اعتدت ان اشرب قهوة الصباح يوميا على تغريدات الصوت الملائكي فيروز الذي تبثه احدى الفضائيات اللبنانية مع مناظر جميلة للطبيعة الاخاذة لضواحي ومدن لبنانية في كل ارجاء البلاد , ويتخلل الاغنيات فواصل كلامية تشرح اهمية المنطقة و تاريخها و مجالاتها الاستثمارية الواعدة و افاقها السياحية، و بهدوء و بلغة بسيطة تتناغم و الموسيقى المنسابة من الفلم بكل رقة…… هذا الموقف تذكرته و انا اشاهد ما عرضته احدى الفضائيات العراقية قبل يومين من مقابلات متشنجة من بعض الذين استهوتهم ساحات العروض الاعلامية لتقديم بضاعة لم تعد رائجة ابدا…..
العراق اليوم و هو على ابواب التغيير الايجابي الذي يتطلب جهدا بناء و اصلاحا في كل الميادين ، وفي الوقت الذي تسفح دماء العراقيين الغالية في حرب ضروس هي باختصار صراع بين حق الحياة بكرامة و بين الموت …
في هذه الحرب التي يستميت من اجلها كل عراقي شريف و غيور، فاننا نحاول جاهدين ان نبث اشارات السلام و رسائل الامان للعالم اجمع لاستكمال البناء و انجاح عملية التنمية والبناء اللذين لايمكن لهما ان ينجحا دون ارتفاع واقع الاستثمار ومعدلاته في العراق… هذا الاستثمار الذي لايمكن له ان يكون دون مناخات الامان الاقتصادي والاجتماعي والحضاري و الذي تكفله الروح العراقية التي تحب العراق فعلا…
و عودا على ماذكرت في البداية، شرح لي احد خبراء الوكالة الامريكية للتنمية الدولية مرة اهمية هذه الفضائيات في رفع معدلات السياحة والاستثمارات السياحية في عدد كبير من البلدان و من ابرزها لبنان و الاردن وذكر لي ان اهم ماتطرحه هذه الفضائيات اشارات و مبثوثات الامان التي تستقطب الاستثمار الاجنبي و تغري الاستثمار الوطني للبقاء والاستثمار في ذلك البلد ….. فهل هنالك مجال من المقارنة بين هذه التجارب و بين ما يعرض في قنوات التي نجحت وللاسف في ايصال صورة مشوشة عن واقع عراقي مضطرب غير آمن و غير صالح لاي شكل من اشكال النشاط الاقتصادي ، وتعرض النموذج المتهرىء لمجتمع متنافر ولاقتصاد لايخضع لاي شكل من اشكال المنطق الاقتصادي.
يحدث ذلك و قد نجح المؤتمر الثاني المصرفي العراقي ، فلماذا نأد نتائج نجاحاتنا
فالى اولئك الذين اعتادوا الصراخ والتهديد والى الفضائيات التي انتهجت سبل التهريج و التشويه الاعلامي الظالم اليهم جميعا اقول
ماهكذا تورد الابل
وليست هذه هي الديمقراطية
نحن بحاجة الى الحوكمة الرشيدة و الشفافية في اعمالنا و اعلامنا
والى من يهمهم الامر اوجه كلماتي
و دمتم عراقيين مخلصين
(*) خبيرة إقتصادية
اتفق مع ما ذكرتيه واهمية اشارات السلام ونعم لاضاءات الامان ولمناخات الاستثمار، ولكن استوقفتني عبارة “يحدث ذلك و قد نجح المؤتمر الثاني المصرفي العراقي ، فلماذا نأد نتائج نجاحاتنا” … ممكن توضيح عن المعايير المعتمدة في التوصل الى اعتبار المؤتمر ناجحاً .. هل تقصدين بعدد الحضور ام بالتوصيات التي خرج بها المؤتمر وهل بالامكان الاطلاع عليها وهل سيتم اعتمادها . يعني ارى ان قطاعنا المصرفي بشقيه العام والخاص يعاني من مشاكل واختلالات وتخلف كبير اذا ما قورن بمثيلاته بدول الجوار . نحتاج الى ثورة في القطاع المصرفي وتطبيق للحوكمة والشفافية في كل مفاصل العمل المصرفي
نعم لاشارات السلام — نعم لاضاءات الامان — نعم لمناخات الاستثمار
نعم ( للفضائيات اهمية بالغة فى رفع معدلات السياحة والاستثمارات السياحية فى عدد كبير من البلدان ومن ابرزها لبنان والاردن ) بين قوسين من المقال – هذه الفضائيات تبث ( الامان الذى يستقطب الاستثمار الاجنبى ويغرى الاستثمار الوطنى للبقاء والاستثمار فى ذلك البلد ) بين قوسين من المقال
اما ما عرضته ( احدى الفضائيات العراقية من مقابلات متشنجة من بعض من استهوتهم ساحات العروض الاعلامية لتقديم بضاعة لم تعد رائجة ابدا ) بين قوسين من المقال – فان هذه المقابلات – ولا شك – طاردة للسياح الاجانب وللاستثمارات الاجنبية فى قطاع السياحة العراقية
الاعلام السياحى ضرورة بل صفة ملازمة للصناعة السياحية – اذن ما هى خطة وزارة السياحة العراقية فى مجال الاعلام السياحى ؟ العراق بلد سياحى يتمتع بمقومات جغرافية وتاريخية وطبيعية تجعل منه بلدا سياحيا بامكانه تلبية ما ينشده السائحون من اماكن دينية و مواقع اثرية فيه المصايف والمشاتى والينابيع والاهوار فيه الغابات الجميلة فى المنطقة الجبلية العالية وفيه السهول وضفاف الانهار فى مختلف الجهات غير ان صناعة السياحة فى العراق تفتقر الى دور الاعلام فى الترويج وخلق بيئة مناسبة للاستثمار السياحى — لجذب المستثمرين — انظر عزيزى القارىْ / عزيزتى القارئة الى خارطة محافظة ذى قار مثلا ستجد المواقع الاثارية تتوزع على خارطتها من شمالها حتى جنوبها وهناك السياحة الترفيهية والطبيعية المتمثلة بالاهوار وهناك السياحة الدينية ممثلة بمرقد النبى ابراهيم الخليل – كل هذا التنوع السياحى فى ذى قار فكم يا ترى عدد السائحين القادميين الى هذه المحافظة سنويا ؟ هل يوجد فى مركز المحافظة شعبة للاعلام السياحى ؟
واذا كانت الفضائيات العراقية تسعى الى الاعلانات المدفوعة الثمن لترويج السلع والخدمات الاجنبية والمحلية فان على الجهات الرسمية والشركات السياحية فى القطاع الخاص تزويد وسائل الاعلام المرئية بالافلام السياحية عسى ان تتحرك باتجاه اقناع المستثمرين والسائحين واغرائهم بالقدوم الى العراق والاستثمار فى السياحية العراقية الواعدة كما تقع على وسائل الاعلام العراقية مسوْولية بث الامان ونشر الاطمئنان مع قيام الجهات العراقية المختصة ومنها وزارة السياحة المبادرة بوضع خارطة العراق السياحية متضمنة المناطق الجغرافية الموْهلة للاستثمار السياحى – مساحاتها – نوعيتها – واقع الخدمات فيها — الخ
شكرا سيدتى الدكتور سلام سميسم على مقالكى القيم