١– مدخل
في بلادي التي تتنفس ريعها النفطي وترتوي به وتعتاش في تصرفاتها وسلوكياتها على عوائد غدت سهلة التحصيل لعقود مضت، قد امست بعد تلك العقود من امداداتها الريعية السهلة بان أخضعت الاستفادة من المنافع والخدمات العامة الى سلوك نفعي يغلب المصلحة الخاصة وهو أقرب الى ما يسمى اليوم: بتراجيديا او مأساة الشيوع او العموم Tragedy of the commons. وهو تشخيص للمناخ السلوكي في تعظيم المصلحة الفردية من استخدام المورد الشائع على حساب المصلحة العامة، وهو ما تصدت اليه “ادارة اقتصاديات الموارد الطبيعية” في مسار تحليلي اطلقه الكاتب Garrett Hardin عام ١٩٦٨ في مقالة له نشرت في مجلة Nature العلمية، ليصف المشكلات التي تتطلب تغييراً في مبادئ وسلوكيات الأفراد وقيمهم في نطاق تناوله لحالة استنزاف (مورد مشترك او شائع) من قبل الأفراد الذين يتشاركون به بصورة مستقلة وعقلانية وفقاً (للمصلحة الذاتية) لكل منهم على الرغم من إدراكهم أن استنزاف المورد المشترك يتعارض مع (المصلحة المشتركة) للمجموعة على المدى الطويل. ومن امثلة ذلك ظواهر الصيد الجائر وتهالك الصيادين على أكبر صيد ممكن في بحيرة الصيد الى حين استنزاف المورد السمكي كله. فالأنانيات الذاتية وطغيانها على المصلحة الجماعية المشتركة قد أفقد الجميع الحصول على المنفعة والاشباع الكافي من السمك الذي غلب الصيد الجائر استدامة نموه وتكاثره.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي لتحميل ملف بي دي أف
الدكتور مظهر _اوستروم_ – نسخة الورد المنقحة-1
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية