في مواجهتها لظاهرة الركود الاقتصادي المستمر ،فقد اعلنت جمهورية الصين الشعبية عن قرار مفاجيء تضمن السماح لكل اسرة في زيادة اطفالها قانوناً من طفل واحد الى طفلين.اذ امست ظاهرة كبارالسن ممن تزيد اعمارهم على 65 عاماً من الظواهر المقلقة التي اذا ما استمرت فانها ستقلب موازين القوة الاقتصادية في العالم.فعلى الرغم من تضاعف عدد سكان الكرة الارضية خلال القرن العشرين ،الا ان عدد السكان ممن هم بعمر 65 سنة فاكثر قد تضاعف هو الاخر خلال الاعوام ال25 الاخيرة .حيث يقدر عددهم اليوم بنحو 600 مليون نسمة.ويُعتقد انه في العام 2035 ستزداد نسبة السكان ممن هم بعمر يزيد على 65 سنة الى 13بالمئة من سكان العالم( وبواقع يزيد على مليار نسمة ونيف) مقارنة بنسبتهم الحالية البالغة 8 بالمئة من السكان .وتعود هذه الظاهرة الى التلازم الطبيعي الناجم عن انخفاض معدل الولادات في العالم الامر الذي اثر نسبياً على معدل نمو السكان الجدد او اليافعين في الارض ، جاعلاً نسبة اعتمادية كبار السن ظاهرة متسارعة النمو. والمقصود بتلك الاعتمادية هي تزايد نسبة كبار السن الى القوى البشرية في سن العمل .ففي العام 2010 لاحظت الامم المتحدة ان هناك 16 فرداً ممن هم بعمر 65 فاكثر مقارنة بكل 100 بالغ تقع اعمارهم بين 25 عاماً و 64 عاماً.وتتوقع المنظمة الدولية ان يرتفع عدد كبار السن الى 26 فرد من كل 100 من البالغين المذكورين آنفاً بحلول 2035.ولكن تبقى حصة كبار السن في البلدان المتقدمة هي الاعلى مقارنة بالسكان البالغين.فعدد كبار السن في اليابان سيبلغ 69فرداً من كل 100 نسمة من قوة العمل في العام 2035مقارنة بعددهم البالغ 40 فرد لكل 100نسمة من قوة العمل في العام 2010 وكذلك سترتفع حصة كبار السن في المانيا الى 66 في العام 2035 ازاء كل 100 فرد من قوة العمل مقارنة بعدد الكبار البالغ 44 في العام 2010 .اما في الصين فان نسبة اعتمادية كبار السن سوف تتزايد خلال المدة نفسها مرتفعة من 15بالمئة الى 36بالمئة .ولكن يبقى التساؤل :ماهو الخوف من ارتفاع نسبة المسنين في اجمالي السكان؟الجواب :تقول الحكمة الاقتصادية ان ارتفاع نسبة نمو المسنين في تركيب السكان يعني تباطؤ النمو الاقتصادي ،فضلاً من ان كبار السن سيقومون بسحب ما بحوزتهم من ثروة لادامة عيشهم وهذا يؤدي الى تدهور الادخار الذي سيقود المصارف الى التعجيل برفع معدلات الفائدة وهو امر يقود الى هبوط اسعار الاصول او الموجودات المالية..! .ختاماً يرى الاقتصاد الحديث انه مالم يعدل سن التقاعد فان قلة العاملين ستؤدي لامحالة الى انخفاض الانتاج مالم ترتفع الانتاجية على الدوام لتواجه تلك….الاعمار الغازية…!!!
(*) المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي
د.مظهر محمد صالح: الاعمار الغازية..!
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية
عزيزى الدكتور مضهر محمد صالح
الاعمار الغازية ياله من عنوان مثير للجدل !
عزيزى هل سمعت باسم الدكتور اوبرى غراى احد اساتذة جامعة كامبرح الذى صرح مرارا ان الانسان يمكنه ان يعيش الف عام وهو يستند على حقائق ونظريات علمية — الشيخوخة ليست حتمية حيث لا يوجد برنامج يحدد العمر و موعد الموت — توجد مجموعة من العمليات التى تعانى منها اجسامنا توْدى الى التاْكل والتدهور ويمكن منعها او عكس نتائجها هكذا يدعى اوبرى غراى
لكن الموت حق
كل ابن انثى وان طالت سلامته — يوما على الة الحدباء محول
ان ظاهرة كبار السن لن تقلب موازين القوة الاقتصادية وان ارتفاع نسبة نمو المسنين فى تركيب السكان لا تعنى تباطوء النمو الاقتصادى وليس لدى جميع المسننين ثروة سيقومون بسحبها مما يوْدى الى تدهور الادخار كما تدعى ايها الصديق العزيز لسبب بسيط هو تحول العالم الى اقتصاد المعرفة ولم يعد هناك مكان للعامل غير الماهر كما تهيئت وسائل العمل لذوى الاحتياجات الخاصة وللمسنين
نحن المسنون المتعبون الذين نجهل اقتصاد المعرفة ضيوف عليكم ( ذبينا جرش عندكم ) فتحملونا وانتم تعيشون عصر العلم والمعرفة وهى اهم عوامل القوة اليوم ولم يعد عدد السكان هو القوة الحاسمة فى اوقات السلم والحرب كما كان الحال فى القرون السابقة فقوة الصين اليوم ليست بعدد سكانها بل بقوة ما لدى ابنائها من علوم وعقول طبعا عدد السكان والموقع الجغرافى والاساطيل البحرية والقوة العسكرية ما زالت عوامل قوة لا يستهان بها
مع التقدير
استاذي الدكتور مظهر المحترم
اشكر اطرائكم واهتمامكم بمداخلتي واتشرف بالحوار معكم .. انا لم اعترض على اصل فكره المقال وانما فقط وضحت ان يكون من الغريب الاعلان عن تخفيف سياسه تحديد النسل في توقيت معين وضرف معين وحاولت ان الفت انتباه اساتذتي من الاقتصاديين الى بعض ما يجري على الساحه الاقتصادية العالمية والتي تويد الشكوك ان مثل هذا القرارات لها ابعاد اكبر من كونها انهاء لسياسة مدمرة للمجتمع والاقتصاد معا .. وارجوا المعذره اني خرجت بتعليقي عن اصل الموضوع لا لشي الا لمحاوله القاء الضوء على بعض الاسباب الموضوعية لما يجري الان من احداث اقتصادية مفزعه للكثيرين والتي ربما تكون قد غابت عن بعض الاخوه .. وايضا وضحت حجم الصراعات التي تدور حولنا والتي على الرغم مما يقاسيه شعبنا الصابر هي اشد خطوره وابعد مدى مما نواجهه بمراحل ولسان حال من يتابع الحيرة لدى حكومتنا في مواجه مشاكل نسيها العالم منذ زمن ويقارنها بما تواجه دول حائرة بمصير اكثر من 1.4 مليار من البشر الا ان يقول ما قاله امرء القيس
دع عنك نهبا صيح في حجراته وهات حديثا من حديث الرواحل
استاذي اعانكم الله على تحمل المسوليه في هذا الضرف وعل في بعض الكلمات الي ننثرها هنا بعض المساعده والعون
شكرا استاذ مصطفى على تعقيبكم القيم ….ولكن سياسة الصين السكانية لها حساباتها المستقبلية .انها امة تتطلع الى تعظيم تركيب ثروتها البشرية والبلوغ بها الى مستوى العمري الامثل.
فمعدلات سن الزواج في هذه البلاد على سبيل المثال اخذت تزحف من متوسط 25 عام قبل عقدين من الزمن الى 35 عام حاليا ولاسيما في الحواضر الصناعية،واذا ما اضفنا تطور عدد كبار السن من اجمالي السكان ،فان تقيد النسل اذا ما استمر على حاله فسيحول الصين و خلال العقود الثلاثة او الاربعة القادمة الى امة ستستقبل مهاجرين شباب في سن العمل من شتى بقاع الارض لتعويض النقص الذي سيحصل في قوة العمل.انها المفارقة السكانية للامة الصينية.
دمتم لي
مظهر
مقال جميل للدكتور مظهر ولكن عندي فقط ملاحظه .. اليس من الغريب ان تخفف الصين من سياسه الطفل الواحد والاقتصاد الصيني في حاله التدهور ولم يتم تخفيفها عندما كان الاقتصاد في افضل حالاته !!!
اي طالب في علوم البايلوجي يعرف خطورة سياسه تحديد النسل على التوازن في الفئات العمرية وعلى استمرار النوع والحقيقه ان هذه السياسه لم تطبق فعلا في الصين الا في المناطق الحضرية اما المناطق الريفية فكان هنالك دائما اطفال غير مسجلين وان جميع المراقبين متفقين على ان عدد سكان الصين هو فعليا اكبر من الرقم المعلن ( 1400 مليون نسمه ) بكثير
لم ينتبه اغلب الاقتصاديين عندنا في الدول العربيه الى الحرب الاقتصادية البارده بين الولايات المتحده والصين .. والتي وصلت الى اكثر من كونها اقتصاديه فيما يتعلق ببحر الصين ومضيق ملقه الشريان الابهري للاتقصاد الصيني .. ولم اجد من المحللين من انتبه او حتى ذكر اتفاقية عبر المحيط الهادي (Trans-Pacific Partnership) التي جمعت الدول على جانبي المحيط ( ومعظم دول جنوب شرق اسيا ) باتفاقه اقتصادية تشمل الولايات المتحده والتي تم التوصل اليها في العام الماضي ويتوقع ان يتم توقيعها في هذا العام وجنون القياده الصينية من بنود الاتفاقية والغضب المكتوم عند بعض الدول الاوربية وبالخصوص بريطانيا .. ولم اجد من انتبه الى ان الصين في سنه 2011 مثلا استهلكت تقريبا نصف السلع الصناعية في العالم من معادن وغيرها وان التراجع في الاقتصاد الصيني سبب التراجع في اسعار تلك السلع الى النصف او اقل من النصف .. ولم اجد من الاقتصاديين عندنا او حتى في العالم من اعطى تفسيرا مقبولا لهذا التراجع في الاقتصاد عدا كونه فقاعه وتقلصت ..
اعلان الصين عن تخفيف سياسه الطفل الواحد الوهميه على الاكثر ما هو الا ورقه ضغط لدوله لا تستطيع الاستمرار في النمو ولا تستطع التوقف فان استمرت اصدمت بالجبال وان توقفت جاعت وذابت .. ونكافح نحن في العراق ذو 35 مليون نسمه كيف نوفر الطاقه الكهربائية بصوره مستمره في القرن الواحد والعشرين وكم كتب وقيل ونوقش منذ 13 سنة لحل هذه ( المعضله ) وتكافح دول اخرى لزياده عدد الارغفه على مائده اكثر من مليار نسمه ان جاع عشر معشارهم ادى ذالك الى كارثه انسانية ..