كثيراً ما تثار أزمة المياه في العراق، قديما وحديثا، كلما تفاقم النقص في توفير المياه لأغراض الشرب والزراعة والصناعة، وبالتأكيد أن موضوع مشكلة المياه للعراق ليس بالجديد بل يمثل أحد أخطر المشاكل التي تواجه بلاد الرافدين، والمرتبطة بالعلاقات مع الدول التي تمثل المنابع الرئيسة لنهري دجلة والفرات وروافدهما. وتؤكد مجريات تلك العلاقات بأن العراق سيواجه حتما أزمة مائية كبيرة نتيجة اكتمال بناء المشاريع والسدود التي أنجزتها فعلا كل من تركيا وإيران، ويبدو أن هذا الاتجاه الخطير في مجال السياسات المائية يمثل استعدادا لمرحلة مقبلة من صراعات إقليمية محورها التحكم بالمياه ومقايضتها بمواقف سياسية واقتصادية. ودون شك فإن أبرز الخاسرين من هذه السياسات هو العراق، والمؤسف أن الحكومات العراقية لم تستعد لمثل هذه الازمة من خلال التخطيط المائي الجيد والذي ترافق مع قلة التخصيصات المالية في الموازنات الاتحادية لأقامه السدود والنواظم المائية.
وإذا كان النفط الخام يمثل في بعض جوانبه شأناً خارجياً لا يهم العراق لوحده على اعتبار ان النفط يمثل عصب الصناعة والمصدر الرئيس للطاقة العالمية، لكن قضية المياه هي شأن ذلك المواطن العراقي البسيط الذي لا يرغب ان يرى نفسه محروما من نعمة الله (سبحانه) من المياه النقية للشرب او لزراعة أرضه لتوفير الغذاء لإدامة حياته ووجوده.
تحاول هذه الورقة الوقوف على مشكلة (إنسان وحضارة) أدت التحديات الطبيعية، وفي مقدمتها المياه، دورها في اقامة تلك الحضارة العريقة. فهو يواجه اليوم تحديات من نوع جديد في قضية توصف احياناً (بالقنبلة الموقوتة) المتمثلة بالمشاريع الإروائية التركية على نهري دجلة والفرات وعلى الأنهار المشتركة بين العراق وإيران وما ستتركها من آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية وحتى سياسية الأمر الذي ينبغي التصرف إزائها بحكمة للتخفيف من تلك الآثار وشرح قضية نقص الإمدادات المائية الى العراق للرأي المحلي والدولي للوقوف على التصرفات التركية والايرانية الانفرادية. وبناء على ما ذكر تم تقسيم الورقة على الآتي:
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي
Abdul Kareem Shinjar Al-Issawi-Water resource management in Iraq-final 1
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية