يتصف العمل في قطاع التأمين عموماً وشركة التأمين الوطنية خصوصاً بنكهة خاصة عن العمل في دوائر الدولة الأخرى لما فيه من أنواع تأمين مختلفة وأنماط عمل متنوعة من اكتتاب إلى تعويضات وإعادة تأمين وعلاقات عامة وغيرها. والنشاط التأميني في تطور دائم يتخذ صفة إدخال تغطيات جديدة والتعامل مع قضايا تأمينية ذات طابع إشكالي. وهو بذلك يخلق تحدياً لنا نحن العاملين في هذا المجال.
نظام التعيين في الشركة
اتبعت الشركة قبل نظام التعيين المركزي أسلوباً معيناً لاختيار الموظفين عن طريق الإعلان عن الوظائف ومن ثم إجراء اختبار لهم في تخصصهم الجامعي، وبعد اجتياز الاختبار تتم مقابلة للمرشح من قبل لجنة من إدارات الشركة. لقد كان تعييني في 31/12/1977 بالشركة صدفه ولم يخطر لي العمل في التأمين حيث بالرغم من كوني خريجة الإدارة والاقتصاد لكننا لم ندرس شيئاً عن التأمين نحن خريجي قسم الإحصاء وهذا اعتبره تقصيراً من الشركة والدولة أيضاً لما للتأمين من أهمية في الاقتصاد الوطني.
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل الطباعة. انقر على الرابط التالي
سحر الحمداني-كنت يوماً أعمل في شركة التأمين الوطنية- نهائي
سحر الحمداني: كنت يوماً أعمل في شركة التأمين الوطنية
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية
عزيزي محمد
أشكرك على تنبيهي على الخطأ. حقاً إن شركة التأمين الأهلية تأسست سنة 2001 ، فقد أجاز قانون الشركات رقم 21 لسنة 1997 تأسيس شركات خاصة. وقد كنتَ أول مدير مفوض للشركة.
مع خالص التقدير.
ذكريات العمل في شركة التأمين الوطنية
كتب لي الزميل والصديق محمد الكبيسي، بعد أن أرسلت له رابط ورقة السيدة سحر الحمداني، الآتي:
“اشكرك على ارسال ورقة الذكريات للسيدة سحر عن الفترة التي قضتها في التأمين الوطنية والتي بالرغم من انني وجدتها تركز على العلاقات الانسانية بين الزملاء الا انها كانت ممتعة ومفيدة وكلي ثقة انها تستطيع التوسع قليلا لتستكمل معلوماتنا عن طبيعة العمل كالصلاحيات والاختصاصات التي كانت تسهم، بما حظت به من اهتمام الإدارات، في تحقيق مرونة في العمل واكتساب الموظفين للخبرات. على اية حال، يصعب احيانا، بدون ارشيف، الاعتماد فقط على الذاكرة خصوصا وان ذاكرة كل من عمل بالقطاع التأميني خاصة وبالحكومة عامة تنوء بأحمال فوق طاقتها في ظل ما مررنا به من ظروف وتقلبات فوق الطاقة.
اود ان أحيي العزيزة سحر واتمنى لها ولك تقاعدا سعيدا واقول للجميع كل عام وأنتم بألف خير.
محمد الكبيسي”
لقد كان محمد الكبيسي دقيقاً في تقييمه لذكريات زميلتنا سحر الحمداني، التي لم ألتقِ بها شخصياً، بالقول بأنها ركزت على العلاقات الإنسانية، فهي في مخاطباتنا بالإيميل تركز عليها، وتذكر زميلاتها وزملائها بود واعتزاز وعرفان. وأحياناً أحسّ وكأن فراقهم عنها استلابٌ لشيء عزيز منها. وفي تقديري أنها نجحت في رسم صورة إيجابية لبيئة العمل في شركة التأمين الوطنية رغم أن هذا الموضوع ربما يحتمل النقاش لو توفرت معلومات مختلفة من مصادر أخرى. فشكراً لها على ما كتبت.
بودي أن أبرز بعض المحطات في ورقة زميلتنا، ومنها سياسة الاستخدام في شركة التأمين الوطنية، قبل قيام نظام التعيين المركزي: الإعلان عن الوظائف الشاغرة، إجراء اختبار في التخصص الجامعي، مقابلة المرشح من قبل لجنة من إدارات الشركة. وقد مررت بتجربة مماثلة سنة 1968 أتيتُ على ذكرها في بعض كتاباتي.(1)
أفردت الحمداني فقرات لذكر المدراء العامون للشركة، مع حفظ الألقاب: عبد الباقي رضا، بديع أحمد السيفي، موفق حسن رضا، فؤاد عبد الله عزيز، محمد حسن جعفر. قدمت تقييمات سريعة لشخصياتهم وبعض نشاطاتهم ومواقفهم من قضايا إدارية والعلاقات مع الموظفات والموظفين وغيرها.
وقدمت صوراً من التعاون والتآلف بين العاملين في الشركة، وهذه ميزة إيجابية. وأفردت فقرة عن مكانة المرأة في الشركة، ولكن يبدو أنها لم تتطلع على مقالة إيمان شياع(2) لتتعمق في الكتابة عن دور ومكانة المرأة في شركة التأمين الوطنية.
تشير الحمداني إلى ما يشبه سياسة للتعليم والتدريب المهني المستمر من خلال المحاضرات والدورات التدريبية داخل وخارج العراق. وتعرض بعض التفاصيل عن اختيارها للتدريب في زيورخ.
ومن باب استكمال ذكرياتها، تقدم بعض المعلومات عن عملها في الشركة الأهلية للتأمين، وهي شركة تأمين خاصة تأسست في بغداد بعد 2003. وكذلك عملها في كندا، حيث استقرت مع أسرتها، كمستشارة للأفراد الراغبين في الاستثمار بعد أن درست موضوع الاستثمار في الصناديق التبادلية.
إن ما كتبته سحر الحمداني ليس تاريخاً لشركة التأمين الوطنية التي عملتْ فيها ولها، وأحبّت من عملوا فيها أيضاً. إن ذكرياتها التي تتحمل المزيد من التفاصيل، تُشكّل مادة أولية مفيدة لمن يريد البحث في تاريخ الشركة. أعرف بأن زميلنا فؤاد عبد الله عزيز يعكف الآن على كتابة ذكرياته عن العقود الثلاثة التي قضاها في العمل في شركة التأمين الوطنية قبل انتقاله إلى إدارة شركة إعادة التأمين العراقية وبعدها تسنمه لرئاسة ديوان التأمين وكالة. ربما سيكون ما يكتبه تاريخاً أوسع للشركة. أتمنى على آخرين من المعمرين ممن عملوا في شركات التأمين العراقية ووكالات الإنتاج كتابة ذكرياتهم كي تتكون صورة موسعة عن الشركة تضم تفاصيل ربما فاتت على الغير.(3) أتمنى أيضاً أن يقوم أحد الباحثين الأكاديميين بالبحث في تاريخ أعرق شركة تأمين عراقية.
مصباح كمال
31 أيار 2018
(1) عبد الباقي رضا، فاروق يونس ومصباح كمال: “شذرات من التاريخ المروي والذكريات الشخصية حول التأمين في العراق،” نشرت هذه المقالة أصلاً في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:
http://iraqieconomists.net/ar/2015/08/17/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d8%b1%d8%b6%d8%a7%d8%8c-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%82-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d9%88%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84/
(2) إيمان عبد الله شياع، “النصف الآخر: دراسة أولية لدور المرأة في شركة التأمين الوطنية،” شبكة الاقتصاديين العراقيين:
http://iraqieconomists.net/ar/2016/02/03/%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%ae%d8%b1-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9/
(3) من المساهمات القيّمة لجوانب من تاريخ شركة التأمين الوطنية ما كتبه الأستاذ بهاء بهيج شكري في كتابه بحوث في التأمين (عمّان: دار الثقافة للنشر والتوزيع، 2012)، في فصل تمهيدي بعنوان “تجربتي مع التأمين،” ص 15-82.
وكذلك ما خطه الأستاذ عبد الباقي رضا من رسائل جمعت بعضها في كتاب غير منشور تحت عنوان مؤقت رسائل في السيرة الذاتية والتأمين (2013).
عزيزي مصباح ، بودي فقط ان أشير الى ان الشركة الأهلية للتأمين تأسست قبل ٢٠٠٣ وباشرت النشاط في ٢٠٠١.
مع أطيب تمنياتي.
أشكر السيدة سحر الحمداني على كتابة ذكرياتها. لقد قدمت لنا عرضاً جيداً وسردت معلومات عن مسيرة أنشطة التأمين الحكومي في العراق خلال فترات زمنية مختلفة التي عملت فيها وخاصة في شركة التأمين الوطنية. ويضم المقال تقييمها وانطباعاتها الشخصية بشكل جيد وإيجابي لعملها في هذا القطاع وما تلقت من معاملة جيدة من الإدارات المختلفة ومن زميلاتها وزملاءها. يخرج القارئ بعد الانتهاء من القراءة بانطباع إيجابي حول أجواء العمل في هذه الشركة العريقة في قطاع التأمين العراقي. ولكنها اكتفت بالسرد ولم تتعمق في التحليل ربما لأن طبيعة ما كتبته لا يحتمل إثقال الموضوع بأفكار اقتصادية وتنظيمية وقانونية.
ويعتبر المقال، أيضاً، اضافة جديدة لمقالات اخرى سبق وان نشرت في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين عن جوانب مختلفة من النشاط التأميني في العراق والشخصيات التي ساهمت فيه عبر مراحل مختلفة من ظهورها في التاريخ العراقي المعاصر.
وأود هنا أ أشير إلى مساهمات الزميل مصباح كمال فقد كان دوماً من السباقين بالكتابة عن النشاط التأميني في العراق، والتعليق على ما يكتبه الغير وإغناء ما يُكتب في هذا المجال من قبل المختصين والمهتمين بقطاع التامين في العراق، وتوسيع الحوارات والنقاشات بهدف إظهار وتأكيد الدور الحقيقي الذي يجب ان يلعبه النشاط التأميني في الاقتصاد العراقي وعملية التنمية الحقيقية.
أود أيضاً أن أشكر شبكة الاقتصاديين العراقيين لانفتاحها واعتبار التأمين حقلاً مهماً في الاقتصاد العراقي.
أتمنى أن نقرأ المزيد من الكتابات التأمينية الرصينة عن التاريخ الاقتصادي للنشاط التأميني في العراق.
مع التقدير.