الرئيسيةخواطر إقتصادية
15/09/2021
روى لي الراحل الدكتور كاظم حبيب (عندما عملت معه والاساتذة الاخرين موظفا مساعدا ( معيد) في قسم الاقتصاد في الجامعة المستنصرية للمدة ١٩٧٢-١٩٧٥ ) وكان يحدثني بنفسه عن اخطاء المسار السياسي في البلاد وانفلات الشارع وسوء انضباطه بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ .وروى الراحل الحبيب انه في يوم من ايام العراق السياسي من العام ١٩٥٩ وكانت ايام ساخنة عجت بالتظاهرات المؤيدة للجمهورية الاولى وللزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وللحزب الشيوعي العراقي ضمناً ، يومها كان الراحل الدكتور كاظم حبيب في زيارة الى مدينته في الكربلاء واذ بجموع من المتظاهرين المنفلتين بلا تنظيم يرددون شعارات الحزب الشيوعي وبيدهم الحبال وهي جاهزة للانقضاض على اي صيد يقع بايديهمً ويلوحون بها قتلاً على اي من تراه اعينهم هدفا من المارة ؟؟ ما ثار استغراب الراحل كاظم حبيب يومها ، ألا وهو الرجل المسالم المناضل الماركسي وحمامة سلام العراق حقا ! فوقف الراحل بين الجموع ناصحا هاديا وهو يقول لهم :ليست الامور تدار في الدفاع عن الثورة سياسيا هكذا ….ارجوكم عودوا الى رشدكم وانصرفوا الى اعمالكم ….فثورتنا ثورة بناء وليس ثورة دماء ،فدعوا القانون يأخذ مجراه ؟ واذ باحد الدهماء وكان يعمل حينها بصفة (عتال او حمال ) في اسواق المدينة يلقم الرجل فجأة بحجر كرد فعل على النصيحة ما جعل الدماء تسيل من راس الراحل كاظم حبيب . وبهدا الاسى والالم واصل الراحل حديثه معي وبموضوعيته المعهودة وهو حزين في حديثه حول ضياع ثورة تموز ١٩٥٨ بسوء الانضباط وكثرة الدخلاء مشخصا في الوقت نفسه الاخطاء التي لازمت مسار الثورة . واختتم حديثه انه كان شديد القلق على نهايات مشروع ثورة ١٤ تموز التي بدء افولها يلوح في الافق وان الثورة ستجهض لامحالة بيد اعداء الثورة المضادة ؟ولاسيما بعد ان تشتت الثوار من مثقفي الحزب وأفل تاثيرهم السياسي الايجابي ليحل محلهم الكثير من المجاهيل والمشبوهين من لا مصلحة لهم بحماية حزب الكادحين وثورة ١٤تموز …..
وهكذا سحق الحزب الشيوعي العراقي ليذبح هو ومناضليه الابرياء في مجزرة بشعة نفذتها الدائرة الامبريالية الشرق اوسطية في ٨ شباط ١٩٦٣ في ظل انعزال ثورة تموز ١٩٥٨ عن جماهيرها الحقيقيين اصحاب المصلحة في بناء تلك الثورة .
//بغداد ١٥ ايلول ٢٠٢١
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية