يوجد الاقتصاد العالمي في خضم أزمة حادة سببها جائحة كوفيد-19. وسيكون الاثر المباشر على الاستثمار ا ?لاجنبي المباشر هائلاً. أما على المدى الطويل، فإن الضغط من أجل تعزيز قدرة سلسلة ا ?لامداد على الصمود وزيادة الاستقلال في القدرة الانتاجية يمكن أن تكون له عواقب دائمة.
غير أن جائحة كوفيد-19 ليست العامل الوحيد الذي سيغير واقع ا ?لامور فيما يتعلق بالاستثمار الاجنبي المباشر. فالثورة الصناعية الجديدة والتحول السياساتي نحو مزيد من القومية الاقتصادية واتجاهات الاستدامة كلها عوامل تؤثر تأثيراً بعيد المدى على تشكيلة الانتاج الدولي في العقد الذي يفصلنا عن 2030.
وينحو الاتجاه العام في الانتاج الدولي نحو سلاسل قيمة أقصر، وتركيز أشد في القيمة المضافة، وانخفاض الاستثمار الدولي في الاصول المنتجة المادية. وسيشكل هذا ا ?لامر تحديات هائلة أمام البلدان النامية. فقد ظلت استراتيجياتها الانمائية والتصنيعية، على مدى عقود، تعتمد على اجتذاب الاستثمار ا ?لاجنبي المباشر، وزيادة المشاركة في سلاسل القيمة العالمية واغتنام هذه القيمة، والارتقاء التكنولوجي التدريجي في شبكات الانتاج الدولية.
ويتيح التحول المتوقع في ا ?لانتاج الدولي أيضاً بعض الفرص للتنمية، مثل تشجيع الاستثمار الذي ينشد القدرة على الصمود، وبناء سلاسل القيمة ا ?لاقليمية، والدخول إلى أسواق جديدة عبر المنصات الرقمية. غير أن اغتنام هذه الفرص سيتطلب تحولاً في الاستراتيجيات الانمائية.
وسيظل الاستثمار في الصادرات الموجه نحو استغلال عوامل ا ?لانتاج والموارد واليد العاملة المنخفضة التكلفة عنصراً هاماً. غير أن كتلة هذه الاستثمارات ما انفكت تتقلص، وقد يصبح تسلق الدرجات ا ?لاولى من سلم التنمية أصعب بكثير. ومن الضروري تحقيق قدر من إعادة التوازن نحو النمو القائم على الطلب المحلي وا ?لاقليمي وتشجيع الاستثمار في الهياكل الاساسية والخدمات المحلية.
لمواصلة القراءة انقر لتحميل ملف بي دي أف
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية