الهام خضير شبّر * و حيدر ضياء سلمان ** : عرض موجز لكتاب (التخطيط والتنميه المتوازنه من منظور سياحي )

اهتم الباحثين بقضية مهمه جدا ونادرا ما نجد مؤلفا  يختص بموضوعه على مستوى القطاع السياحي الا وهو التنمية المتوازنة وارتباطها المتزامن مع التخطيط المستدام وصولا الى تنمية محلية لمناطق او اقاليم حرمت من مشاريع التنمية الوطنية بالرغم من توفر مقومات جذب متنوعه فيها تعد كنوزا مهملة وبذلك فوتت فرص التنمية والتطور اقتصاديا واجتماعيا على السكان المحليين لهذه المناطق المحرومة ,خاصة وان  للسياحة دورا ايجابيا في التغيير نحو نوعية حياة افضل و زيادة دخولهم وتحسين مستواهم المعيشي وحل مشكلة البطالة وتوفير  فرص عمل لا بنائهم    وحل الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعهم  وترتقي باقتصاداتهم المحلية ليمتد اثرها الايجابي على الاقتصاد الوطني لبلدانهم عموما .

      وكان اهتمامنا بضرروه التوضيح كيف أن الفعل التنموي يستمد من طبيعة الواقع الاجتماعي  والاقتصادي الذي يعيشه المجتمع بعيد عن اي نهج اخر ,ونجد هنا قد يختلف البعض في رسم ملامح وتوجهات الفعل التنموي فهناك من يعتبره انه فعل ينطلق من المستوى الوطني ثم يأخذ انتشارا وامتدادا الى المستوى المحلي بينما يرى البعض الاخر ان الفعل التنموي المنظم الحقيقي  له هو ذاك الذي ينطلق من المستوى المحلي  الذي له خصوصية لكل منطقة او اقليم وصولا الى تكامل وتوازن على المستوى الوطني  ,من هنا يظهر دور الفعل التنموي في القطاع السياحي  في التنمية المحلية ومالها من خصوصية ومقومات  وأثار تنفرد بها (لأن كل اقليم او مدينة او منطقة لها ملامحها الطبيعية والبشرية والعمرانية  التي تميزها ), وبراينا ان التنمية المحلية هي المحور المركزي لاستدامة التنمية الوطنية بغض النظر عن  اي نهج اقتصادي او سياسي كونها تحفز وتدعم النمو والانتاج والمنافسة للاقتصاد الوطني

    وتم مناقشة كيف  يكتسب التخطيط السياحي دورًا بالغ الأهمية في تطوير النشاط السياحي لكونه يُعد منهجًا علميًا لتنظيم النشاط السياحي وإدارته لعناصره وأنماطه كافة, ولتجنب ظهور نتائج سلبية وانحرافات عن النشاطات السياحية المختلفة أصبح الاعتماد على التخطيط السياحي السليم في المستويات كافة, ومن أجل توفير الهياكل المؤسسية ورسم استراتيجيات التسويق والتشريعات, ووضع برامج الترويج والنظم السياحية, والحصول على الكفاءات الإدارية والفنية يجب الاعتماد على التخطيط السياحي, وهو بدوره يقوم في تنمية العملية السياحية وتطويرها بشكل مستمر,

وللتخطيط السياحي اهداف اقتصاديه واجتماعيه وبيئيه و مستويات التخطيط السياحي تم دراستها  وانواعه وتأثيراته الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه والبيئيه على التنميه السياحيه في أي مجتمع واستدامتها  .

ثم تم  دراسة التنميه والتنميه السياحيه المستدامة(مبادئ وتحديات وعوامل مساعده ) واكدنا على  دراسة  التنميه المحلية كونها عملية فرعية تتم من خلال تفاعل حركي ديناميكي مثمر ومتجدد، وهو الأمر الذي يجعل لها أهمية وأهداف مستقبلية تصب في اهداف التنميه الشاملة من خلال ابعادها الاقتصاديه والاجتماعية والبيئية   وعليه ننظر للتنميه المحليه هي ” عملية شاملة ومستمرة ومتواصلة تهدف إلى إحداث تغيرات في أفكار الناس واتجاهاتهم وسلوكياتهم بما يؤدي إلى تطوير المجتمع وتوفير احتياجات السكان وتحسين المرافق والخدمات كما وكيفاً للارتقاء بمستوى المعيشة اجتماعياً والعمل على توفير المؤسسات التي يجد فيها الناس ما يقضي مصالحهم ويحقق طموحاتهم”

وتوافقا مع ماتقدم نصل الى ان التنمية السياحية المتوازنة لابد أن تبدو واضحة في السياسة السياحية الشاملة للدولة التي يتحدد فيها أهم الأهداف السياحية الوطنية الرئيسة وأساليب تحقيق هذه الأهداف بصورة تضع المسؤولين في القطاع السياحي  أمام إطار ملزم, فيلزم أن تكون التنمية المتوازنة بين مختلف هذه المكونات مثل أماكن الإقامة السياحية وشركات السياحة وشركات الطيران والنقل السياحي المختلفة داخل الدولة تحسباً لتنمية الأنماط السياحية المختلفة التقليدية وغير التقليدية بحيث لا تنمو السياحة في منطقة على حساب منطقة أخرى دون سبب يرجع إلى بناء الأولويات المسوغة اقتصادياً وسكانياً وبيئياً واجتماعياً

يتضمن الكتاب ثمان فصول ب 273 صفحه  لتغطيه  كل مايتعلق بموضوع الكتاب  والفصل الثامن اختص بدراسة  بعض التجارب الدوليه والتي يمكن الاستفادة من برامج تطبيقها على بعض الدول الناميه ذات الامكانيات السياحيه المتنوعه والمميزة  ومنها العراق الزاخر بمقومات العرض السياحي التي تجعله مقصدا سياحيا عالميا مميزا .

                            ومن الله التوفيق

صدر عن المركز العربي للدراسات والبحوث العلميه  للنشر والتوزيع

      جمهورية مصر العربيه   2021

 

(*)استاذ جامعي في الاقتصاد السياحي

(**)الباحث  في العلوم السياحية