دراسات اجتماعية وثقافيةمظهر محمد صالح
16/05/2015
تبادلت معه بطاقتي التعريفية وانا التقيه للمرة الاولى على هامش حوار تلفزيوني كان بشأن التصدي لقضايا الفقر في العراق وكيفية النهوض بالرعاية والامن الاجتماعي في بلادنا.حمل عمار الشابندر وقتها ،ذلك الشاب الذي يشع كبرياءً وعلماً وتواضعاً قل نظيره ،ابتسامه هادئة تنم على رقي انساني لايتحسسه الا من سبر اغوار الحياة ومشاقها وتفاعل مع جوهرها.تطلعت الى بطاقة عمار التعريفية التي زينتها عبارة المعهد الجمهوري للسلام ونحن نتقلب على عواصف وامواج ازمنة غابرة غادرة كثر فيها من يتصيد حمامة السلام ليستبيح دمها، انه السلام …انه الحلم المفقود الذي انكسر فيه مغزل من ينسجون وشائج المحبة والحرية ليسكن محطماً في عقول من فقد ضميره لقاء دراهم الخيانة والغدر . اجابني وقتها احد المحاورين الذي جلس الى جانبي وقد علق بالحال على البطاقة التعريفية لعمار الشابندر قائلاً:السلام! …وما اجمل هذه الكلمة التي زينت بطاقتك التعريفية ياعمار!انها كلمة تبعث على الامل والرقي والسعادة البشرية!وقد تبسمنا جميعا حينها بعبق المحبة والحرية .ولكن وبحزنٍ عميق وقلب يتقطر اسى ودعنا عمار ليلاً قبل ايام قلائل شهيداً وهو يسبح بدمه الطاهر مع نخبة من اهل بلادي الذي تفجروا بشظايا الغدر ووحشية الجبناء، ممن لفظتهم الحياة.نعم انهم شهدائنا من اهل بلادي ضحايا اعداء السلام ممن مازال منهم يعشعش في جسد العراق.انظر.. انهم شهداءالعراق… انهم الوقود الانساني الطاهر الذي تعبث به حثالات ومرتزقة و اشرار هم من سخرية القدر في القرن الحادي والعشرين.دمت شامخاً ياعمار في قبرك وانت في وادي السلام… وستبقي بطاقتك التعرفية شاهد قوي يحمل عبارته الخالدة: عمار الشابندر…ابن العراق رجل المحبة و الحرية والسلام.
(*) المستشار الإقتصادي لرئيس الوزراء العراقي
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية