د. مظهر محمد صالح*: التنمية كالحرية في الاقتصاد السلوكي

١-تمهيد

لا ندري كم أن الإدارة الذاتية للنفس وضبط تصرفاتها تتطلب الحذر بأن لا تطلق (تلك الذات) عجلاتها لتعمل بأقصى سرعاتها دون طائل إلا عندما يستحق الوقت الإضافي لها من أجل الخيار الأوسع لبلوغ الحرية والا ستتحمل صناعة الحياة تكاليف زمنية شديدة.  العبودية تكبل حرياتنا الإنسانية حقا.  ومثلما يظل العقل الرشيد بمثابة قوة فكرية متحركة تتولى إزاحة هاجس السكون، فإنها في الوقت نفسه اشبه بحرب السلام قوامها الحذر يتقدمها قلق مشروع.  اذ لا ينفك ميدان المقارعة الفكرية صوب الحرية من كبح تعثرات السلوك البشري في مغادرة مأوي الغربة ومناخ الوحشة وهو يبحث عن المجهول في ضيق الخيارات والتصدي لهول مفاجآته ما لم يبق سكون النفس يعمل بوقود دائم يقوّى العقل المتحرك دون سباته وهو يقارع العبودية ذات الخيار الوحيد المتفرد.

أدهشني المفكر العراقي المبدع الدكتور مزهر الخفاجي وهو يتناول فكرة (السمة الشخصية personality )وفكرة (الاستجابة response) في الفلسفة الاوروبية ودورها في تفسير ولادة العبودية المشرقية ذلك في خضم سعيه بالبحث عن ميلادها في بحثه الموسوم (العبودية بالاختيار. انظر المرفق): وهي عبودية يراها الكاتب ولدت حقاً بالاختيار ذلك في موجة تحليل تطور علم النفس الاجتماعي عبر التاريخ وتحديداً المجتمع الرافديني المشرقي.  فانخراط الشخصية في الحياة الموقفية السياسية والاجتماعية يأتي استجابة لمكون الشخصية نفسها.  فبالاستناد إلى عالم النفس (اولبرت)، كما يقول مزهر الخفاجي، فإن السمات لها وجود حقيقي في الأجهزة النفسية والعصبية.  أي أن الاستعدادات النفسية المسبقة الاصلية والثانوية هي ما جعل البعض من الباحثين يعتقد بوجود علاقة بين مفهوم الدافع ومفهوم السمة رغم أن البعض يعتقد أن الدوافع ليست كلها سمات وليس كل السمات دوافع في الوقت نفسه.  مع العرض أن منحى الفرد الهيدوغرافي وليس المنحنى الجمعي (الناموس) هو الذي يشكل عبر التاريخ مفهوم السمة او السمات المميزة له.  كما بيَّن العالم (كاتل) وهو من علماء نفس (الشخصية) والذي توافر على فحص ودراسة اثر السمات في تشكل خصائص الشخصية المجتمعية ليؤكد هذا العالم على الدور الكبيرة للوظائف الديناميكية للشخصية إلى جانب المظاهر البنائية وذلك من خلال صرامة مفهوم السيولة، والذي يعبر عن مظاهر التغيير في الشخصية مقابل مظاهر الثبات.  وهذا يعني أن الشخص يتطرف في اي وقت معتمداً على العديد من العوامل الواقعية او الموقفية لكي يقول لنا مزهر الخفاجي أن نظرية السمات او الخصائص لا تصمد امام الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاخلاقية والثقافية.

لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي

د مظهر محمد صالح – التنمية كالحرية في الاقتصاد السلوكي .docx-محررة

لتحميل بحث الدكتور مزهر الخفاجي انقر على ارابط التالي

العبودية … بالأختيار