تقديم الموضوع
نعم، لا تأمين في العراق. عنوان استفزازي. هكذا ورد في تغطية إخبارية قصيرة (2.5 دقيقة) في قناة السومرية بتاريخ 15 تشرين الثاني 2022.[1]
التأمين ليس معدوماً بالمطلق في العراق، فهناك ثلاث شركات حكومية إحداها متخصصة بأعمال إعادة التأمين، وأزيد من ثلاثين شركة تأمين خاصة، إضافة إلى عدد من وسطاء التأمين وإعادة التأمين. وهناك ديوان التأمين المرتبط بوزارة المالية، وهو الجهاز الرقابي على النشاط التأميني. وهناك أيضاً جمعية التأمين العراقية.
إن القول بعدم وجود تأمين في العراق مبعثه التراجع المريع لقطاع التأمين عند مقارنته مع الماضي ومع قطاع التأمين في الدول العربية سابقاً وفي الوقت الحاضر. كيف نفسر هذا التراجع؟
أسبابه كثيرة ويمكننا أن نلتقط منها، كما فعل الخبير الاقتصادي باسم انطوان جميل في التغطية الإخبارية للسومرية، انعدام الثقة بقطاع التأمين بأكمله وهي، أي الثقة، سبب رئيسي ومهم لكسب الزبائن كافة: المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص وأفراد الشعب، ذلك لأن طبيعة وآلية العمل التأميني المتمثلة في بيع الأغطية التأمينية التي هي عبارة عن وعد بالتعويض ولو أنه موثق قانونا، لكنه يحتاج إلى قناعة، ثقة، بأن المؤمن (شركة التأمين) قادر على الإيفاء بالتعويض.
[1] يمكن للقارئ مشاهدة التغطية الخبرية باستخدام هذا الرابط: لا تأمين في العراق بسبب انعدام الثقة | بالفيديو (alsumaria.tv)
https://www.alsumaria.tv/docs/438104
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
Munaem Al-Khafaji-IEN-لا تأمين في العراق-المسودة 1
مصباح كمال
كلمة اعتزاز بالزميل منعم الخفاجي
لطالما قرات باهتمام ما يكتبه الزميل الجليل منعم الخفاجي عن قضايا قطاع التأمين العراقي، ويبهرني رصده الدقيق للعديد من هذه القضايا التي لا تنال اهتمامً حقيقياً من الآخرين بمن فيهم إدارات شركات التأمين العامة والخاصة.
تبنّيه لعنوان “لا تأمين في العراق” لمقالته نقلاً عن تغطية إخبارية في إحدى القنوات الفضائية يعبر عن الإحباط القوي الذي يحس به، وهو ما أتشارك وأياه فيه، تجاه الواقع الحزين والمؤلم لقطاع التأمين. هو كذلك بالنسبة لكلينا لأننا عاصرنا ما يسميه بعض زملاءنا القدامى بـ “العصر الذهبي” تعلمنا فيه مبادئ التأمين الأولى في ظل “عمالقة” التأمين العراقي: بهاء بهيج شكري، مصطفى رجب، عبد الباقي رضا، عطا عبد الوهاب، بديع أحمد السيفي، سعاد برنوطي ومدراء آخرين لا يسعف المجال لذكرهم كانوا يمتلكون ناصية التأمين فنياً وقانونياً وعلى درجة عالية من الخلق والإمكانيات اللغوية. في عهدهم وبفضلهم جرى بناء صرح التأمين العراقي الرائد وقتذاك كما كان يترجم نفسه في أرقام أقساط التأمين المكتتبة.
إن منعم هو من بين القلة التي تكتب من موقع المتمرس بالجوانب الفنية والإدارية والقانونية للعمل التأميني وبتاريخ التأمين في العراق.
تعليقي القصير هذا ليس “مديحاً للظل العالي” (محمود درويش) بل تحية إكبار واعتزاز لزميل المهنة الذي لا أجد من يجاريه في العراق في الوقت الحاضر.
أتمنى عليه أن يستمر في الكتابة كونه شاهدا خبيراً على مصائر قطاع التأمين العراقي. ربما لديه الكثير الذي يستطيع أن يخبرنا به.
أتمنى له العمر المديد ودوام الصحة.
مصباح كمال
23 تشرين الثاني 2022