قبل أيام رحل عنا إلى سكينة الأبدية الزميل الجليل فاروق يونس تاركا خلفه فراغ كبير في الإنتاج الفكري الاقتصادي العراقي الأصيل.
فاروق يونس من مواليد خانقين عام 1935. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في بغداد. درس الاقتصاد في كلية التجارة والاقتصاد، جامعة بغداد، في خمسينيات القرن الماضي. بعد تخرجه خدم في الجيش كضابط احتياط. في العام 1955-1956 عمل موظفًا في كلية الهندسة في بغداد، ثم التحق بوزارة التجارة وتدرج في الوظيفة بعنوان رئيس أبحاث اقتصادية، ثم بعنوان خبير، وعين بوظيفة مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة (1979-1987)، ثم نقل إلى وظيفة مدير عام مركز التدريب التجاري بوزارة التجارة لحين إلغاءه. ومثّل الوزارة في محكمة تمييز التجارة.
شارك في الكثير من اللجان الاقتصادية ومنها اللجنة الدائمة لحماية الصناعة الوطنية (الملغاة) وكانت تضم في عضويتها ممثلين عن اتحاد الصناعات العراقي (تأسس بموجب القانون رقم 52 لسنة 1956)، ولجنة إعداد خطة التجارة الخارجية (الملغاة). وشارك في العديد من الدورات التدريبية داخل وخارج العراق في معاهد اقتصادية ومنها في نابولي-إيطاليا وهلسنكي-فنلندا وبودابست-هنغاريا وفي البنك الدولي-واشنطن دي سي.
أحال نفسه على التقاعد عام 1990 وفي السنة نفسها عمل في غرفة تجارة بغداد بعنوان خبير من 1990 لغاية 2005 حيث استقال من الوظيفة.
كان يتمتع بذاكرة عظيمة وبخزين هائل من التجارب مع الشخوص الاقتصادية والأسواق التجارية في داخل العراق وخارجه. كما أنه يملك حجماً هائلاً من المعلومات التاريخية عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العراق الحديث. كان واسع الاطلاع بفضل قراءاته الاقتصادية. ومن مواهبه قدرته على شرح مفاهيم وعلاقات اقتصادية معقدة بشكل مفهوم ومبسط- كما تجلّى في حواراته المنشورة في موقع الشبكة. كان حافظًا للقرآن فقد ختمه في طفولته، وللشعر العربي، وكان يقتبس آيات من القرآن وأبيات من الشعر في بعض ما كتب وفي مراسلاته.
له كتابات كثيرة متناثرة ومقابلات عديدة منشورة في بعض الصحف. وكانت شبكة الاقتصاديين محظوظة بنشر كتابين له: حوارات في مسائل اقتصادية (2020)، وقضايا تأمينية في حوارات وتعليقات بالاشتراك مع مصباح كمال (2022).
تعبر شبكة الاقتصاديين العراقيين عن بالغ حزنها لرحيل هذه الشخصية الاقتصادية الوطنية الرصينة وتقدم تعازيها لأولاده وأحفاده وأفراد عائلته الموسعة واصدقاءه وزملائه.
برحيله عن دنيانا سنفتقد في شبكة الاقتصاديين العراقيين شخصية متميزة في رؤيتها لقضايا العراق الاقتصادية ومتابعته لها من خلال التواصل مع زملاء آخرين في الشبكة.
رابط كتابات الراحل على موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين
فاروق يونس – شبكة الاقتصاديين العراقيين (iraqieconomists.net)
شبكة الاقتصاديين العراقيين. 30 تموز 2022
لتحميل ملف بي دي اف انقر على الرابط التالي
تعرفت على الراحل العزيز فاروق يونس من خلال شبكة الاقتصاديين العراقيين. اكتشفنا أن كلانا من مواليد مدينة خانقين. لم نلتقي وجاهاً ولكن الألفة تطورت بيننا وصرنا نتبادل الرسائل الشخصية، وصار يأتمنني على بعض الحكايات لأنها ليست للنشر من بينها مقتطفات من تاريخه الشخصي، وستظل كذلك. كان قارئًا ذكيًا وصاحب معرفة واسعة في جوانب عديدة من تاريخ العراق الاقتصادي والاجتماعي، وأعانني في بعض كتاباتي المنشورة في موقع الشبكة بتقديم المعلومة والتعليق المناسب. وكلنا نتذكر حواراته الذكية مع العاملين في مختلف النشاطات وتقديمه للأفكار الاقتصادية بطريقة سلسة جذابة. كان معلمًا ناجحًا وحاذقا في توصيل ما أراده من مفاهيم اقتصادية.
أنا مسرور لأنني استطعت أن أعمل معه لإخراج حواراته في كتاب (حوارات في مسائل اقتصادية، 2020) نشرتها الشبكة، وكذلك تعاوننا في إخراج كتاب (قضايا تأمينية في حوارات وتعليقات، 2022). كان لديه الكثير ليكتب عنه لكنه لم يفعل، واكتفى أحيانًا بنقل مقتطفات من كتابات بعض الاقتصاديين.
سنظل نتذكره إنسانًا رفيع الخلق. سأفتقده وصحبته الفكرية والمعرفية. له الذكر الطيب وهو في سكينته الأبدية ولأهله ومحبيه العزاء على رحيله من دنيانا.
مصباح كمال
وداعا زميلي واخي الكبير فاروق فاني حزين جدا لرحيك عنا بعد ان كنت قريب جدا الينا بمساهماتك الغنية على موقع الشبكة وباتصالاتك الشخصية بنا وذلك بالرغم من المسافة الجغرافية التي تفصلنا . سوف تبقى ذكراك خالدة في قلوبنا . اسأل الباري عز وجل ان يتغمدك بواسع رحمته ويتدخلك فسيح جناته ويلهم اولادك ومحبيك بالصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.
د. بارق شبر المنسفق العام لشبكة الاقتصاديين العراقيين
لقد كان الفقيد الأستاذ/فاروق يونس خبيراً مثابراً ومتابعاً للقضايا التنموية والإنسانية في العراق وحاول جهده، من خلال الموقع الإلكتروني لشبكة الاقتصاديين العراقيين، إثارة الانتباه لتطورات ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وطنية، إضافة لتطورات اقتصادية عالمية. ولقد ساهم في ذلك من خلال التحاور والكتابة. وبالإضافة لذلك كان متابعاً لما ينشر سواء من خلال الاتصال المباشر، كما حصل في تعليقاته المباشرة على ما كتبته ونشرته في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، أو من خلال التعليق في الموقع. نتيجة لذلك، كان عدد من الأوراق والتعقيبات والمداخلات التي نشرتها على موقع الشبكة استجابة مباشرة لنقاشه وتساؤلاته. لقد كانت ذاكرته عن عمل مؤسسات الدولة العامة واشخاصها ونتاجها معينا للباحثين وتذكيراً للعديد من التشريعات والحوادث والتطورات، التي يكاد أن يطويها النسيان نتيجة لضياع ما يدل عليها من نشرات وتقارير ووثائق رسمية. لذلك برحيله فقدنا ذاكرة وطنية أصيلة عن الهياكل المؤسسية العراقية واشخاصها وأداءها خلال العقود الستة الماضية.
تعازي المخلصة لعائلته واصدقاءه ومحبيه.
علي مرزا
لروحه الرحمة والغفران وانا لله وانا اليه راجعون
لقد كان ثريا غزيرا متابعا حريصا خلوقا محترما في جميع مداخلاته العلمية وقد غمرني بالكثير من التعليقات حول كتاباتي
لقد تالمت لرحيلك اخي الكبير ولكن عزائنا انك تركت علما ينتفع به ، ارقد بسلام فانك بجوار ارحم الراحمين
أ.د.عبدالحسين العنبكي