أسواق النفط والطاقة الدوليةالرئيسية

د. علي مرزا*: نقاش لاستفسارات حول الخزين النفطي العالمي والتغير في أسعار النفط

تلقيت من الخبير الاقتصادي السيد فاروق يونس، مؤخراً، استفسارات حول الخزين النفطي العالمي والتغير في أسعار النفط. وسأستجيب لهذه الاستفسارات في ما يلي:

الاستفسار الأول: هل سيؤدي [قرار الرئيس الأمريكي أطلاق كمية من الخزين الاستراتيجي للنفط] إلى تخفيض سعر البنزين على المدي القصير؟

استجابة لاستفسار 1:

في اعلان البيت الأبيض، عن أطلاقrelease  الخزين، في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، ورد بأن ما “ستطلقه” وزارة الطاقة الأمريكية من خزين النفط الاستراتيجي Strategic Petroleum Reserve كمية تبلغ 50 مليون برميل على مدى “الأشهر القادمة”. ومن الجدير بالذكر أن متوسط العرض اليومي daily supply للنفط  في الولايات المتحدة بلغ حوالي 20.2 مليون برميل/يوم، م-ب-ي، خلال الربع الثالث من 2021. لذلك  فأن هذه الكمية، التي تعادل حوالي 2.5 يوم/عرض فقط والتي ستُطلق على مدى “الأشهر القادمة”، لن يكون لها تأثير ملموس، في تفاعل أساسيات العرض والطلب fundamentals، على أسعار النفط. ولكن بالإضافة للأساسيات فإن اسعار النفط (والمنتجات)، المترابطة عالمياً عموماً، تتأثر بعوامل المضاربة والتوقعات، داخلياً وخارجياً، وقد يمتد الأمر في السوق العالمية إلى تأثير العلاقات الدولية والجيوسياسية، الخ. لذلك يمكن اعتبار اطلاق كمية من الخزين الاستراتيجي إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية ترغب في تخفيض أسعار المنتجات النفطية، لا سيما البنزين، داخلياً، من ناحية، وإشارة لدول أوبك+ في رغبة الولايات المتحدة في أن تقوم هذه الدول بزيادة الإنتاج، من ناحية أخرى. وربما تكون هذه الإشارات ساهمت بانخفاض أسعار النفط، خلال الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر والأسبوع الأول من كانون الأول/ديسمبر، بما فيه انخفاض أسعار المنتجات ومنها البنزين. غير أن السبب الأساس للانخفاض هذا، في اعتقادي، يتعلق بالطلب والعرض المتوقعين. فمن ناحية الطلب المتوقع، بالرغم من تَسَبُب الانفتاح في العالم عموماً (بعد الاغلاق الذي سببه وباء كورونا) في زيادة الطلب على النفط بنسبة كبيرة في 2021 مقارنة بعام 2020، فأن القلق أثير مؤخراً من إمكانية عودة الأغلاق بعد ظهور السلالة الجديدة Omicron variant من فايروس كورونا، ومن ثم الخشية من آثارها في انخفاض الطلب على النفط مجدداً. ومن ناحية العرض، كان يُتوقع بعد إشارة الولايات المتحدة في اطلاق بعض من الخزين الاستراتيجي، أن تستمر دول أوبك+ بالزيادات المجدولة شهرياً (0.4 م-ب-ي) بين تموز/يوليو 2021 ونهاية السنة، التي اُقرت في اجتماع أوبك+ في 18 تموز/يوليو 2021، أو زيادة أكبر.

وفعلاً، وافقت دول أوبك+، في 2 كانون الأول/ديسمبر 2021، على استمرار الزيادة المذكورة (0.4 م-ب-ي) لتُطبق في شهر كانون الثاني/يناير 2022 أيضاً.

لقد قادت محصلة هذه العوامل إلى انخفاض سعر خام وسيط غرب تكساس WTI بنسبة -15% بين متوسط السعر خلال 1/11-23/11 ومتوسطه خلال 24/11-3/12، 2021، أي من حوالي 81 دولار/برميل إلى حوالي 69 دولار. وانخفض سعر خام برنت بنسبة -10%، من حوالي 82 دولار/برميل إلى حوالي 74 دولار خلال نفس الفترة. مع ملاحظة أن أسعار هذين الخامين اخذت بالارتفاع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة (6-8  كانون الأول/ديسمبر).

من ناحية أخرى، من المناسب ملاحظة ما يلي:

(أ) إن هدف الخزين الاستراتيجي الأساس هو ليس التأثير في الأسعار وإنما معالجة الأزمات التي يمكن أن تنجم عن النقص في عرض النفط نتيجة لعدة عوامل، من بينها انقطاع في استيراد النفط أو حدوث ظروف داخلية كالأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى والإضرابات عن العمل ومشاكل الإنتاج والنقل، الخ، التي تؤدي لانخفاض الطاقة الإنتاجية والإنتاج.

(ب) إن كلفة الخزن التجاري (تمييزاً له عن الاستراتيجي) لها أهمية كبيرة في عمليات المتاجرة والمضاربة في سوق كسوق نيويورك NYMEX للتداول الفوري spot وعقود المستقبلاتfutures . على سبيل المثال، ما حدث في 20 نيسان/أبريل من عام 2020، عندما كانت الخزانات “ممتلئة” بالنفط. فلقد ارتفعت كلفة الخزن بحيث، مع انخفاض الطلب، من ناحية، وقواعد المتاجرة في سوق نيويورك NYMEX، من ناحية أخرى، أنحدر سعر خام وسيط غرب تكساس WTI إلى قيمة سالبة. بعبارة أخرى، كان البائعون مستعدين لمنح برميل النفط مجاناً زائداً علاوة للمشتري لأن احتفاظ البائع بالبرميل يتطلب دفع كلفة خزن عالية تتخطى العلاوة، في ضوء توقع استمرار انخفاض الطلب. بالطبع لم يكن لهذا اثر موازي أو مماثل على النفوط الأخرى في العالم كما أن سعر وسيط غرب تكساس عاد للارتفاع إلى قيمة موجبة في اليوم التالي. غير أن النقطة الأساس هنا هي أن مستوى الخزين والتغير فيه وكلفة الخزن لها تبعات مهمة، قصيرة المدى، في ضوء علاقة العرض والطلب وتوقعاتهما، على الأسعار.

(ج) إن مستوى الخزين التجاري والتغير فيه، والتوقعات بشأنهما، تعتبر جميعاً من المؤشرات الرئيسية التي يُهتدى بها حول توجه الأسعار. على سبيل المثال، كلما ارتفع مستوى الخزين بأكثر من المتوقع كلما أشَّر ذلك لطلب أضعف ومن ثم توجهاً انحداري للأسعار. وعلى نفس الغرار، كلما انخفض الخزين بأكثر من المتوقع كلما أشًّر ذلك لطلب أقوى ومن ثم توجهاً لارتفاع الأسعار.

الاستفسار الثاني: ما هو رد فعل اوبك+ تجاه [جراء اطلاق بعض من الخزين الاستراتيجي في الولايات المتحدة]؟

استجابة لاستفسار 2:

 

لمواصلة القراءة يرجى تحميل ملف ب د ف سهل القراءة والطباعة على الرابط التالي:

(*) باحث وكاتب اقتصادي.

حقوق النشر محفوظة لشبكة الاقتصاديين العراقيين. يسمح بإعادة النشر بشرط الإشارة إلى المصدر.

Merza_Oil_Stocks_&_Prices

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: