ولد د. كامل العضاض في مدينة الناصرية قبل حوالي ثمانية عقود. ولا بد أن ولادته ونشأته الأولى في هذه المدينة، التي وصفها حنا بطاطو في كتابه المعروف (ص. 404 النسخة الإنجليزية) بالمدينة “ذات الروح الحرة والمُثابِرة free and indomitable spirit“ أثرٌ في تكوين ثقافته العامة الجامعة وفي شخصيته المرحة وفي ذات الوقت المُثابرة.
أنهي د. كامل دراساته الجامعية في الاقتصاد في المملكة المتحدة بداً من شهادة البكالوريوس حتى الدكتوراه. ولقد كان الموضوع الأساس لأطروحته للدكتوراه يتعلق بنمذجة الاستهلاك وتقديراته المختلفة اقتصاديا/إيكنومتريا. ولقد زوده ذلك بخلفية نظرية ومن ثم تطبيقية انعكست على نوعية عمله في وزارة التخطيط/الجهاز المركزي للإحصاء، الذي عمل فيه طويلاً. ومن بين أعماله المتعددة في الجهاز، أنه كان مسؤولاً عن الحسابات القومية لفترة غير قصيرة هذا إضافة لمسوح ميزانية الأسرة وغيرها. لذلك أكتسب خبرة شاملة في هذا المجال. بعد ذلك عمل بمناصب قيادية في وزارة المالية قبل أن ينتقل إلى منظمة الأسكوا/الأمم المتحدة، كمستشار إقليمي.
وخلال العقدين المنصرمين شارك في النقاشات والمؤتمرات الاقتصادية المختلفة لا سيما النقاشات والكتابات في الموقع الإلكتروني لشبكة الاقتصاديين العراقيين الذي امتد مجالها من الخطط والاستراتيجيات التنموية إلى المسائل النفطية والقضايا الاجتماعية والسكانية إلى المسائل النقدية والمالية، وأخيراً الاحصائية. كما أنه شارك في المؤتمر الأول لشبكة الاقتصاديين الذي أنعقد في بيروت في آذار/نيسان 2013 بورقة مهمة حول الخروج من الدولة الريعية وإستراتيجية التنويع الإقتصادي .
كما كانت للراحل مساهمات فكرية كثيرة اخرى ودعم عمل الشبكة ماليا وساهم في تمكينها من تقديم خدمات كبيرة للباحثين الاقتصاديين العراقيين وفي نشر الثقافة الاقتصادية، حيث وفرت منصة موضوعية لتناول مختلف جوانب الاقتصاد والنفط والسياسات التنموية في وقت يمر فيه العراق بتغييرات وتحولات مصيرية.
ونحن نودع د. كامل نتأمل أن لا تُنسى ذكراه سواء في عمله الوظيفي المثمر أو مشاركاته الاقتصادية والثقافية المتعددة.
وأخيراً وليس آخراً نتقدم بخالص المواساة والتعاطف لزوجته وأبنته وكافة أصدقائه ومحبيه.
هيئة تحرير شبكة الاقتصاديين العراقيين.
22 ايلول / سبتمبر 2021
شغل الدكتور كامل العضاض منصب نائب رئيس الصندوق العراقي للتنمية الخارجية وتولى رئاسة الصندوق العراقي خلال فترة ١٩٩٠- ١٩٩٣ نيابة عن رئيسه الدكتور فائق علي عبد الرسول الذي كلف بادارة الدائرة الاقتصادية في ديوان رئاسة الجمهورية في حينه . وكان الدكتور العضاض رحمه الله مثالاً للخلق العالي والتواضع والامكانية العلمية والمعرفية العالية . اول معرفتي به كانت في نهاية عام ١٩٨٩ حينما قبل طلبي للعمل في الصندوق العراقي وكنت حينما احمل شهادة الماجستير في الاقتصاد وبعد المباشرة في منتصف كانون الثاني ١٩٩٠ نسبني للعمل بصفة مساعد باحث في قسم الاستثمارات مع مجموعة خيرة كانت في هذا القسم وهم كل من الاستاذ حسن جواد كبة مدير القسم والانسة سعاد سميسم والسيدة هناء الخفاجي وكلهم كانوا يحملون شهادة الماجستير في الاقتصاد اطال الله اعمارهم . ورغم قصر الفترة التي عاصرته بها الا انه ترك اثراً طيباً . رحم الله الدكتور العضاض و اسكنه فسيح الجنان