تقديم هيئة التحرير
في منتصف شهر نيسان الجاري أعلنا عن مبادرة لإحياء تراث الفكر الاقتصادي العراقي والبدء في نشر سلسلة من البحوث الاقتصادية التي انجزها اقتصاديون عراقيون في المهجر خلال العقود الماضية بما في ذلك فترة المعارضة للنظام الشمولي المنهار في 9 نيسان 2003. وبدأنا السلسلة بنشر بحث للاقتصادي العراقي الدكتور شاكر لطيف حول السياسة المالية والانفاق العسكري خلال فترة الحروب التي شنها النظام السابق مع إيران والكويت. واليوم نواصل مجهودنا بنشر فصل من كتاب الاقتصادي العراقي الراحل الدكتور عباس النصراوي الموسوم «أعباء العراق: النفط العقوبات والتخلف» والذي نشره دار غرينوود للنشر في ولاية كنكتكت الأمريكية باللغة الانكليزية. وقد قامت مجلة الثقافة الجديدة مشكورة بالترجمة من الانكليزية إلى العربية وتم نشره في عدد رقم 309، حزيران 2003. وللأسف لا تتوفر لدينا معلومات عن ترجمة بقية اجزاء الكتاب. وعلى العموم يبدو ان هذه الترجمة هي الوحيدة لمؤلفات الراحل الكثيرة باللغة الانكليزية عن العراق، مما يؤشر على ضعف شديد في نشاط الترجمة من اللغات الاجنبية في العراق وكذلك على قلة الاهتمام بينابع الفكر الاقتصادي العراقي، حيث نرى ان الراحل عباس النصراوي يمثل أحد الرواد الاوائل للاقتصاد العراقي بجانب الدكتور محدد سلمان حسن والدكتور ابراهيم كبّة.
ولد الدكتور عباس النصراوي في عام 1932 في مدينة الهندية في العراق وتوفى في 20 اغسطس 2009 في مدينة انديانا في الولايات المتحدة الامريكية. حصل في عام 1953 على شهادة البكلوريوس في الاقتصاد من جامعة بغداد ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1965. بدأ عمله في التدريس الجامعي في عام 1963 في جامعة فيرمونت Vermont واستمر لمدّة 40 عاماً في التدريس وشغل مناصب ادارية علمية في الجامعة منها عميد كلية الاداب والعلوم وكان عضوا في لجان علمية مختلفة. أصبح الراحل اقتصادي معروف عالميا بعد ان ألَّف 6 كتب ونشر العديد من المقالات والابحاث العلمية باللغة الانكليزية معظمها عن قضايا التنمية الاقتصادية في العراق ودور القطاع النفطي في تمويلها. وعمل الراحل كمستشار لمنظمة اوبك ولصندوق ابوك ومع برنامج الامم المتحدة للتنمية. كان الراحل بالرغم من سنوات المهجر الطويلة على علاقة علمية وروحانية وثيقة بوطنه الام العراق، وكان يهتم بالطلبة العراقيين في امريكا ويقدم المساعدة لهم. كما شارك مع لفيف من الاقتصاديين العراقيين المعارضين للنظام السابق في تأسيس المنتدى الاقتصادي العراقي في عام 1994 في لندن والذي نظم انشطة علمية وثقافية مختلفة فضلا عن اصدار كتاب “دراسات في الاقتصاد العراقي” في عام 2002
د. بارق شُبَّر
عن هيئة التحرير، 29 نيسان 2018
بحث الدكتور عباس النصراوي
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي
Abbas Alnasrawi-Oil and Development in Iraq 1958-1968-draft 2 (2)
د. عباس النصراوي: التنمية والنفط بين 1958- 1968
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية
بحث البروفسور النصراوي يقدم قراءة مفيدة ومهمة في تاريخ الاقتصاد السياسي للعراق. وفي هذا الصدد يتناول تحليلة الجانب المتعلق ببرامج مجلس الاعمار وتركيزها على الزراعة وبالتخصيص على مشاريع البنية الاساسية والتي تمثلت في تنظيم الري والحماية من الفيضان.
اعتقد ان هذا التركيز يحمل الكثير من المسوغات في حينة ووقتة لعدد من الاسباب من اهمها ان نهر دجلة كان مصدر لايمكن تجاهلة للفيضان والذي هدد مدينة بغداد لاكثر من مرة. ان تجربة مجلس الاعمار كانت حديثة ولاتوجد هنالك تجربة سابقة لبرامج التمنية يمكن تعديل مسار التنمية على اساسها وفقا لمنهج التجربة والخطا. ولاننسى ان تلك المشاريع تمثل مصدر لانتاج الطاقة الكهربائية المهمة في اقامة اي مشروع صناعي وديمومتة وكان هنالك مسعى مشهود عبر دعوة الحكومة العراقية للبنك الدولي لتقييم مسار الاعمار وكذلك التقرير المعروف اللورد سارتر.
اما بالنسبة لموضوع قانون الاصلاح الزراعي فقد استعرض البروفسور النصراوي النتائج المترتبة عن القانون. والحقيقة ان عدد من المصلدر يشير الى ان السبب في تبني القانون كان سياسيا اكثر من كونة اقتصاديا والامر الاخر ان قد تجاهل مرحلة التطور الاجتماعي المتمثل بالعشيرة كمنظمة اقتصادية- اجتماعية احد مهامها هو تنظيم الانتاج الزراعي.
واود ان اكتفي بهذا القدر على امل ان يتم اغناء النقاش من الاخوة الاخرين مع التحية.
د.عمر الجميلي