الزمان هو صيف أواخر اربعينيات القرن الماضي عندما سارت شاحنة متوسطة الحجم غريبة الشكل في تكنولوجيتها لم يعتاد عليها سكان بغداد وقت ذاك وتوقفت رويدداً بمحاذاة ساحة الامين الشهيرة في جانب الرصافة ببغداد ليترجل منها شاب اجنبي امريكي الجنسية طويل القامة الهبت شمس العراق جسده الابيض ليتوهج احمراراً وهو يرتدي سروال عمل قصير، وابتدأ يُعلن من خلال مرافقه وباللهجة البغدادية: ان الشاحنة ممتلئة بمشروب غازي جديد قد دخل إنتاجه البلاد للمرة الاولى وجرى تصنيعة في العراق وسيوزع اليوم عليكم مجاناً. هنا هرع الجميع من مختلف الرجال والصبية والنسوة في اكتضاض غير منظم خلف الشاحنة ما اثار دهشة ممثل الشركة الاجنبي وطلب من الحشود الأنتظام بطابور كي ياخذ كل ذي حق حقه.بيد ان العم ابراهيم وهو اكبرهم سناً قد اصيب بالفضول وهو يملاء عينيه بوجه ذلك الشاب الذي الهبته حرارة سماء بغداد حماساً ،في حين ان العم ابراهيم نفسه قد اغرقت انفاسه موجة العطش حتى يتمكن من تناول ذلك المشروب الجديد الذي سيوزع مجاناً. ظل العم ابراهيم يحدق عينيه في تلك القنينة الزجاجية الباردة كانها بحيرة من المرايا
لمواصلة القاءة يرجى تحميل ملف بي دي أف سهل القراءة والطباعة
د.مظهر محمد صالح – لمحات من تاريخ بغداد الاقتصادي اختبار سلوك المستهلكين
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية