أسواق النفط والطاقة الدوليةالرئيسيةمنظمات الطاقة الدولية (اوبك، وكالة الطاقة الدولية الخ)

عبد الرحمن أياس *: د. وليد خدوري يصدر كتاباً بعنوان “الطاقة الأحفورية والمستدامة: الحاضر البترولي والمستقبل الهجين”

يبحث كتاب “الطاقة الأحفورية والمستدامة: الحاضر البترولي والمستقبل الهجين” لمؤلفه د. وليد خدوري والموجه إلى القارئ العام في ثلاث تطورات في قطاع الطاقة: بروز الصناعة النفطية قبل نحو قرن، والاهتمام العالمي بمكافحة تغير المناخ والأجندات التي جرى تبنيها لتصفير الانبعاثات بحلول عام 2050، ونشوب أخطر أزمة طاقة في التاريخ المعاصر إثر التسرع في محاولة الانفكاك عن الوقود الأحفوري (النفط الخام، الغاز الطبيعي، الفحم الحجري) بتقليص الاستثمار في هذه الصناعات فالإغلاقات أثناء جائحة كوفيد-19، فحرب أوكرانيا والعقوبات على الإمدادات البترولية الروسية وردود فعل الكرملين من خفض أو قطع للإمدادات البترولية.

يُذكَر أن د. خدوري من مواليد بعداد، الذي يهدي كتابه هذا، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، إلى زوجته الراحلة مهى الحوري خدوري، وولديهما رولى وخالد، وحفيديهما ليلى وجيمس، عمل في مجال تدريس العلوم السياسية بجامعة الكويت، ثم تبوأ منصب مدير إدارة الإعلام والعلاقات الدولية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، ثم عمل محررا فرئيس التحرير في نشرة Middle East Economic Survey (MEES) المختصة بمتابعة شؤون الاقتصاد والطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحاز على ثقة الجهات الرسمية والعلمية لما عُرِف عنه من أمانة ودقة نقله للخبر في صناعة حساسة مثل صناعة الطاقة.

ووفق الكاتب، تزامن نشوء الصناعة البترولية في بداية القرن العشرين مع نشوء صناعات أخرى (صناعة السيارات ومحطات الكهرباء) ذات الاستهلاك الواسع للمنتجات البترولية. فازداد إنتاج البترول بنهاية القرن العشرين إلى نحو 100 مليون برميل يومياً. وبرز الاهتمام الدولي بمكافحة التغير المناخي والأجندات الناتجة عن اتفاقية باريس لعام 2015 لتصفير الانبعاثات بحلول عام 2050. وتطورت إثرها تقنيات صناعة الطاقات المستدامة (الشمسية والرياح) وتوسع استخدامها.

لكن الطاقات المستدامة واجهت امتحاناً عسيراً إثر التسرع في تقليص الاستثمار في صناعات الوقود الأحفوري فإغلاقات جائحة كوفيد-19 ومن ثم الغزو الروسي لأوكرانيا ومحاولة معاقبة روسيا بفرض حظر على الإمدادات البترولية الروسية، إذ تبين عندها ضرورة توفر كميات وافية من النفط والغاز والطاقة النووية وحتى الفحم لتغطية الاختلال في ميزان العرض والطلب للطاقة العالمي الذي أدى إلى أزمات اقتصادية، ولاسيما “الكساد التضخمي”، وإلى ارتفاع كبير في فواتير الكهرباء عالمياً.

(*) محرر في قسم الاقتصاد جريدة “الحياة” سابقا (بيروت)

محتويات هذا الكتاب

يبحث هذا الكتاب في أبرز تطورات الطاقة خلال القرن العشرين والربع الأول للقرن الحادي والعشرين:

أولا، استمرار الارتفاع السنوي لاستهلاك البترول، أذ توسع استخدام النفط تدريجيا ليشمل مختلف جوانب الحياة المعاصرة . في ضوئه، ارتفع استهلاك النفط خلال الربع الأول من القرن العشرين من بضعة ملايين برميل يوميا الى نحو 100 مليون برميل يوميا في نهاية القرن. وللتأكيد على استمرار ازدياد الطلب السنوي ، عاد هذا الطلب وارتفع الى حوالي 100 مليون برميل يوميا مرة أخرى بعد انتهاء جائحة كوفيد-19، بعدما انخفض الطلب الى نحو 80 مليون برميل يوميا أثناء الجائحة.

ثانيا، انعقاد مؤتمرات الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي (كوب) الهادفة الى تصفير الانبعاثات بحلول عام 2050. لذا تطورت تقنيات صناعة الطاقات المستدامة (الشمسية والرياح ) وتوسع استخداماتها . وواجهت تجربة الطاقات المستدامة امتحانا عسيرا أثناء الجائحة وحرب اوكرانيا أذ تبين عندها ضرورة توفر الوقود التقليدي من نفط وغاز وطاقة نووية وحتى الفحم لتغطية الاختلال في ميزان العرض والطلب للطاقة، الأمر الذي أدى الى أزمات اقتصادية (الكساد التضخمي) والى ارتفاع سريع وعال في فواتير الكهرباء في اوروبا وغيرها.

ثالثا، اندلاع أخطر أزمة طاقة في التاريخ المعاصر، بسبب الاغلاقات أثناء جائحة كوفيد-19 وقرارات مقاطعة الصادرات البترولية الروسية لمعاقبة روسيا ماليا لغزوها اوكرانيا، لا سيما القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ومن ثم ردود فعل الكرملين بقطع النفط والغاز عن اوروبا. وتوسع الحظر البترولي ليشمل عقوبات مالية. فشملت العقوبات قرارات بعدم التعامل مع مصارف وشركات روسية، واقترحت الولايات المتحدة فرض عقوبات على شركات النفط والشحن والتأمين والمصارف التي تساهم في شراء البترول الروسي بسعر أعلى من سقف معين حددته واشنطن.

حقوق النشر محفوظة لشبكة الاقتصاديين العراقيين. يسمح بإعادة النشر بشرط الإشارة الى المصدر . 4 تشرين ثاني / نوفمبر 2022

 

الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية

التعليق هنا

%d مدونون معجبون بهذه: