منذ تاسيسها في العام 1942 كمنظمة اغاثة انسانية في المملكة المتحدة لمعالجة مشكلات نقص الغذاء لدى السكان المدنيين في اليونان إبان الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية. و ظلت نشاطاتها و تقاريرها السنوية تركز على معالجة الفقر وعدم المساواة في الدخول والثروات على مستوى العالم.
حيث تجري المنظمة أبحاثًا وتدعو إلى تغيير السياسات وتقدم مساعدات إنسانية لتحسّين الظروف الاقتصادية في المناطق المحرومة. وغالباً ما تقوم المنظمة المذكورة بتحليل الأنظمة والممارسات الاقتصادية لتسليط الضوء على القضايا المتعلقة بتوزيع الثروة وحقوق العمل والتنمية المستدامة .
ولكن المدهش في الامر ان تقرير اوكسفام السنوي الاخير الذي قدم في شهر كانون الثاني /يناير 2024 امام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قد اثار دهشة الكثيرين في ذلك المنتدى الذي ضم القادة من مختلف القطاعات لمناقشة السياسات والاستراتيجيات التي يمكن أن تسهم في تحقيق تحسين حالة العالم، حيث اهتزت احلام دافوس 2024 عندما عرضت اوكسفام ، تقريرها الذي سلط الضوء على التزايد الكبير في تركّز الثروة لدى الأغنياء في العالم .
كما وتشير اوكسفام في تقريرها، أن فقط خمسة من المليارديرات ضاعفوا ثرواتهم منذ عام 2020، بينما أصبح حوالي خمسة مليارات شخص أفقر خلال الفترة نفسها. ان هذه الزيادة في تركّز الثروة تعزى جزئياً إلى ارتفاع أسعار الأسهم وقوة الشركات الكبرى، والتي غالباً ما تتفادى الضرائب و تستفيد من سياسات تقلل من مساهمتها في الخزانة العامة (التهرب الضريبي).
اذ دعت منظمة اوكسفام حكومات العالم إلى اتخاذ إجراءات لتحسين توزيع الثروة من خلال فرض ضرائب أعلى على الأثرياء والشركات الكبرى، و حماية حقوق العمال، وخاصة النساء اللاتي يعانين بشكل غير متناسب من الفقر وعدم المساواة.
اوكسفام و الأثرياء الجدد د مظهر
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية