مقدمة
في الاول من تموز من هذا العام استلمت ألمانيا بشخص المستشارة أنجلا ميركل الرئاسة الدورية لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي (Der Europäische Rat) السبعة وعشرون (بعد خروج بريطانيا العظمى في بداية هذا العام) وللمرة الثانية بعد ثلاثة عشر سنة. وفي هذا الوقت الحرج سوف لن تكون مهمة المستشارة سهلة بالرغم من خبرتها الطويلة في التعامل مع قضايا الوحدة الاوربية على مدى الخمسة عشر عاما الماضية من حكمها كأول سيدة في تاريخ ألمانيا تتسلم دفة القيادة السياسية لرابع أكبر اقتصاد في العالم وأكبر اقتصادات الاتحاد الاوربي أداءً ومتانةً.
تواجه دول الاتحاد الاوربي بعد وصول وباء كورونا إلى إيطاليا في شباط الماضي والتفشي السريع في كل دول الاتحاد أكبر ازمة اقتصادية في تاريخ هذا التكتل الاقتصادي والسياسي الاكبر في العالم وأصبح واضحا للمراقبين وللباحثين بأنها وأكبر وأخطر من الازمة المالية وازمة مديونية اليورو في عام 2008-2010 ولربما تتصاعد تداعياتها إلى مستويات قريبة من ازمة الكساد العالمي في بداية ثلاثينيات القرن الماضي. عدا ذلك ما يزال الاتحاد الاوربي يواجه ازمات اخرى ومنها ازمة اللاجئين من الشرق الاوسط ومن افريقيا، وتبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي (بركسيت)، وازمة الحرب التجارية والحمائية التي يقودها الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
وفي هذا اليوم المصادف 17 تموز 2020 يجتمع رؤساء الدول الأعضاء السبعة والعشرين لأول مرة بالحضور الشخصي في مفوضية الاتحاد في بروكسل لاتخاذ قرارات مهمة تخص مستقبل الاتحاد الاوربي والذي يرى بعض المراقبين بأنه على المحك. تواجه المستشارة ميركل مهمة صعبة لتوحيد المواقف المتباينة بين الدول الأعضاء حول آليات ادارة الازمة الحالية المتفاقمة والخروج بتوافقات قابلة للتنفيذ على مستوى جميع دول الأعضاء. ومن وجهة نظري سيكون هذا الاجتماع امتحانًا جديد لخبراتها الطويلة ولقدراتها التفاوضية التي تتصف بمزيج من المرونة والقوة الناعمة في تحقيق اهداف الاتحاد الاستراتيجية، حتى وان تمت على حساب الحلول الوسطى بين الفرقاء وعلى اساس الحد الادنى من تحقيق المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء كخطوة مرحلية نحو المزيد من تحقيق المشتركات في المستقبل وهذا ما يميز الانجازات الكثيرة التي حققها الاتحاد في مسيرته الطويلة التي دامت 63 عامًا لحد الان بالرغم من بعض الاخفاقات كخروج بريطانيا العظمى من الاتحاد. وللأسف الشديد لم تستفد جامعة الدول العربية ولا اعضائها الكبار المؤثرين ولا مروجي أيديولوجية الامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة من تجربة الاتحاد الاوربي الممنهجة علميا ومهنيا بشكل جدي واقتصروا على ترديد الشعارات الجوفاء وتضليل شعوبهم بسرديات الماضي العظيم.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل البحث كاملاً كملف بي دي أف
د.بارق شبر – ألمانيا والاتحاد الاوربي في مواجهة تداعيات ازمة كورونا الاقتصادية- محررة 2
مستشار اقتصادي دولي ، مؤسس شبكة الاقتصاديين العراقيين والمنسق العام منذ 2009
شكرا جزيل دكتور بارق شبر على ما قدمته من ايضاحات
مع التقدير
عزيزي الدكتور بارق شبر
بعد قراءة مقالك الرائع ارجو ان امكن التعليق على ما ياتي
١- ملف اللاجيئين صدارة اجندة القمة الاوربية في بروكسل – تقليص اعداد اللاجئين القادمين الى دول الاتحاد الاوربي ( كيف؟)
٢- جاء في الاخبار انفض اجتماع وزراء مالية الاتحاد الاوربي بخصام حول كيفية مواجهة العواقب الاقتصادية لازمة كورونا وتمويل اعادة البناء بشكل مشترك ظلت بدون حل ( تعليكم)
٣- ذكر بان ايطاليا هددت بمغادرة منطقة اليورو او حتى الاتحاد الاوربي اذا لم تحصل على وعود بالقروض المطلوبة و يشار الى ان المستشارة الالمانية قد تحدثت عن اقسى تجربة يمير بها الاتحاد الاوربي ( تعليقكم رجاء)
٤- اقتراح المفوضية الاوربية على الدول الاعضاء في الاتحاد اجراءات انضمام جديدة تتصف بالصرامة تجاه المرشحين الجدد ويمكن الرجوع عنها في حال لم يحترم المرشحون التزاماتهم ( تعليقكم رجاء )
مع التقدير
شكرا عزيزي استاذ فاروق يونس على اهتمامك بمقالنا واود الاجابة على تعليقكم كلآتي:
1. ملف اللاجئين لايتصدر الاجتماع الحالي لرؤساء دول الاتحاد الاوربي. المف الوحيد المطروح على طاولة البحث هو مالية الاتحاد للسنوات السبعة القادمة وصندوق اعادة الاعمار لمساعدة الدول المتضررة من جائحة كورونا
2. الاجتماع لايزال مستمر لليوم الثالث ، الاحد المصادف 19 تموز ولاتزال المفواوضات مستمرةوتونجهة صعوبات جمة بسبب ألايات التصويت ، حيث يجب تحقيق اجماع على قرار المصادقة على المالية وعلى صندوق اعادة الاعمار . بعض الدول تعارض اعطاء المنح للدول المتضررة من دون شروط بأجراء اصلاحات اقتصادية ودول اخرى مثل هنغاريا وبولونيا تهدد بأستخدما الفيتو في حالة طرح موضوع التوجهات المعادية للحياة الديمقراطية في البلدين
3. ايطاليا تمار ضغوطات كبيرة على الاتحاد الاوربي للحصول على مساعدات وخصوصا على منح لموجه الاضرارا الكبيرة التي تعرض اقتصادها اليها وليس من الغريب ان تلوح بالخروج من الاتحاد الاوربي ولكنها سوف تخسر الكثير في حالة تنفيذ تهديدها وخصوص سوف يتوجب عليها تبديل عملتها من اليورو الى الليرة الايطالية الضعيفة. نعم المستشارة الالمانية تواجه مهمة صعبة جدا ومعقدة في التوصل الى توافق بين الفرقاء وفي اعتقادي سوف تنجح في تحقيق حل وسط لات ذلك في مصلحة الجميع
4. اجراءآت الانتماء الى الاتحاد هي صعبة بحد ذاتها ولكن حصل في الماضي بعض التساهل والتلاعب لاسبابا سياسية كما كان في حالة اليونان
مع التقدير
د. بارق شبر
التعليق التالي وصنلنا من الدكتور مظهر محمد صالح مشكورا مع موافقته بالنشر على موقع الشبكة
أحسنتم استاذنا الجليل الدكتور بارق في طرح المقارنة بين مشروع ايجابي حقيقي هو مشروع الوحدة الاوروبية بقيادة المانيا الحرة منذ ٦٣ عام وبين مشاريع وحدتنا العربية المزيفة للمدة نفسها انهم رعاة البداوة السياسية المشرقية اضاعوا ستة عقود ونيف في ضلال ووهم القومية وهم يتطلعون إلى اقتناص السلطة بالانقلابات والغزوات السياسية ولا يحملون في رؤسهم سوى تراتيل مزيفة يدعونها القوة الفكرية واديولوجيا وحدة العرب لكنها تتطلع الى أهداف البداوة الشديدة الذاتية وتفسر الحكم على ثلاثية :الغنيمة والقبيلة والعقيدة والإمساك المطلق للسلطة والاستحواذ على النفوذ وسرقة وتدمير عوامل التنمية الوطنية عبر تداول ايديولوجيا شديدة التسطيح والانتقائية وفي
بضع نصوص لاتفهم من وحدتها العربية شيء جدي سوى انهم يريدون في نهاية المطاف خيمة كبيرة يستديم حكم القبيلة المطلق في ظلالها وتتطلع على حقل الغنيمة هو حقل النفط حقل الأرزاق الجاهزة ، بغاز محترق يضيء الصحراء ليلًا!!! انهم أعداء الوحدة الكبرى بالغريزة جاهزين لتدمير لاي مشروع موضوعي قد يقرب بين البلدان العربية باستثناء التمزيق وسلب بعضنا البعض والسير بلعبة الحرب البينية .وهكذا انتهوا من دون وحدة بعد ان جعلوا من الجبهة العربية المشرقية فريسة سائغة للاحتلالات والتقسيم الجديد لبلداننا المنكوبة في إنسانيتها وأرضها.
.الدكتور مطهر محمد صالح