثر من ثلاثة عقود في العمل المجتمعي والنشاط السياسي بين الجالية العراقية في المملكة المتحدة.

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

تعليقات (2)

  1. farouk younis
    farouk younis:

    لدى بعض الملاحظات
    1- جاء فى الورقة ان متوسط العمر فى العراق ( 20 ) عاما والصحيح حسب وزارة البيئة العراقية ومنظمة الصحة العالمية ان متوسط العمر فى العراق هو ( 66 ) عاما سنة 2012 بعد ان كان ( 68 ) عاما فى سنة 2000
    وكان الافضل ان يذكر الباحث مصدر المعلومات الاحصائية الواردة فى الورقة
    2- لم يذكر الباحث التعريف الذى اعتمده فى بحثه لمصطلح ( الثقافة ) ذلك لان هناك مئات التعاريف لهذا المفهوم المعقد واشار الى ان العراق يملك احد اقدم التواريخ الثقافية فى العالم ولكنه لم يبحث واقع الثقافة حاليا فى المجتمع العراقى —-
    3- جاء فى الورقة ( اتخذ مشروع بناء الامة مركز الصدارة فى مشروع الولايات المتحدة لما بعد 2003 لقد كان هذا النهج خاطاْ ) ولم يتم القاء الضوء على ماهية هذا المشروع كما لم يشر الى مصدر المعلومات
    4- اشار الباحث المحترم الى ( تحجيم الطبقة الوسطى وهجرتها الجماعية ) فى حين ان الطبقة الوسطى تشكل 60% من المجتمع العراقى ( انظر مضهر محمد صالح – الطبقة الوسطى فى العراق وهى نسبة ليست قليلة
    5- يشار فى البحوث والادبيات المماثلة ومنها ادبيات الامم المتحدة الى عناصر التغيير وهى :
    الدولة
    القطاع الخاص و
    المجتمع المدنى
    جاءت الورقة القيمة للاستاذ لقمان الفيلى خالية من بحث دور القطاع الخاص فى عملية بناء الدولة كما ان الاشارة الى دور المجتمع المدنى فى عملية التغيير جاءت هامشية
    مع خالص التقدير للباحث المحترم

  2. Avatar
    مصعب اسامة:

    السيد لقمان فيلي المحترم ،،
    لا اعتقد مشكلة العراق بالتنوع او الأقلية والاغلبية لان العراق اصلاً لا يعتبر متنوعاً اذا ما قورن بدول اخرى مثل ايران تركيا الهند ، قومياً الغالب الأعظم عرب وكورد اما باقي القوميات لا تتجاوز ٤ ~ ٥ ٪‏ وفي احسن احوالها فلن يكون لها الأثر البارز لإحداث اي صراع قومي ،، اما اذا تحدثنا دينياً فلا يمكن القول ان الصراع إسلامي مسيحي لان المسيح أيضاً أقلية ومسالمين بطبعهم وعليه فان واقعنا الديني نحن فقط شيعي ، سني
    وفي الحالتين فان الواقع الاجتماعي والديني منذ تأسيس الدولة العراقية لغاية ٢٠٠٣ لم يخرج عن هذين الإطارين ولم يصل في تاريخ العراق الحديث اي اقتتال خصوصاً طائفي باستثناء ثورات الكورد المتفرقة ضد الحكومة وليس ضد الشعب.
    يا عزيزي ان العراق ابتلي بمجموعة من الخونه واللصوص الذين جائت بهم الدبابات الامريكية ونهمهم للسلطة وسرقة ثروات البلاد ومن افضل الأدوات تمزيق النسيج المجتمعي من خلال بث الفرقة المذهبية.
    لا يوجد حل في العراق الا بزوال هذه الأحزاب

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: