إن تفكيك شفرة التخلف في فهم الدولة وظهور قوى ما قبل الدولة-الأمة (بأشد حالاتها تمزيقاً للكيان السياسي المؤسساتي الذي ماهيته هي التعبير عن روح المواطنة في القرن الحادي والعشرين) يرتبط بقيام ظاهرة سياسية دولية انتزعت العولمة فيها قيمة الدولة-الأمة، من خلال اختراق أواصر استدامة الدولة-الأمة في بلدان مهمة من العالم الثالث مازالت تمتلك ثراء الموارد الخام، لتجعل من ذلك الثراء الفتيل الذي يشتعل صوب تفكك النظم السياسية وتبدلها من الدولة-الأمة إلى الدولة-الطائفة أو الدولة-العرق في البلد الواحد، لتلتحق الأجزاء المفككة بمظاهر العولمة الاقتصادية والسياسية، كلاً على حده، بعيدًا عن الدولة-الأمة طالما تمتلك مقومًا اقتصاديًا مجتزأً من ثروة الأمة.
فالشرق الأوسط اليوم هو النموذج السيئ لبلوغ هذه الظاهرة إذ اصبحت حقول النفط، على سبيل المثال، الكثافة الاقتصادية المولّدة للتفكك السياسي وولادة نظم جديدة أقرب إلى أشباه دولة منسلخة من الدولة-الأمة والتي هي نتاج مراحل الاستقلال السابق الذي عاشه القرن العشرين. وتكون أحيانًا بصورة نماذج من قوى مسلحة أو كتل سياسية متنفذة من الباطن السياسي تمتلك امتيازات تجارية وعسكرية وسلطات، وتعمل بشكل مصغّر لشبه الدولة أو ما نسميه بالدولة الموازية. وهي من مشتقات الدولة العميقة المرتبطة ببقايا الدولة-الأمة في كيان مقايضة تعايشي طفيلي خطير.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل ملف بي دي أف
مظهر محمد صالح- تفكك ثروة الامة وتفكك الدولة -الامة-محررة 2
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية