ليس كل مبنى يترك اثراً كبناية التأمين الواقعة في قلب الساحل الايمن لمدينة الموصل، التي تعد من اعلى المباني فيها، والعائدة ملكيتها إلى شركة التامين الوطنية، اذ تحكي مراحل عاصرت احوال المدينة وشاهداً يقرأ تحولاتها من رخاء وحسن العيش وعسر وصعوبات وتقلبات اجتماعية واقتصادية ألمت بها سواء على الصعيد الانساني او المعماري، وهذا ما جعلها متميزة عن سائر الابنية ليس في محافظة نينوى بل في العراق كله، حيث تعد من اهم منجزات العمارة العراقية المعاصرة.
كان المكتب الاستشاري قد كلف المهندس المعماري رفعت الجادرجي بتصميم مبنى عمارة التامين في مدينة الموصل سنة 1966 الذي ترك بصمة متميزة في فن العمارة، إذ طوع التصميم بجعله منتمياً للمكان الذي نشأ فيه، فلا غرابة ان يكون البناء من رحم المكان، فجاء التصميم منفردا باستخدام اسلوب فني يتسم بالحداثة مقتبس من فن العمارة العراقية عموما، والموصلية خصوصا. والامر الذي اضفى عليها جمالية أكبر من خلال تفرد موقعها بعيدا عن الابنية الخرسانية الأخرى المجاورة، فأعطى لها بهاءً متميزاً واظهر جمالها بإبداع فني راقي مرهف، فضلا عن عدم اتباع اسلوب الرتابة من خلال استخدام الكتل الخرسانية ذات أبعاد متغيرة كشفت مقدرة المعماري العراقي الابداعية في وضع التصميم لنفسه، ودليل على التفرد التصميمي والانتماء إلى المكان في آن واحد كما في صورة رقم (1).
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي
إسراء صالح داؤد-بناية شركة التأمين الوطنية-فرع الموصل
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية