. تمهيد
أثار استاذ الاقتصاد في جامعة جورج ميسون الامريكية Tyler Cowen قبل ايام تساؤلاً مهماً تناولته مؤسسة Bloomberg وكان مفاده: هل يتصدع النموذج الصيني للتنمية؟
Is the Chinese model of economic development cracking?
فبعد ان عرض تايلر كوين الموديل الاقتصادي الذي سارت عليه الصين وحققت اعلى واسرع مستويات النمو لها في العالم ذلك في مطلع القرن الحادي والعشرين وهو المعدل الذي لامس متوسط لم يقل عن 10% في الناتج المحلي الاجمالي، انصرف الكاتب الى تحليل طبيعة نموذجين اعتمدتهما الصين في تعظيم نموها الاقتصادي. ويقوم الموديل الاول: على ما يسمى بإجماع واشنطنWashington consensus الذي يؤمن بحرية التملك لوسائل الانتاج وتحرير الاسواق ودور القطاع الخاص واحلال المنافسة الحرة، وتمثل بالأقاليم والمقاطعات الجنوبية البحرية للصين التي اندمج فيها راس المال الصيني براس المال العالمي واصبحت تلك المقاطعات قوة انتاج واستثمار عالية النمو والتحرر الاقتصادي. في حين انصرف الموديل الثاني في تعظيم النمو الاقتصادي على ظاهرة ما يسمى بإجماع بكين Beijing consensus حيث يقوم على مبدأ ملكية الدولة لوسائل الانتاج ضمن اقتصاد موجه، حيث وظَّفت الصين في هذا الموديل وبكفاءة عالية (قوة الدولة) لبناء البنية التحتية وادارة مدنها وتعزيز النمو الاقتصادي.
عمل النموذجان بشكل ثنائي متوازن في تعظيم مستويات النمو في البلاد. الا ان الكفة اخذت تميل الى الموديل الثاني لاسيما مع توسع الصين في تنفيذ استثماراتها عبر البحار ولاسيما في افريقيا واميركا اللاتينية ذلك باستخدام قوة الدولة الصينية لنشر اجماع بكين من خلال الشركات الحكومية الصينية على حساب اجماع واشنطن والقطاع الخاص الصيني، كما واصبحت المالية العامة الصينية منذ الازمة المالية العالمية (ازمة الرهن العقاري) الذراع التدخلي التصحيحي في ميكانيكيات الموديل الاول ودعم توسيع اجماع بكين (عبر البحار)على حساب اقتصادات اجماع واشنطن ولاسيما في مقاطعات الصين (الساحلية)المتحررة اقتصاديا.
إن انقلاب التوازن بين النموذجين الاقتصاديين بدأ يؤشر ان دورة تعظيم النمو الاقتصادي قد اخذت بالتراجع مع ابتعاد اجماع بكين عن اجماع واشنطن واختلال درجات التوازن بينهما بسبب تفاوتات الكفاءة الاقتصادية بين الموديلين بعد ترهل كفاءة الموديل الثاني الذي اتسعت مساحته داخل الصين وخارجه كقوة اقتصادية مركزية حكومية.
وبناء على ما تقدم، ينصرف هذا البحث الى التحري عن اهم العوامل الاقتصادية والجيوسياسية الصريحة والكامنة في صعود النمو الاقتصادي وهبوطه التي ادت الى بدأ انخفاض دورة النمو الاقتصادي الصيني The rise and fall of economic growth in China بانتظار ارتفاعها.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
د. مظهر محمد صالح- الصين والستار الحديدي الجديد للشيوعية- رؤية في الاقتصاد السياسي للنمو- محررة
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية