1 تمهيد
منذُ فجر التاريخ، عُد التسول كظاهرة قائمة وسلوك متجدد دوماً في المجتمع الانساني في حين ظل ينظر الى (التسول) في العصر الأوروبي الوسيط بكونه (مهنة) مقبولة جرى تبنيها في الهيكل الاجتماعي التقليدي الأوروبي. وبهذا ظل نظام التسول والصدقة المدفوعة للمتسولين والفقراء تمارس على نطاق واسع في العديد من الأمم كظاهرة مازالت تعج بها الشوارع والأزقة حول العالم.*
من جانبه ميز المجتمع الاغريقي القديم بين نوعين من التسول وهما التسول الناتج من (الفقر الناشط (Active Poverty) وبين التسول الناتج من (الفقر المتلقي (Passive Povertyفالفقر الفاعل أو الناشط، يؤشره وجود شخص ما لديه عمل ولكن لا يكفي دخله لاستدامة العيش وهو بحاجة الى مساعدة وهم (المعوزون (Destitute People) في حين يعتمد (الفقر المتلقي) كلياً وبشكل سكوني على الاخرين بلا توقف.
يؤشر الكاتب البريطاني (Spielvogel) في كتابه: الحضارة الغربية منذ القرن السادس عشر (1500) في الصفحة 500 قائلاً: كان الفقر مشكلة واضحة للعيان تحديداً في القرن الثامن عشر سواء في المدن او الارياف الأوروبية، إذ قُدر المتسولون في بولوونا Bologna بنحو 25% من السكان وفي مينز Mainz ارتفعت أرقام الفقر الى 30% من السكان. وفي نهاية القرن الثامن عشر كان هناك 10% من السكان يتسولون في كل من فرنسا وبريطانيا أو يعتمدون على الأعمال الخيرية للحصول على الطعام.[1]
[1] يعرف التسول Begging على انه ممارسة مناشدة الأخرين لمنح خدمة غالباً ما تكون هدية من المال، مع توقع تحصيل الضئيل منها وأحياناً يمنع من حصولها. ويسمى الشخص الذي يفعل ذلك بالمتسول أو (طالب الصدقة Mendicant) ويعمل المتسولون عادة في الطرق او الاماكن العامة التي ينشط بها الناس كالأسواق والمراكز الدينية والمرافق العامة وغيرها. وقد يطلب المتسول الطعام إضافة الى المال أو حتى السجائر والأشياء الصغيرة الأخرى. ولا ننسى أن إشاعة التسول عبر الانترنت، كطلب رعاية صحية أو مساعدة (التي هي أقرب الى الصدقات) أمست من الأمور المشاعة حالياً في العصر الرقمي الراهن والتي من ضمنها طلب المساهمة في سد نفقات سفر لا يستطيع تحملها المتسول وطلبات عديدة نتلقاها اليوم باستمرار عبر الانترنت.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط التالي
د. مظهر محمد صالح- الـتـســول قضية في الاجتماع الاقتصادي — فشل أُسري أم جماعي؟
الاراء المطروحة في جميع الدراسات والابحاث والمقالات المنشورة على موقع الشبكة لاتعكس بالضرورة وجهة نظر هيئة تحرير الموقع ولا تتحمل شبكة الاقتصاديين العراقيين المسؤولية العلمية والقانونية عن محتواها وانما المؤلف حصريا. لاينشر اي تعليق يتضمن اساءة شخصية الى المؤلف او عبارات الكراهية الى مكون اجتماعي وطائفة دينية أو الى اي شخصية أو مؤسسة رسمية او دينية