في مبادرة اعتبرها الاولى من نوعها تم تكريم الاقتصادي والخبير النفطي المعروف دولياً الدكتور فاضل الجلبي خلال المنتدى العراقي الاول للطاقة الذي انعقد خلال الفترة 11-13 كانون الاول / ديسمبر 2012 في فندق الرشيد في بغداد. وتمثل الجهة المانحة للتكريم مؤسسة غير حكومية والتي نظمت المنتدى المذكور وهو ايضاً الاول من نوعه في بغداد وبتمويل ذاتي مدعوم من بعض شركات القطاع الخاص. هذا التكريم المتواضع والذي بادر اليه معهد العراق للطاقة يستحق وقفة جادة للتأمل حول الدور المجتمعي والتنموي للعقول العراقية بمختلف اختصاصاتها وما آلت اليه اوضاعهم من خلال ممارسات حكام العراق السابقين واللاحقين، والتي اتسمت بالاهمال والاعتقال والتهجير المباشر وغير المباشر ووصلت الى حد التصفيات الجسدية.
يعد الدكتور فاضل الجلبي من الرعيل الثاني في بناء الدولة العراقية، فهو من مواليد عام 1929 في مدينة الكاظمية ونشأ في احضان عائلة شيعية متفتحة تنحدر من الطبقة الوسطى المتعلمة، والتي كانت وبالرغم من تهميشها الاقتصادي والسياسي الحاملة الاجتماعية لمشروع الحداثة في العراق. اكمل دراسته الثانوية في الاعدادية المركزية، الفرع العلمي. وفي عام 1947 انتسب الى كلية الحقوق في بغداد لدراسة القانون والاقتصاد في القسم المسائي، حيث كان في النهار يعمل كموظف صغير في وزارة الاقتصاد لضمان لقمة العيش. وخلال هذة الفترة كان مثابراً على تعلم اللغتين الفرنسية والانكليزية بجانب اهتماماته الثقافية بالشعر والموسيقى وتعلم العزف على آلة الجلو في معهد الفنون الجميلة. وبعد تخرجه من كلية الحقوق في عام 1951 ترفع في وظيفته في وزارة الاقتصاد ثم سافر في عام 1956 للدراسة الى فرنسا، حيث حصل على التأهيل لدراسة الدكتوراه في الاقتصاد في عام 1958 ، لكنه قرر التوقف عن اكمال الدراسة والعودة الى العراق للمساهمة في بناء الجمهورية الفتية التي انبثقت عن ثورة 14 تموز 1958.
كان مندفعاً لبناء العراق وعمل مجدداً في وزارة الاقتصاد وساهم في ابرام اتفاقيات دولية عديدة للتعاون الاقتصادي. و في عام 1960 عاد مجدداً الى باريس لاكمال دراسته، وحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1962متخصصاً في اقتصاديات النفط العراقي. ثم عاد في2 شباط 1963 مجددا الى العراق لمواصلة عطائه للوطن. وبعد ايام قليلة من وصوله الى بغداد, حدث انقلاب شباط 1963 واعتقل في الامن العامة ثم في سجن بغداد رقم واحد، لكونه كان محسوباً على التقدميين اليسارين. وبالرغم من اطلاق سراحه بعد توسط شخصيات مؤئرة بقى مجمداً في وظيفته انذاك في وزارة الاقتصاد، مما حدى حدا به للبحث عن فرصة عمل. اتصل بمنظمة الامم المتحدة للتجارة والتنمية التي عينته، ومن دون تأخير أوتردد ، وبعد الاطلاع على تحصيله العلمي كخبير اقتصادي في مقرها في جنيف. ويذكر الدكتور فاضل الجلبي في الحلقة الثالثة من سيرة حياته المسجلة من قبل قناة الشرقية والموثقة على موقع يوتيوب انه استلم في عام 1968 رسالة من عبد اللطيف الشواف يعرض عليه العودة الى بغداد لاشغال منصب المدير العام لشؤون النفط في وزارة النفط. وبعد بعض التردد ، اتخذ القرار لصالح الوطن والقبول بالعرض بالرغم من كون الراتب الجديد لم يزد عن ربع راتبه القديم.
بدأ عمله في وزارة النفط كمدير عام قبيل انقلابي 17 و30 تموز 1968 وكان مسؤولاً عن العلاقات مع الشركات النفطية وعن ملف منظمة الاوبك. فكر في ترك العراق مرّة اخرى ولكنه استمر في عمله بعد انقلاب البكر/صدام حسين في 30 تموز، والذي جاء بخطاب جديد يتودد لليساريين واعداً بالمصالحة الوطنية. لعب دوراً مهماً في التحضير لقرار تأميم شركات النفط الاجنبية العاملة في العراق وابرام اتفاق التعاون الإستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي وعين في عام 1973 وكيلا لوزير النفط الاسبق تايه عبد الكريم. وبشهادة الكثيرين ممن عملوا معه في وزارة النفط لعب الدكتور فاضل الجلبي دوراً اساسياً في تطوير وزارة النفط وفي عملية بناء الكوادر العلمية والادارية التي عملت بنجاح في صناعة النفط العراقية، حيث كان يشرف على العلاقات مع شركات النفط من جهة وعلى ابتعاث الطلبة المؤهليين للدراسة في بريطانيا وفق ضوابط الكفاءة العلمية ، وبعيداً عن المحسوبية ونظام الواسطات الذي كان ولايزال سائداً في العراق وذلك من الجهة الاخرى. وقد كان من اول من اهتموا بتعزيز الكفاءات الاقتصادية العراقية ضمن وزارة النفط من خلال تخصيص عدد من المقاعد في بعثاتها لهذا الصنف من المعارف العلمية. وقد ارسل عددا غير قليل من الاقتصاديين الذين صاروا من كفاءات العراق المعروفة في الاقتصاد بعد حصولهم على الدكتوراه من الجامعات البريطانية الرصينة وعادوا للعمل في وزارة النفط الا ان اغلبهم اضطر فيما بعد لمغادرة العراق في اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات بعد تنامي العوامل الطاردة للعقول العراقية. ترك وزارة النفط بسبب تنسيبه الى منظمة الاقطار العربية لتصدير النفط (اوابك) في الكويت في عام 1976 ثم انظم في عام 1978 الى منظمة الاقطار المصدرة للنفط (اوبك) في فينا بمنصب وكيل الامين العام والذي شغله لفترة 9 اعوام بما في ذلك 3 اعوام منها تبوء خلالها منصب الامين العام الامين العام بالوكالة، عمق خلالها خبراته الفنية والادارية وحاز على اعتراف وتقدير عربي ودولي واسع النطاق تمثل بتكليفه من قبل وزير النفط السعودي السابق أحمد زكي يماني بمنصب المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة الدولي في لندن بعد مغادرته منظمة الاوبك.
للدكتور فاضل الجلبي العديد من الكتابات والانجازات العلمية باللغة الانكليزية نذكر اهمها :
-
OPEC and the international oil industry: a changing structure, 1980
-
The world oil price collapse of 1986: causes and implications for the future of OPEC, 1986
-
‘OPEC and the Present Structural Limitations on its Oil Price Control’, OPEC Review (Paris), Summer 1988
-
OPEC at the crossroads, 1989
-
The Gulf War and the emerging oil situation in the world, 1991
-
Oil policies, oil myths: analysis and memoir of an OPEC insider, 2010
ومهما اختلف البعض من الاقتصاديين العراقيين، ومنهم انا شخصياً ،مع بعض اطروحاته الفكرية والنظرية بصدد تقييم اتجاهات اسواق النفط الدولية ودور اللاعبين الاساسين فيها من شركات نفطية دولية ودول منتجة ومستهلكة للطاقة، فالتاريخ يشهد له بحسه الوطني الصادق وبعطائه الغير مشروط لبناء المؤسسة النفطية للدولة العراقية .ومن دون اي شك سوف يبقى الدكتور فاضل الجلبي رمزاً وطنياً فذاً للعقول العراقية بجانب العديدين ممن سجنوا وابعدوا من وظائفهم وهجروا بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال التصعيد المتعمد للعوامل المنَفٍرة والطاردة للعقول وللكفاءآت العراقية ودفعها الى الهجرة بحثاً عن الامان وعن الكرامة والحرية والاحترام الذي يستحقونه كعلماء اختصاصين فالبحث عن لقمة العيش ليست هي وحدها ما يحفز العلماء والاختصاصيين في عطائهم .
وسوف يبقى الدكتور فاضل الجلبي احد رموز العقول العراقية المتميزة التي لم تستطع الاستمرار بالتعايش مع الانظمة السياسية الهوجاء فهجّرت اوهاجرت من وطنها العراق بسبب الملاحقات والمضايقات السياسية. ولم يكن الدكتور الجلبي الوحيد الذي اعتقل إبان انقلاب شباط 1963 ، حيث شملت حملة الاعتقالات الهوجاء الكثير من العقول العراقية مثل عالم فيزياء الانواء الجوية الدكتورعبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد الأسبق والمفكر الاقتصادي الرائد د. محمد سلمان حسن أستاذ علم الاقتصاد في جامعة بغداد، وكذلك الأستاذ الجامعي ووزير الاقتصاد السابق ابراهيم كبة ووزير المالية السابق محمد حديد والكثيرين من الكفاءات العراقية التي تمت محاربتها ودفعها لمغادرة العراق بحثاً عن الحرية والكرامة ، نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر الاستاذ الدكتور مهدي المخزومي عالم الصرف و النحو في اللغة العربية مع مجموعة من زملائه الاساتذة الجامعيين الذين استقبلتهم جامعة الملك سعود في الرياض واستفادت من خبراتهم في تخريج اجيال من الطلبة السعوديين (راجع كتاب رشيد الخيون، عمائم سود في قصر ابن سعود).
وبعد فترة استقرار قصيرة، بدأت في عام 1978/1979 حملة جديدة في محاربة العقول ذهب ضحيتها العديد من الاساذة الجامعيين نذكر منهم على سبيل المثال الدكتور صفاء الحافظ والدكتور صباح الدّرة اللذين استشهدا في السجن. وتعرض اخرون الى الابعاد من عملهم مثل الأستاذ في كلية الطب الدكتور فرحان باقر الذي تصدّر اسمه قائمة قرار مجلس قيادة ثورة صدام حسين في 29/11/1979 بإحالته مع ثمانية وأربعين أستاذاً وإخصائياً من كليات طبية ومؤسسات مدينة الطب على التقاعد وبدون ذكر الأسباب، بالرغم من عدم بلوغهم السن القانونية للتقاعد. وكان هؤلاء يمثلّون الصفوة في الهيئات التدريسية وفي خدماتهم الطبية، وفي قمة إنتاجهم العلمي في البحث ونشر نتاجاتهم. (راجع كتاب لمحات من الطب المعاصر في العراق، تأليف د. فرحان باقر،الطبعة الاولى 2011 ، صفحة 134 ).
وما اشبه اليوم بالبارحة، حيث يواجه اثنان من أبرز العقول الاقتصادية العراقية وهما محافظ البنك المركزي المقال الدكتور سنان الشبيبي ونائبه الدكتور مظهر محمد صالح حرباً شعواء بسبب سياستهم النقدية المستقلة، لم تقتصر على الإقالة، بل امتدت لتتضمّن إصدار أوامر تعسفية بالقاء القبض عليهما وفق مادة قانونية لاتسمح لهما حتى بالخروج بكفالة. ويجلس زميلنا المفكر الاقتصادي المتخصص بالسياسة النقدية الدكتور مظهر محمد صالح منذ عدّة أسابيع خلف قضبان التوقيف في مركز شرطة الزوية في بغداد وهو في حالة صحية صعبة ولا يُسمح لأحد بزيارتهما وترفض السلطات إخلاء سبيله بكفالة، علماً بأنه كان قد عاد الى العراق من زيارة عمل رسمية في اليابان لحضور اجتماع صندوق النقد الدولي، بالرغم من علمه بوجود أمر إلقاء القبض عليه. ومما يفند اي ادعاء بأحتمال هروبه الى الخارج، تسليم نفسه للسلطات طوعياً. ولابد من الإشارة الى أن الدكتور مظهر كان قد ادخل الى سجن قصر النهاية في عام 1971 كسجين رأي وفق معلومة ادلى بها لي شخصياً في رسالة الكترونية استلمتها منه في 19/10/2012. وهنا يبرز السؤال، هل من العدالة إبقائه سجيناً بسبب أفكاره العلمية في السياسة النقدية وبموجب تهم كيدية واهية ، وترك أبطال الفساد المالي والإداري وحيتان تبييض الأموال والمضاربات بالعملات الاجنبية أحراراً يتجولون في بغداد وفي عواصم دول الجوار من دون مساءلة أوعقاب؟
تثير هذة الحقائق على الأرض والوقائع التاريخية المذكورة آنفاً عدة أسئلة لدى الكفاءات العراقية ، وفي مقدمتها السؤال عن الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف محاربة ومطاردة العقول العراقية منذ عام 1963 وحتى يومنا هذا؟ هل هو الصراع بين البداوة الكامنة في مراكز اتخاذ مثل هذه القرارات الجائرة والحضارة كما شخصها أستاذ علم الاجتماع العراقي الرائد الدكتور علي الوردي، والذي عانى شخصيا من المضايقات والترهيب وتحملها كاظماً ورافضاً الهجرة الى الخارج، ولكنه سافر الى مايسمى في علم النفس “بالهجرة الداخلية” ، أي انسحابه الطوعي من التفاعل مع المجتمع ومع المحيط العلمي الأكاديمي؟
. كما أنني أود طرح سؤال على حكام العراق الجديد بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والعرقية أو المذهبية : متى نستخلص الدروس من الماضي ونراجع علاقتنا وطريقة تعاملنا مع المفكرين من ذوي العقول البنّاءة، الذين يحتاجهم العراق الجديد أكثر من اي وقت مضى، للمشاركة في إعادة بناء العراق المخرب في جميع أجزائه ومفاصله؟
في غياب تكريم الدولة العراقية للذين ساهموا في وضع لبناتها الاولى، ومنهم الدكتور فاضل الجلبي ، فلقد سجّل معهد العراق للطاقة، وهو مؤسسة غير حكومية، درساً مهماً في هذا الميدان وبادر بتواضع ولكن بنجاح بتعزيز الاعتبار لواحد من ابرز رموز العقول العراقية المعترف بها دولياً.
اُبارك لفريق عمل المعهد وعلى رأسهم البروفسور علي الصايغ رئيس مجلس الإدارة والسيد لؤي الخطيب المدير التنفيذي للمعهد مبادرتهم الخيّرة وأهنئهم على التنظيم الناجح لمنتدى العراق للطاقة الأول كتجربة رائدة من القطاع الخاص، متمنياُ لهم ولجميع المبادرات العلمية الوطنية النجاح والتوفيق في عملهم نحو بناء قطاع طاقة عراقي متين ومستديم يخدم مسيرة العراق التنموية
وفي التالي نُقدم لقُرّاء موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين توثيق موجز لوقائع المنتدى، تتصدره رسالة المشرف على تنظيمه السيد لؤي الخطيب الرئيس التنفيذي لمعهد العراق للطاقة التي وجهها الى أعضاء شبكة الاقتصاديين العراقيين . ثم تليه كلمة البرفسور علي الصايغ رئيس مجلس الادارة للمعهد وكلمة عضو مجلس النواب العراقي ورئيس لجنة الطاقة النيابية عدنان الجنابي، بالاضافة الى بعض الصور المختارة عن وقائع المنتدى
*) المنسق العام لشبكة الاقتصاديين العراقيين
برلين في 26/12/2012
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
زملائي الاعزاء في شبكة الاقتصاديين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بعون الله الانتهاء من أعمال منتدى العراق للطاقة، وقد كانت الفعالية ناجحة بشهادة ممثلية الامم المتحدة (يونامي) وقياساً بالتحديات اللوجستية التي واجهتنا في بلد مثل العراق، فضلاً عن الاجواء السياسية المشحونة والتي ليست محل نقاشنا في هذا البريد.
لقد حضر اليوم الاول 120 مشارك في ورشات العمل. ورشة العمل الاولى ناقشت السياسة الانتاجية والتكريرية للنفط والغاز، والورشة الثانية كانت حول ادارة الاعمال والانظمة الضريبية في العراق، والثالثة حول الانظمة التعاقدية في قطاع الكهرباء والمشاريع الهندسية العملاقة. أما اليوم الثاني (12-12-12) فقد تضمن الافتتاحية التي حضرها 220 مشارك من خبراء ومدراء تنفيذيين في شركات عالمية وهيئات دبلوماسية والاكاديميين وأعضاء من مجلس النواب، وقد خصص لمناقشة القطاع النفطي حيث قام السادة الخبراء باثراء النقاش بشكل مهني، كما تم تكريم الدكتور فاضل الجلبي بجائزة المعهد السنوية (Iraq Energy Award) لعطائة في قطاع الطاقة على مدى ستة عقود. أما اليوم الثالث والاخير فقد حضره 150 مشارك حيث تمحور النقاش حول قطاع الطاقة الكهربائية والبحث في مصادر الطاقة المتجددة وسبل التنمية المستدامة وخطط تدريب الكوادر والتنمية البشرية. هذا وقد اختتم المنتدى بتكريم مجموعة طلبة كلية هندسة النفط من جامعة بغداد لدورهم في ادارة المنتدى وتنظيم فعالياته.
ملاحظة، لقد تم تمويل هذا المشروع بالكامل من قبل الشركات العالمية المعلنة على موقع المنتدى دون أي دعم مادي أو لوجستي من الحكومة العراقية، لكن الاخيرة كانت متفضلة علينا بتسهيل دخول المشاركين الى فندق الرشيد. تجدر الاشارة الى ان الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء والذي عادة ما يُعقد في يوم الثلاثاء كان قد تغير في ذات الاسبوع لينعقد في يوم الاربعاء (يوم افتتاح المنتدى) وهذا ما منع السادة الوزراء من الحضور والمشاركة، علماً حضورهم من عدمه لم يكن شيئاً رئيسياً في برنامج المنتدى لأن معهد العراق للطاقة كان قد عقد العزم على انشاء هذا المنتدى السنوى لجمع شمل أصحاب الشأن من الشركات الاستثمارية وبيوت الخبرة والمهنيين والاكاديميين لتداول المواضيع ذات العلاقة وتكريم الشخصيات المرموقة واشراك الجيل الجديد من شباب الجامعات العراقية، وهذا ما حدث.
ختاماً لقد الحقت بهذا البريد مجموعة من الصور، علماً ان معهد العراق للطاقة بصدد تحديث موقع المنتدى (www.iraqenergy.net) بالتقارير الخاصة بكل المحاور والمحاضرات التي القيت بعد استحصال بعض الموافقات الرسمية من الشركات والشخصيات المشاركة لعرض السلايدات الخاصة بها، وان شاء الله سيتم اعلامكم قبل نهاية الشهر الجاري بإذن الله.
مع فائق التقدير
لؤي الخطيب
معهد العراق للطاقة
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مستشار اقتصادي دولي ، مؤسس شبكة الاقتصاديين العراقيين والمنسق العام منذ 2009
اعاد تكريم الدكتور فاضل الجلبى الى نفسى شيئا من الطمنينة بان الدنيا ما زالت بخير كان العمل مع الدكتور فاضل فى ستينيات القرن الماضى اشبه بعمل الصانع من الاصطة فالصانع يعمل والاصطة يصحح ويعدل ويضيف ويعلم كان الدكتور فاضل بذكائه الفطرى سريع التصرف والتعبير عن رايه مثلا عندما صدر قرار مجلسة الجامعة العربية فى اواسط ستينيات القرن الماضى بانشاء السوق العربية المشتركة قال الدكتور فاضل بكلمات بسيطة ماذا سيتم تبادله بين الدول العربية اذا كانت الاقتصاديات العربية متشابهة كان فاضل الجلبى وهو معاون مدير الاقتصاد العام يركب الباص رقم 12 او 11لا اتذكر من ساحة التحرير الى بيته الموجر فى الكرادة الشرقية ويعمل بدوامين بدون مخصصات
تفاجئت يوما عندما حصل على عرض للعمل فى جنيف ضمن دوائر الامم المتحدة قلت له ان الوزير يعتز بك شخصيا ويعتز بخدماتك فى الوزارة قال لك شوف واخذ ورقة وكتب عليها استقالته وما هى الا اقل من ربع ساعة او اقل من ذلك عادت الورقة من الوزير وعليها هامشه بالوافقة على الاستقالة كنت اجلس فى مكتبه فلوح لى بالورقة وقال هذه حكومتك! وبعد ايام كنت فى بيته رايت ان عفشه لم يفتح كائنه كان كما عند عودته من باريس حاملا معه شهادة الدكتوراة كان مع عائلته مستعدا للسفر وللحقيقة والتاريخ كان للدكتور نديم الباججى لا ادرى كيف اصفه احد ابرز رجالات العراق فى العلم والسياسة والاقتصاد كان للدكتور نديم دورا مهما كما اعتقد فى تكوين الخبراء والمفكرين واحدهم الدكتور فاضل الجلبى
اذا كان تكريم الدكتور فاضل الجلبى باعتباره احد اعلام خبراء النفط فان مغزى هذا التكريم فى التحليل الاخير هو دعوة لكل سياسى عراقى ان يحترم مكانة العلماء والخبراء وان يتمسك بهم ويحتضنهم ويضعهم فى المكانة التى يستحقون
تمنياتى بالعمر المديد لاستاذى الجليل فاضل جلبى