أولاً: مقدمــة
يقود استمرار نمط ومكونات الطاقة المستعملة حالياً والسياسات المتبعة في العالم في استهلاكها وإنتاجها، بالرغم من تحولها باتجاه “الطاقات النظيفة” بدرجة مُناسبة خلال العقدين المنصرمين، إلى مسار ينطوي على استمرار انبعاثات غاز البيت الزجاجيGreenhouse Gas (GHG) بمستوى يهدد بارتفاع متوسط الحرارة العالمية، بما يقترب من حوالي 3.0 درجة مئوية بحلول عام 2100 مقارنة بما قبل-التصنيع. وينطوي ذلك على كوارث بيئية ومناخية تتمثل بالتصحر والحرائق والفيضانات وموجات الحرارة العالية، الخ، مما يؤدي بدوره إلى كوارث بيئية وصحية واجتماعية وجيوسياسية. لذلك، بعد سلسلة من المحاولات، تم في اتفاقية باريس COP21، 2015 تبني هدف تقليل الانبعاثات إلى مستوى يقود إلى حصر ارتفاع متوسط الحرارة العالمية بحلول عام 2100 بسقف يتراوح بين 1.5 و2.0 درجة مئوية مقارنة بما قبل-التصنيع. مع العلم أن الارتفاع بلغ حوالي 1.1 درجة مئوية بحلول عام 2020/21. وهذا يعني أنه لم يتبقى مدى كبير للوصول إلى السقف المستهدف. ولا شك أن تقليل استهلاك الوقود الأحفوري بشكله الحالي سيساهم بدرجة كبيرة في تحقيق هذا الهدف. غير ان معادلة تقليل الانبعاثات، في مجال الطاقة، فقط بتقليل استهلاك الوقود الأحفوري سيواجه عقبات جدية. أولها أن استهلاك الوقود الأحفوري تغلغل وتركز خلال القرن المنصرم وتشعب في استعمالات وبنى أساسية من الصعوبة إحلال الطاقات المتجددة محلها، فوق حد أقصى، خلال الثلاثة عقود القادمة. وثانيها أن الدول المختلفة، لاسيما الصاعدة/النامية، بالرغم من محاولتها الالتزام باتفاقيات المناخ في باريس 2015 وفي كَلاسكَو 2021 غير أنها في مواردها واستخداماتها وبناها الأساسية والمصالح المرتبطة بالوقود الأحفوري فيها وعلاقاتها الجيوسياسية لا زالت تعتمد وربما بعضها يفضل الاستمرار في إنتاج و/أو استهلاك الوقود الأحفوري، بالطريقة السائدة، بمستوى لا يتناسب مع الوصول إلى صفر-انبعاثات في عام 2050. وثالثها، أن من الممكن تخليص الوقود الأحفوري من نسبة ملموسة من الانبعاثات ليقترب الوقود المُخلص من “الطاقات “النظيفة”. ورابعها الضرر الكبير الذي تواجهه الدول التي تعتمد على عوائد إنتاج/تصدير الوقود الاحفوري ومنها الدول المصدرة للنفط، إلى آخره.
وبالرغم من تشعب القضايا والتحليلات التي تثار وأثيرت، خلال العقد المنصرم، في مؤتمرات المناخ COP وكذلك في المناظيرoutlooks المستقبلية التي تعدها جهات دولية عديدة، والتي يتم تناول أربعة منها في هذه الورقة (ومن ضمنها منظور وكالة الطاقة الدولية)، وفي مراكز البحوث ووسائل الأعلام، الخ، تتناول الورقة، من بين قضايا محددة أخرى، القضية أو التساؤل التالي: هل من الضروري استدناء انتاج واستهلاك النفط والغاز بالشكل الذي يركز عليه منظور الوكالة لتحقيق التحول إلى طاقة نظيفة وتوازن حراري عالمي، أم أن من الممكن استمرار انتاجهما واستهلاكهما بأعلى مما يستهدفه منظور الوكالة، بمقدار ملموس، وفي ذات الوقت تحقيق التحول والتوازن المنشودين؟
لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف ب د ف سهل القراءة والطباعة على الرابط التالي:
(*) باحث وكاتب اقتصادي.
حقوق النشر محفوظة لشبكة الاقتصاديين العراقيين. يسمح بإعادة النشر بشرط الإشارة إلى المصدر. 29 تشرين ثاني 2021
لتحميل الورقة البحثية كملف وورد انقر على الرابط التالي
Merza_Energy-Transition-&-Oil-Exporting-Countries
[…] […]
تحية واجلال للزميل دكتور على مرزا على عطائه الفكري المتواصل منذ تأسيس الشبكة . هذا البحث القيم يعد اضافة مهمة للمكتبة الاقتصادية العراقية ونموذج متطور للبحث العلمي الهادف اتمنى ان يحتدى به من جميع الباحثين الاقتصاديين وخصوصا الشباب منهم.
د, بارق شبر