إنّ هذا البحث ليس بذاته تقييمًا لتجربة الأعوام العشرين الماضية. بل هو إيضاحات على عدد من المقالات التي صدرت باللغات الأجنبية، والتي وصفت التجربة العراقية بأوصاف غير دقيقة وظالمة. مستعيرة مفاهيم نمت، وتطوّرت، وعُممت مع التجربة الغربية، وأُسقِطت على بلدنا دون أن تكون مناسبة له. لهذا اضطررنا إلى تفكيك المفاهيم ومقاربتها مع واقعنا.
فكان لابد من الانتقال من موضوع لآخر بحسب المفاهيم المختلفة المطروحة. فنستطرد أحيانًا من أجل الاستفاضة في التوضيح، ونتوقف أحيانًا أخرى لكي لا نخرج عن الموضوع.
ومع اختلاف المواضيع المطروحة حاولنا، الإبقاء على وحدة الموضوع. ساعدنا في ذلك أن المقالات المشار إليها يربطها فكرٌ ومنهج موحد، مرجعيته الأفكار التنويرية التي برزت في أوروبا مع الحركة الاستكشافية والاستعمارية، ومع تطور المفاهيم حول الدولة والمجتمع، والمواضيع الملازمة لها، والتي ترعرت وانتشرت في ظل نظام الهيمنة العالمي المعاصر.
ومن أجل القيام بذلك كان لابد من وقفة تشخيص مع بعض خصائص بلدنا، لكي نقترب من الواقع، ولا نُسقط الأفكار على حالات هلامية يفترضها الآخرون في أنموذجهم، لكنها غير متطابقة مع واقعنا، فنرجو الانتباه.
وأرجو ممن يقرأ هذا البحث أن لا يقرأه بعيون شخصية، أو سياسية، أو شعبوية، بل بعيون بحثية وعلمية ونقدية. فالهدف ليس كسب الجمهور-على أهمية ذلك في المسار الطويل- بل الهدف هو الوصول للحقيقة. فبدون الحقيقة، كمقدمة وبداية، مهما كانت صعبة أو قاسية، لا يمكن تحقيق النتائج الحاسمة.
كذلك فإن هذا البحث غير معدٍّ لقارىءٍ كسول يطلب وضوح وسهولة كل شيء من مفردات، وتعاريف، ومفاهيم، وبساطة لغة، دون أن يبذل من طرفه جهداً للتزوّد بالحد المطلوب من العلم والمعلومة التي تسمح له بمواكبة هذا البحث أو غيره.
ان هكذا قارئ كمن يريد أن يقرأ وصفة طبيب، دون أن يتزوّد بالحد الأدنى من معرفة المفردات الدوائية أو الطبية، ودون أن يبذل جهداً لتعلم كيف يقرأ كتابة الطبيب السريعة الممزوجة.
قسّمنا البحث إلى خمسة أقسام. وداخل كل قسم هناك عناوين فرعية أعطيناها أرقاماً متسلسلة مع العناوين الفرعية للقسم الذي سبقه. وهدفنا من ذلك إبقاء الربط بين المواضيع من جهة، واستقلاليتها من جهة أخرى.
أقسام البحث:
أوّلاً: اطروحات قيلت بحق تجربة السنوات العشرين الماضية، كالمافيوية والأوليغارشية (حُكم الأقلية) والكليبتوقراطية(حكم الحرامية او اللصوص)، وغيرها.
ثانياً: طبيعة وخصائص المجتمع أو الاجتماع العراقي.
ثالثاً: عود على بدء. هل الدولة العراقية مافيوية، أو اوليغارشية، أو كليبتوقراطية، إلخ؟
رابعاً: شواهد بالأرقام يتغافلها المغالطون.
خامساً: الوجه الآخر لتجربة السنوات العشرين الماضية.
لمواصلة القراءة انقر على الرابط اتالي
عادل عبد المهدي -الدولة العراقية- لصوصية-مافيوية- حقيقة ام وهم- بعد عشرين عاماً
[…] عادل عبد المهدي *:الدولة العراقية، “لصوصية/مافيوية”. ح… […]