المدخل: التباين في وجهات نظر المناهضين لثورة تموز 1958
من يتابع مواقع الاتصال الاجتماعي، لاسيما الفيسبوك، سيجد أمامه مجموعة من التعليقات السياسية النقدية التي تعتبر العهد الملكي وكأنه كان مدنياً حراً وديمقراطياً، حيث تمتع الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية والسياسية بالحياة الحرة والكريمة، وأن النظام الملكي قد حقق لهذا الشعب الكثير من الحقوق والمصالح الأساسية والحيوية. وعلى أساس هذا التصور يرى هذا البعض غير القليل بأن إسقاطه عبر انقلاب عسكري أو انتفاضة عسكرية كان عملاً غير مبرر وغير سليم وأساء للشعب. وإن معاناة الشعب طيلة العقود المنصرمة وما تعرض له من كوارث ومآسي ومحن كانت كلها بسبب لذلك الانقلاب. وبالتالي فهي لا تكف عن شنّ حملات ظالمة وهستيرية ضد منجزات ثورة تموز في سنواتها الأولى. لاسيما وأن البعض منهم يريد أن يتجاوز تلك القوى الداخلية والخارجية التي تآمرت على منجزات الثورة ونظمت وقادت ونفذت انقلاب شباط الدموي عام 1963 وما تبعه من انقلابات عسكرية ونظم دكتاتورية وحروب داخلية وخارجية مدمرة وإبادات جماعية واحتلال وحصار دولي واجتياح وغزو وسبي واغتصاب وبيع النساء في سوق النخاسة “الإسلامي”!!
أُقدر بأن الناس الذين يتحدثون بهذه الوجهة لا ينطلقون من منطلق واحد أو رؤية واحدة ولا هدف واحد، بل هناك تمايز كبير واحياناً تقاطع بينهم استناداً إلى عوامل كامنة وراء تلك المنطلقات والرؤى والأهداف. ومن هنا تنشأ الحاجة لمتابعة ومناقشة مثل هذه الرؤى الفكرية والسياسية المتباينة بكل هدوء وموضوعية، لكي نتبين ما فيها من صواب أو خطأ، لاسيما وأن هناك جمهرة تحمل مثل هذه الرؤى وهم من الشبيبة التي يفترض طرح الحقائق والوقائع أمام أبصارها وبصائرهم، لاسيما من قبل أولئك الذين عاشوا مرحلة الثورة والمراحل اللاحقة ولا زالوا على قيد الحياة، ومنهم الكاتب نفسه.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل ملف بي دي أف
(*) باحث وكاتب اقتصادي وسياسي عراقي
بعض بقايا الافندية يحنون الى العهد الملكي و هوءلاء يتواجدون بين صغار الموظفين و بعض ابناء الطبقة الوسطى من المتعلمين تعليما بسيطا او متوسطا من سكان المدن
ظهرت طبقة الافدية في العهد العثماني و كانت تطلق على صفار موظفي الدولة وبعد تاسيس الحكومة العراقية عام 1921 تعززت مكانة صغار موظفي الدولة على انها تمثل التغيير الجديد الذي شهده العراق بعد عقود من السيطرة العثمانية وهي امتداد طبيعي للافندية العثمانية واصلها من الكلمة اليونانية ( افندوس) استخدم اولا في بغداد ثم شاع في العراق وكان الافندي يلبس الملابس الاوربية من قميص وسترة وربطة عنق سابقا الطربوش ثم تحول الى السدارة —
يمتاز الافندي بالوقار والسمت والترفع و كان افراد هذه الطبقة) (الشريحة الاجتماعية) يتعالون على الناس ولا يخالطونهم الا بنطاق محدود ولهم نواديهم الخاصة بهم وعندما يترفع الافندي من درجة وطيفية في الدولة الى درجة اعلى يطلق عليه لقب (بيك) ولم تقتصر الالقاب على الموظفين فقط بل شملت ابناء الطبقة الوسطى من التجار والمهندسين والمحامين و تميزت طبقة الافندية بالتزلف للطبقات الحاكمة والولاء في سبيل التقدم والتسلط ولكن بعد الغاء الاقاب بدء نجم الافندية بالافول غير ان بعض ابناهم واحفادهم ما زلوا يحنون الى زمن اباءهم واجدادهم من افندية العهد الملكي ولكن( التاريخ لا يعيد نفسه)
مع التقدير