الناشر : دار ومكتبة عدنان، بغداد 2017، 256 صفحة
المُقدمّة
إنّ المجتمعَ العراقيّ مجتمعٌ فسيفسائيّ، متعدّد المكوّنات الاجتماعيَّة والهُويّات الفرعيّة، ومتنوّع الأديان والطّوائف والقبائل واللُّغات، ومُختلِف في العادات والتقاليد والأعراف، وقد عانى على مرِّ التاريخ والعصور، الكثيرَ من التسلّط والظلم والاضطهاد، الأمر الذي جعل الشخصيَّة العراقيَّة في مدٍّ وجزرٍ وتغيّرٍ وتذبذُبٍ ومن أجلِ ذلك يصعُبَ الحديث عن السمات الثابتة للشخصيّة العراقيَّة في جميع المراحل التاريخيَّة. وعلى الرَّغم من ذلك توجد خصائص وسمات أنثروبولوجيّة واجتماعيَّة ونفسيّة، تكون قاسما مشتركا بين أكثر العراقيّين، تجمع الأَنَا والنحنُ في وحدة تكامليَّة. وإذا لم تكن هذه السّمات قَطعيّة ونهائيَّة، لا يمنعنا ذلك من تعميمها على أكثريّة أفراد المجتمع العراقيّ.
ومن طريق دراستنا للتحوّلات البِنيَويَّة وتغيّراتها، التي حدثت في العقود الأخيرة لاحظنا أنّ الشخصيَّة العراقيَّة كانت قد تغيّرت في خصائصها وسماتها الثابتة، وأنّ النظام السياسيّ الشموليّ كان له دورٌ رئيسيٌّ في هذا التغيير، وأنّ ما حلَّ بالعراق من مِحَن وويْلات ومآسٍ، جعل الشخصيَّة العراقيَّة منقسمة على ذاتها، بين التسلّط والخضوع، الذي سنحاول بحثه في هذا الكتاب.
لمواصلة القارءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل القراءة والطباعة. انقر على الرابط التالي
عرض كتاب الدكتور ابراهيم الحيدري
السلام عليكم
انا طالب ماجستير تأمين كيف استطيع التواصل مع الدكتور مصباح كمال