. التغيرات الهيكلية في الاقتصاد الدولي
تخضع منظومة الاقتصاد الدولي منذ الاف السنين الى تغييرات يومية تشمل تطورات في الأسواق والتخصص في الإنتاج السلعي وطرق وأساليب التجارة الدولية، ولكن بوتيرة بطيئة حتى الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر. بدأ هذه التطور المهم في بريطانيا ومن ثم انتقل الى اوروبا وامريكا واليابان في القرن التاسع عشر. وتعد هذه الثورة من ابرز الاحداث المفصلية في التاريخ الإنساني التي غيرت هيكل الاقتصاد الدولي وتوزيع العمل جذريا وبوتيرة اكثر تسارعاً بعد الحرب العالمية الثانية، حيث شهد الاقتصاد الدولي تغييرات هيكلية جذرية شملت منظومة توزيع العمل الدولي بين مجموعة الدول الصناعية الأولى (العالم الرأسمالي الغربي) وبقية دول العالم وبالأخص المستعمرات التي كانت تسمى بالدول النامية او العالم الثالث. لا تزال التغيرات الهيكلية مستمرة بوتيرة متسارعة اكثر واكثر تحت مفهوم العولمة Globalization الذي برز بعد انهيار المعسكر الاشتراكي في 1990 .
خلال مرحلة تصنيع أوروبا في القرن الثامن والتاسع عشر فرض على دول العالم الثالث دور المورد للمواد الخام (القطن والصوف على سبيل المثال) والمستورد للسلع الاستهلاكية (النسيج والاقمشة والملابس الجاهزة للطبقات الغنية في هذه الدول على سبيل المثال وليس الحصر). ومن نتائج هذه السياسات الاستعمارية كان تدمير الصناعة المحلية التقليدية للنسيج كما اثبتت دراسات دولية عديدة حول الهند خلال فترة الاستعمار البريطاني. الا ان الازمات الاقتصادية المتكررة في العالم الرأسمالي الأول، ومن اهم واكبر هذه الازمات تعد ازمة الكساد العالمي في بداية ثلاثينيات القرن العشرين أظهرت حدود النمو الاقتصادي في هذه البلدان بسبب ظاهرة فائض الإنتاج الذي لم يقابله طلب فعلي داخل اسواق هذه الدول وبسبب تدني الأجور والبطالة الواسعة النطاق مما اجبر حكومات هذا الدول على تغيير سياساتها الاقتصادية الداخلية والخارجية تجاه مستعمراتها بهدف تنشيط الطلب الفعلي وبطرق مختلفة منها زيادة الأجور في دولها ومنح القروض والمساعدات للدول المستقلة حديثاً تحت يافطة “مساعدة الدول النامية”.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
مستشار اقتصادي دولي ، مؤسس شبكة الاقتصاديين العراقيين والمنسق العام منذ 2009
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية