تقديراً لانجازاته العلمية والاعلامية المتميزة في نشر الثقافة الإقتصادية ولمساهماته الكثيرة على مدى 40 عاماً في تعريف الرأي العام العربي والدولي على قطاع الطاقة في المنطقة العربية وفي العراق تم تكريمه في حفل افتتاح الملتقى العلمي الاول لشبكة الإقتصاديين العراقيين الذي انعقد في بيروت في 30 آذار 2013
والقى الزميل د. فاضل عباس مهدي نيابة عن شبكة الإقتصاديين العراقيين كلمة التكريم الموسومة : “وليد خدوري كما عرفته” التالية:
عرفت الدكتور وليد خدوري من سنين طوال فقد عشنا في ذات الشارع من مدينة السلام عندما كان هذا اسمها وواقعها . كان ولا يزال – قبل علمه ومعرفته التخصصية – انساناً بالغ التهذيب محبوبا من اقرانه ومعارفه بشوشاً في محياه لطيف المعشر. وهاكم ترونه بعد عقود طوال نفس الوليد الذي عرفه اقرانه ومجايليه من ست عقود او ما ينيف.
اليوم، اختارت شبكة الاقتصاديين العراقيين تكريم زميلنا الدكتور وليد لا لما قلته بحقه اعلاه بل لاسهاماته القيمة في مجال الإعلام الاقتصادي وبما يتعلق بالصناعة النفطية بالذات.
منذ اوائل السبعينيات اختار زميلنا المكرًم اليوم العمل في جهاز الاعلام لمنظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول في الكويت ومن هنا بدأ عِشقه الوارف للكتابة عن هذه الصناعة الحيوية لإقتصادات المنطقة العربية. قضى في الكويت ست سنوات ضمن الاوابك مديرا للاعلام والعلاقات الدولية حيث كان ايضا في هيئة محرري مجلتها النفط والتعاون العربي لتتميز تلك المجلة بأبحاث جادة. وقد هيئته خبرته هناك للانتقال للعمل محررا تنفيذيا ً ورئيسا لتحرير (الميس) وهي اكثر المجلات الاقتصادية عن المنطقة العربية رصانة و جدية.
هناك قضى الدكتور وليد 23 عام حافلة بالعطاء المتميز لقراء مجلة الميس بين 1981 و2004 كان اغلبها في منفى جميل اسمه جزيرة قبرص ليعود بعده الى وطن المفكرين العرب الثاني لبنان محررا للصفحة الاقتصادية لجريدة الحياة بين 2004 – 2006 حيث استهلك عمله المضني هناك الكثير من صحته والذي بان من اصابته بالجلطة في اواخر 2006
كنت آنذاك في بيروت اعمل بالاسكوا واعود الصديق الدكتور وليد في مستشفى الجامعة الاميركية الذي قضى قرابة ثلاث شهور في ردهاته. وفي احدى زياراتي له بعد شهرين رأيته يطلب من السيدة زوجته جهاز الكومبيوتر المحمول ليعود لكتابة اولى مقالاته الاسبوعية من سرير المستشفى مؤكدا عزم واصرار المهني والمثقف العراقي على مقاومة اقسى الشدائد.. وما زالت مقالاته الاسبوعية بتحليلاتها الرصينة تنير الدرب لقرائه كل اسبوع لتؤكد لنا التميز الرائع لوليد خدوري اقتصاديا واعلاميا ومحللا لتوجهات الصناعة النفطية.
ولن اتمكن هنا ان أُجْمِلَ كل ما كتبه زميلنا الذي نكرٍمه اليوم ولكني اتذكر انني كنت يوما في حوار بالفيديو كونفرنس مع كبار اقتصاديي الامم المتحدة في نيويورك وجنيف وبانكوك واديس ابابا وسانتياغو وكنت انا امثل منطقة غربي آسيا نيابة عن الاسكوا. وكان الحديث يدور عن تأثيرات تقلبات اسعار النفط على الاقتصاد العالمي، فإحتار البعض من هؤلاء الاقتصاديين المتميزين في كيفية تفسير تلك التقلبات (التي كانت حادة احيانا) إذا ما استخدموا معطيات الاتجاهات الرقمية العامة للعرض والطلب فقط. اجبتهم آنئذ بأن هناك من يقول بأن حدة تلك التقلبات كانت تعزى لمضاربات الصناديق التحوطية في الدول الرأسمالية الكبرى بالنفط كسلعة للمضاربة لا للاستهلاك. حينذاك سألني احدهم عن مصدر ما قلت، فذكرت زميلنا الدكتور وليد خدوري مشيرا الى احدى مقالاته آنذاك. وقد تم الاستناد الى ذلك التحليل فيما نشرته الامم المتحدة نظرا لما يتمتع به زميلنا العراقي المتميز من تقدير واحترام. و لا شك ان اغلبنا يتوق اسبوعيا للإطلاع هذه الايام على الآراء القيمة التي يطرحها الدكتور وليد خدوري ومنها مقاله قبل حوالي ستة اسابيع عن “الفساد النفطي في العراق” والذي اوضح فيه بقاء مشكلة الافتقار الى العدًادات في عمليات تصدير النفط من العوامات الجديدة في البصرة وبعد عشر سنوات من انهيار النظام السابق.
لن استطيع ايفاء الدكتور وليد حقه فيما اقول هنا. اننا نكرمه لتميزه ولإصراره على الكتابة المهنية الجريئة والتحليلية وباسلوب السهل الممتنع.
اتمنى للصديق الدكتور وليد المزيد من العطاء وله وللسيدة الكريمة مها ولاسرته جميعا اقدم التهاني الطيبة بيوم التكريم هذا لعالم عراقي متميز آخر.
فاضل عباس مهدي
بيروت في 30/3/2013
لتنزيل الكلمة كملف بي دي أف انقر هنا
صور المنسق العام للشبكة الدكتور بارق شُبَّر وهو يقدم درع الكفاءة الى الدكتور وليد خدوري
الزميل د. فاضل عباس مهدي يلقي كلمة التكريم
جانب من الحضور ويظهر في الامام ضيف الشرف سماحة السيد هاني فحص وسعادة السفير العراقي في لبنان عمر البرزنجي وسفير العراق الدائم الى منظمة الفاو الدكتور حسن الجنابي
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية